«الترشيد» طوق النجاة من «القطع المبرمج»
جريدة الراي -


- إياد الفلاح: تحصيل الفواتير شهرياً يحفز المستهلكين على الترشيد
- مطلوب تطبيق نظام الشرائح للمستهلكين وتفعيل الضبطية القضائية
- ناصر البلوشي: ترشيد الكهرباء والماء لا يعني منع الاستهلاك بقدر استخدامهما الواعي
- يجب ترك الأساليب الخجولة في تطبيق خطط الترشيد
- فاطمة حيات: خاطبنا أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة بالإجراءات الواجبة للترشيد
- «حافز» يقدم مزايا للعملاء الحريصين على ترشيد استهلاكهم

من إلزام الجهات الحكومية اتباع إجراءات الترشيد، مروراً بالدعوة الملحة لتحصيل فواتير الاستهلاك شهرياً، وصولاً لإنشاء مركز بحثي لتطوير تقنيات التكييف، تنساب الأفكار والاقتراحات من قريحة المختصين بأساليب ترشيد الاستهلاك في وزارة الكهرباء والماء خلال موسم الصيف، لمساعدة الوزارة في تجاوز التحدّيات التي تفرضها عليها زيادة معدلات الاستهلاك نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، والمدن الجديدة التي تم تمديد التيار إليها.

«الراي» استطلعت آراء عدد من المختصين بأساليب الترشيد، فأكدوا ضرورة إعلاء مبدأ الترشيد وترسيخه في وعي المواطنين والمقيمين، باعتباره سلوكاً حضرياً يقاس من خلاله تقدم الدول.

منذ دقيقة

منذ دقيقة

وعرض كل مختص الآليات التي يمكن من خلالها ترشيد استهلاك الكهرباء والماء، والنتائج المرجوة من ذلك.

تنسيق

كشفت وكيلة وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة المساعدة لقطاع مراكز المراقبة والتحكم في بالتكليف المهندسة فاطمة حيات، أن «الوزارة اعتادت أن تخاطب، خلال شهري أبريل أو مايو من كل عام، نحو 60 جهة حكومية وجهات خاصة (مصانع أهلية، مصانع نفطية) في شأن الإجراءات الواجب اتباعها لترشيد استهلاك الكهرباء والماء طوال العام، وخصوصاً خلال أشهر موسم الصيف»، مبينة أن «المخاطبات التي يتم إرسالها لتلك الجهات تختلف من فئة إلى أخرى، وفقاً للدراسات التي تجريها الوزارة لكل فئة».

وأضافت حيات ان جدية مسؤولي تلك الجهات الحكومية وأصحاب المصانع الأهلية ومسؤولي المصانع النفطية، في أخذ تلك الإجراءات بعين الاعتبار والعمل على تنفيذها، سيجنب الوزارة اللجوء إلى خيارات سلبية.

وأوضحت أنه «تم خلال العام الفائت، طرح فكرة تغيير مواعيد نوبات عمل المصانع خلال فترة الذروة في موسم الصيف التي تبدأ عادة من الحادية عشرة ظهراً حتى الخامسة بعد العصر على المصانع لتغيير مواعيد النوبات، والطلب من المصانع التي لديها أفران تخفيف عمليات الإنتاج، أما المصانع التي لا تعتمد في عملها على أفران طلب منها تغيير مواعيد عملها في وقت الذروة».

«حافز»

ودعت حيات المواطنين إلى الاشتراك في برنامج «حافز الترشيد» عبر موقع الوزارة والاستفادة من المزايا التي يقدمها هذا البرنامج للعملاء الحريصين على ترشيد استهلاكهم، لافتة إلى «أساليب عدة يمكن للمستهلك، سواء أكان مواطناً أو مقيماً، ترشيد استهلاكهم وتوفير قيمة فواتيرهم الشهرية من خلال اتباع الإجراءات التي تحرص عليها الوزارة فيها على ترشيد الاستهلاك، كتركيب مرشدات مياه في الصنابير وإعطاء تعليمات للعمالة المنزلية باستخدام كمية محددة من المياه لغسيل السيارات».

وتابعت «يمكن للمستهلكين مساعدة الوزارة في تخفيف معدلات الاستهلاك خلال وقت الذروة، من خلال تجنب تشغيل الأجهزة الحرارية (مكواة، سخان، غلاية مياه، غسالات ملابس، غسالات أطباق...)، فضلاً عن ضبط درجة التكييف على درجة مناسبة لتقليل معدلات استهلاك التيار».

وفي ردها على مدى تحقيق حملة الترشيد منذ انطلاقتها النتائج المرجوة منها، قالت إن «الحملة لم تصل بعد إلى النتائج المرجوة، لكنها حققت نتائج إيجابية بفضل استجابة أصحاب السكن الخاص والمصانع وجهات الدولة كافة، وعلى رأسها وزارتا التربية والشؤون الإسلامية، بتعليمات الوزارة وقيامها بإصدار تعاميم داخلية توضح للإدارات التابعة لها التعليمات الواجب اتباعها لترشيد استهلاك الكهرباء والماء».

وأكدت أن الترشيد هو في الأساس سلوك حضاري يهدف إلى حفظ النعم التي أنعم الله بها علينا، ومن خلاله نستطيع توفير الطاقة المطلوبة، لمواجهة ارتفاع معدلات الاستهلاك خلال الصيف وحفظ المال العام والمساهمة في استدامة الموارد الطبيعية للدولة ومقدراتها وجهود العاملين في الوزارة، داعية جميع عملاء وزارة الكهرباء والماء إلى متابعة حساباتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وما يصدر عنا من تعليمات وإرشادات تسهم في الحفاظ على ديمومة الخدمات التي تقدمها الوزارة للمواطنين والمقيمين.

استهلاك واع

من جهته، أفاد استشاري وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة المهندس ناصر البلوشي، بأن «ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه واستخدامهما وقت الحاجة لا يعني منع الاستهلاك، بقدر ما يعني استخدامهما بأسلوب أكثر كفاءة بما يحد من الهدر والحفاظ على استدامتهما»، مؤكداً أن «التوعية بالترشيد تمثل أهمية قصوى لأفراد المجتمع، وهو الأمر الذي على أساسه يقاس مدى وعي وتقدم المجتمعات المتحضرة والمتقدمة والحريصة على استدامة أمنها القومي والتقويم السلوكي للفرد».

وقال البلوشي إنه «لا يخفى على الجميع وضع إنتاج الكهرباء مقارنة بمعدلات استهلاك التيار خلال موسم الصيف، لذا علينا ترك الأساليب الخجولة في تطبيق خطط وإستراتيجيات ترشيد الاستهلاك بشكل مهني وحازم على المباني الحكومية بالدرجة الأولى، ومن ثم المباني الخاصة (التجارية - الاستثمارية - السكني) والابتعاد قدر الإمكان عن المجاملات والمحاباة في هذا الشأن».

وأشار إلى ضرورة قيام الوزارة بحملة إعلامية متكاملة حول ترشيد الاستهلاك مع تفعيل الإجراءات الخاصة بالضبطية القضائية وغيرها من الأمور التي تشكل دائرة كاملة حتى تنجح الوزارة في تخفيف أحمالها الصيفية، مبيناً أنه «يفترض ألا يقتصر الترشيد على موسم الصيف فقط، بل يجب أن يكون مستمراً طوال العام».

التعاون شرط النجاح

بدوره، قال الوكيل المساعد السابق في وزارة الكهرباء إياد الفلاح إنه «لكي تنجح مهمة الجهات المسؤولة في توفير وتهيئة سبل الراحة وضمان استمراريتها، لا بد أن يمد المواطن والمقيم على حد سواء يد العون لتلك الجهات، وذلك بالسلوك الواعي الراقي، والممارسة الرشيدة لتك النعم العظيمة»، مضيفاً أن «من أعظم الأمور التي تعوّل عليها الأمم في رقيها وتقدمها هي وعي مواطنيها وحرصهم على المال العام».

وبشأن دور فرق الترشيد التابعة للوزارة وطريقة تعاطيها مع المجمعات التجارية، قال «هناك فريق يقوم دائماً بزيارة المجمعات التجارية، وعمل تقييم لتلك المجمعات من ناحية كفاءة الطاقة فيها وكفاءة الشبكة المائية، للوقوف على مدى التزام تلك المجمعات بالإجراءات والتعليمات التي تحددها الوزارة»، متمنياً من أصحاب المجمعات والشركات الكبرى الالتزام بالتعليمات والإجراءات التي تزودهم بها الوزارة للوصول إلى الاستهلاك الأمثل الذي يعود بالنفع على الوزارة وعليهم في وقت واحد.

خطوات

وعدّد الفلاح فوائد الترشيد، وقال: «للترشيد فوائد مالية (تقليل تكلفة الوقود) وبيئية (خفض الأضرار على البيئة) وصحية (جودة هواء أفضل، أمراض أقل) ووطنية (مساهمة المواطن والمقيم في تحقيق أهداف الدولة)»، لافتاً إلى أن «شريعتنا الغراء نهتنا عن الإسراف والتبذير في كل شيء، وأمرتنا بالاقتصاد في استعمال النِّعم»، لذا إن أردنا أن يكون للترشيد فائدة وتأثير إيجابي على سلوك المواطن والمقيم ينعكس على تخفيض معدلات استهلاك الكهرباء والماء، لابد من عمل ما يلي:

- التحصيل الشهري للفواتير، فالتحصيل الشهري هو أكبر محفز للترشيد والتوعية سواء للأفراد أو الشركات أو الجهات الحكومية على حد سواء، فهو الذي يذكر المستهلك دوما بما عليه من التزامات واجبة السداد في حينه.

- الإسراع في تركيب عدادات ذكية لجميع المستهلكين، كونها تساعد الجهات المختصة في ملاحظة ودراسة وفهم سلوك وأنماط جميع أنواع المستهلكين أولاً بأول، ما يعطي تلك الجهات إرشادات استباقية لعملائها لعمل اللازم في الوقت المناسب.

- تطبيق نظام الشرائح لمستهلكي خدمتي الكهرباء والماء بما يكافئ المقتصد ويعاقب المسرف وبما لا يرهق كاهل ذوي الدخول المحدودة.

- تفعيل ضبطية القضائية، فهناك بعض العملاء يميلون للإسراف في استهلاك نعمتي الماء والكهرباء ولا عذر لديه حتى وإن كان يدفع ثمنها بانتظام، فهذه الخدمات تكلف الدولة والمال العام الشيء الكثير جدا وهي بدورها تقدمها للمواطن والمقيم بأسعار رخيصة مدعومة. فالواجب عدم التبذير والاقتصاد في استهلاكها وإلا تفعيل الضبطية القضائية واجبة على كل من يسرف في الاستهلاك.

مركز بحثي

وأشار الفلاح إلى فارق الاستهلاك الكبير للتيار في فصل الصيف مقارنة بموسم الشتاء، بسبب الاستهلاك الضخم لأجهزة التكييف، بما يصل لنحو 70 في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة، متسائلاً «ألا يستحق هذا الفارق الكبير بين أعلى حمل وأدنى حمل، وما يتبعه من عبء مالي على ميزانية الدولة إنشاء مركز بحثي متخصص بتقنيات تكييف وتبريد الهواء؟».

وقال إن «هذا الفارق الكبير يستحق بجدارة إنشاء مركز بحثي متخصص، يكون غرضه الرئيس تطوير تقنيات تبريد وتكييف تخفض من استهلاك الكهرباء بشكل كبير، وبالتالي تقليل هذا الفارق الكبير، لا سيما أن تكنولوجيا تكييف وتبريد الهواء في تطور مستمر، ويسعى القائمون على هذه الصناعة دوماً إلى ابتكار طرق ومواد تخفض استهلاك الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة التكييف والتبريد، وذلك بتوظيف أحدث الأجهزة الكهربائية والطاقة المتجددة ومواكبة التطور في علم المواد وكذلك عدم الاكتفاء فقط بإصدار كودات بناء لعوازل المباني».

أساليب ترشيدية

1 - ضبط التكييف على درجة حرارة 25، وعمل صيانة دورية له لرفع كفاءته التشغيلية دون هدر في الكهرباء2 - التقليل قدر الإمكان من استخدام الأجهزة الكهربائية (فرن كهربائي، مكواة، غسالة، إلخ) خلال وقت الذروة.

3 - استخدام المايكرويف في تسخين الأكل بدلاً من الفرن الكهربائي، كونه يستهلك وقتاً أقل وبالتالي طاقة أقل.

4 - عدم وضع الثلاجة في الأماكن ذات الحرارة العالية والعمل على إزالة الثلج المتراكم من الثلاجة، لأن تراكم الثلج يجعل الثلاجة تعمل بطاقة أكبر وتستهلك كهرباء أكثر.

5 - فصل الأجهزة الكهربائية من مصدر التيار الكهربائي.

6 - عدم تشغيل الأجهزة الكهربائية مثل غسالة الملابس وغسالة الصحون دون امتلائها تماماً.

7 - تجفيف الملابس تحت أشعة الشمس وعدم استخدام المجفف الكهربائي.

8 - ملء غلاية المياه حسب الحاجة فقط.

الدعم الحكومي... 90 في المئة للماء و96 للكهرباء

قالت فاطمة حيات: «إذا أخذنا في الاعتبار أن معدل الهدر يمكن أن يصل لـ 10 في المئة من أعلى معدل استهلاك مسجل، فإن هذا الأمر يعني أن إنتاج محطة كهربائية كبرى يذهب هباء».

وأوضحت أن كلفة إنتاج الكهرباء من المحطة للمستهلك تساوي 36 فلساً للكيلوواط، في حين يتم احتساب تعرفة الاستهلاك في السكن الخاص بقيمة فلسين فقط للكيلو وات، وكذلك الأمر بالنسبة لإنتاج المياه فإن إنتاج 1000 جالون يكلف الوزارة 5.5 دينار في حين يتم احتسابه للسكن الخاص بـ 800 فلس فقط.

وبيّنت حيات أن نسبة الدعم الحكومي لـ 1000 غالون إمبراطوري تصل لـ 90 في المئة ونسبة الدعم للكيلو وات تصل لنحو 96 في المئة.

مواعيد العمل

اقترح ناصر البلوشي تقديم موعد العمل الرسمي في الجهات الحكومية ساعتين، حتى 15 سبتمبر المقبل، بحيث تنتهي دوامات الموظفين الساعة الثانية عشرة ظهراً قبل الدخول في وقت الذروة الحرج.

وأشاد بدور الكودار الوطنية العاملة في الوزارة وقدرتها على تجاوز تلك التحديات، من خلال تضافر جهود الجميع وتعاون المستهلكين في ترشيد استهلاك الكهرباء والماء.

كود البناء

تسعى وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة لتطبيق مدونة كود البناء على المباني الحديثة بحيث يتم وضع العازل وفق ما هو مبين في المدونة، وغيرها من المواد التي يتم استخدامها في مراحل الإنشاء لتقليل معدلات استهلاك التيار.

الترشيد في المباني الحكومية

• غلق الكهرباء في المباني الحكومية بعد المواعيد الرسمية عدا المؤسسات ذات الحساسية

• إيقاف الإنارة الخارجية لكل المباني الحكومية والميادين العامة

• ضبط درجة حرارة التكييفات المركزية على 25 درجة

الترشيد في المصانع

• خفض عدد ساعات الإنتاج خلال أوقات الذروة.

• إلزام المصانع بتركيب أجهزة باور فاكتور لتقليل هدر الطاقة الكهربائية.

الترشيد في المنزل

يمكن لصاحب المنزل تقليل استهلاك التيار بقدر الإمكان عبر الخطوات التالية:

• استخدام الضوء الطبيعي قدر الإمكان.

• استبدال مصابيح الإضاءة المتوهجة العادية بمصابيح موفرة للطاقة.

• إطفاء المصابيح المرتبطة بكاشفات الحركة عند التنقل.

• استخدام الألوان الفاتحة في طلاء المكان.



إقرأ المزيد