وسط ترقب لخطة رسوم جمركية وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنها رسوم «يوم التحرير»، بما قد يحدث تغيرات جذرية في النظام التجاري العالمي وتهز الأسواق المالية، شهدت الأسواق المالية العالمية والخليجية انخفاضاً ملحوظاً يوم الأربعاء.

ويثير قرار ترامب، الذي ينذر حسب البعض بالركود، بل وحتى بـ«حرب عالمية تجارية»، مخاوف عدة لتقليل المخاطر والتخلي عن الائتمان والدولار والأسهم.

ومحلياً، سجلت بورصة الكويت تراجعاً واضحاً في أولى جلساتها عقب العودة من عطلة عيد الفطر، لتهبط القيمة السوقية للشركات المدرجة إلى 47.523 مليار دينار، وبنسبة 0.55 في المئة لتخسر نحو 265 مليون دينار (860 مليون دولار)، مقارنة مع 47.788 مليار دينار في إقفالات الخميس الماضي، ويأتي هذا التراجع مع ارتفاع الذهب، وسط ترقب تداعيات رسوم ترامب الجمركية.

وتراجعت القيمة السوقية للسوق الأول 0.56 في المئة وبقيمة 221 مليوناً إلى 39.215 مليار، كما انخفضت القيمة السوقية للسوق الرئيسي 0.53 في المئة وبنحو 44 مليوناً إلى 8.307 مليار، وشهدت مؤشرات السوق تراجعاً جماعياً عن مستوى الجلسة السابقة، لينخفض «العام» 0.55 في المئة، و«الأول» 0.56 في المئة و«الرئيسي» 0.53 في المئة، و«الرئيسي 50» 0.24 في المئة.

كما سجلت السيولة تراجعاً واضحاً عن الجلسة السابقة، لتهبط 16.4 في المئة من 85.77 مليون في جلسة الخميس إلى 71.7 مليون دينار، وانخفضت أحجام التداول 7.7 في المئة من 248.68 مليون سهم إلى 229.48 مليون سهم، في المقابل، زادت الصفقات من 17.3 ألف صفقة إلى 17.99 ألف صفقة.

وخليجياً، تباين أداء مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية في ختام جلسة الأربعاء، مع ترقب المستثمرين لتأثير السياسية الجمركية الجديدة. إذ ارتفع مؤشر سوق دبي المالي 0.31 في المئة إلى مستوى 5112 نقطة، وسط تعاملات بحجم 198.784 مليون سهم بقيمة 659.52 مليون درهم. فيما انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.368 في المئة إلى 9334 نقطة، وسط تعاملات بحجم 336.818 مليون سهم بقيمة 1.197 مليار درهم.

وأغلقت بورصة البحرين على تراجع، بضغط قطاعي المواد الأساسية والصناعات، لينخفض المؤشر العام 0.09 في المئة إلى مستوى 1949 نقطة، مسجلة تعاملات بحجم 1.011 مليون سهم بقيمة 121.574 ألف دينار، في المقابل تواصل أسواق السعودية وقطر عطلتها الرسمية التي تنتهي اليوم، على أن تُباشر جميع المؤسسات المالية أعمالها الأحد المقبل.

انخفاض حاد

وعالمياً، فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض حاد، حيث هبط مؤشر داو جونز الصناعي 342.35 نقطة أو 0.82 في المئة إلى 41647.61 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 57.65 نقطة أو 1 في المئة إلى 5577.02 نقطة، وانخفض مؤشر ناسداك المجمع 241.23 نقطة أو 1.38 في المئة إلى 17208.66 نقطة (رويترز).

من جهتها، قالت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، في مقابلة مع إذاعة «تيوستوك» الأيرلندية، إن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرضها سيكون لها تأثير سلبي على مستوى العالم، وإن الضرر سيعتمد على مدى تأثيرها ومدتها ومدى نجاح المفاوضات.

الذهب والفضة

تمسّكت أسعار الذهب بمستوى مرتفع، بعد أن قفزت إلى أعلى مستوى على الإطلاق في الجلسة السابقة، وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة ليصل 3128.62 دولار للأونصة، كما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.5 في المئة إلى 3163 دولاراً.

وتزيد أسعار الذهب في المعاملات الفورية الآن عمّا كانت عليه قبل تولي ترامب منصبه في يناير الماضي بحوالي 400 دولار، وسجلت ذروة قياسية الثلاثاء عند 3148.88 دولار.

ويتوقع بنك يو.بي.إس وصول سعر الذهب إلى 3200 دولار للأوقية هذا العام.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 في المئة إلى 33.99 دولار للأونصة، واستقر البلاتين عند 978.90 دولار، وزاد البلاديوم 0.2 في المئة إلى 985.80 دولار.

خسائر «النفط»

واصلت أسعار النفط خسائرها، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتاً أو 0.4 في المئة إلى 74.19 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 26 سنتاً أو 0.37 في المئة إلى 70.94 دولار.

مؤشر الخوف

زادت مؤشرات تقلّبات السوق المتوقعة الأيام الأخيرة، حيث ارتفع مؤشر فيكس (Vix) لتقلبات سوق الأسهم المتوقعة بمقدار 4.6 نقطة خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى 22، متجاوزاً المتوسط ​​طويل الأجل البالغ 20.

وبلغ مؤشر بورصة شيكاغو التجارية (CME) لتقلبات العملات الخمس الأكثر تداولاً في العالم، ومؤشر بنك أوف أميركا للتقلبات الضمنية في سوق سندات الخزانة الأميركية، والذي يحظى بمتابعة دقيقة، أعلى مستوياتهما منذ منتصف مارس.

تهديد مكانة الدولار

أفاد خبراء إستراتيجيون، أن تطبيق نظام التعريفات الجمركية الذي فرضه ترامب يُضعف الثقة بالدولار، ويدفع المستثمرين إلى البحث عن أسواق أخرى لتداول العملات الأجنبية.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية المنافسة، دون تغيير يُذكر.

وكانت العملة الأميركية قد بدأت ارتفاعاً مطرداً أواخر 2024، وبلغت ذروتها في منتصف يناير، إلا أن مؤشر الدولار قلص بعض هذه المكاسب بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة.