هبطت أسعار النفط بعد صعودها بواقع دولار في تعاملات ما بعد التسوية، الأربعاء، مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية مضادة على شركاء تجاريين، ما أجج مخاوف من احتمال أن تؤدي حرب تجارية عالمية إلى الحد من الطلب على الخام.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 74.95 دولار للبرميل عند التسوية بزيادة 46 سنتا أو 0.6 في المئة إلى. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 51 سنتا أو 0.7 في المئة إلى 71.71 دولار.

وارتفعت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بمقدار دولار ثم تحولت إلى الانخفاض، جنبا إلى جنب مع عقود برنت الآجلة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ترامب بعد ظهر اليوم والذي أعلن فيه فرض رسوم جمركية على شركاء تجاريين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والصين وكوريا الجنوبية.

ولم ترد في جدول عرضه ترامب خلال إعلانه، ويظهر الدول والرسوم الجمركية المفروضة عليها، تفاصيل الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك. ومع ذلك، قال مسؤول كبير لرويترز إن البضائع التي تمتثل لاتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بما في ذلك النفط، ستظل معفاة من الرسوم الجمركية.

وقد تؤدي سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى تأجيج التضخم وإبطاء النمو الاقتصادي وتصعيد النزاعات التجارية، وهي احتمالات حدت من مكاسب أسعار النفط.

وقال أولي هانسن رئيس استراتيجيات السلع لدى ساكسو بنك «أنهت أسعار النفط الخام موجة الصعود التي شهدتها الشهر الماضي، إذ واجه خام برنت بعض المقاومة فوق 75 دولارا، فيما يتحول التركيز حاليا من انخفاض المعروض بسبب العقوبات إلى إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية وتأثيرها السلبي المحتمل على النمو والطلب».

وأضاف أن المتداولين سيترقبون فرض رسوم على واردات الخام مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات النفطية.

وهدد ترامب أيضا بفرض رسوم جمركية ثانوية على النفط الروسي، كما شدد يوم الاثنين العقوبات على طهران في إطار سياسة «أقصى الضغوط» التي انتهجتها إدارته لخفض صادرات النفط الإيراني.

ومما زاد من تعقيد مشهد المعروض العالمي، فرضت روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط عالميا اليوم قيودا على طريق رئيسي آخر لتصدير النفط، إذ علقت العمل في أحد أرصفة ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود، وذلك بعد يوم من تقييد عمليات التحميل من خط أنابيب بحر قزوين.

وتنتج روسيا نحو تسعة ملايين برميل من النفط يوميا، أو أقل من عُشر الإنتاج العالمي بقليل، كما تشحن موانئها النفط من جارتها كازاخستان.

وتجاهل المستثمرون بيانات حكومية أمريكية سلبية في معظمها في شأن مخزونات النفط الخام. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت زيادة كبيرة مفاجئة بلغت نحو 6.2 مليون برميل الأسبوع الماضي.

وقال جيوفاني ستانوفو المحلل في بنك يو.بي.إس «التقرير سلبي من وجهة نظري، مع زيادة مخزونات النفط الخام وارتفاع إجمالي مخزونات النفط... لكن السوق اعتبرته محايدا، إذ إن ارتفاع مخزونات النفط الخام مدفوع بزيادة حادة في واردات الخام الكندية على الأرجح قبل المخاوف من فرض رسوم جمركية جديدة».