جريدة الراي - 11/17/2025 7:09:36 PM - GMT (+3 )
وقّع الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفرنسي إيمانويل ماكرون «إعلان نوايا» يمهّد لشراء أوكرانيا مقاتلات فرنسية من طراز «رافال» قد يصل عددها إلى نحو 100، إلى جانب أنظمة دفاع جوي، في خطوة ستكون الأولى من نوعها لكييف، في وقت أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على ثلاث قرى إضافية في شرق أوكرانيا، في آخر تقدم تحققه ضمن هجومها المتواصل على طول الجبهة الواسعة.
وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين في قصر الإليزيه، اليوم الإثنين، إن هذا الاتفاق «يندرج ضمن إطار زمني مختلف» عن عمليات نقل الأسلحة التي اتفق عليها حلفاء كييف الغربيون حتى الآن لمساعدة القوات الأوكرانية في صد الهجوم الروسي الذي بدأ في فبراير 2022.
وأضاف أن الأمر يتعلق «بتجديد الجيش الأوكراني في المستقبل»، ليكون «قادراً على ردع أي توغل جديد» بمجرد التوصل إلى سلام أو وقف لإطلاق النار.
وقال الرئيس الأوكراني واقفاً بجانب ماكرون «هذا اتفاق تاريخي، ونحن نقدّر بشدة دعم فرنسا».واستقبل ماكرون نظيره الأوكراني في قاعدة فيلاكوباي في جنوب غربي باريس حيث قدّم صناعيون للطرف الأوكراني المقاتلة «رافال» مع أنظمتها التسليحية، والجيل الجديد من نظام الدفاع الجوي «سامب-تي»، إضافة إلى أنظمة مسيّرات عدة.
ووقّع الرئيسان «إعلان نوايا يتعلق بالتعاون حول شراء أوكرانيا معدات دفاعية فرنسية» جديدة.وكان زيلينسكي وصف الأحد عبر منصة «إكس» الاتفاق بأنه «تاريخي» ينصّ على «تعزيز كبير» لقدرات كييف في «الطيران القتالي والدفاع الجوي ومعدات دفاعية أخرى».
وقال ماكرون وزيلينسكي إن الاتفاق الذي يمتدّ «ضمن أفق يقارب عشر سنوات»، يفتح الباب أمام عقود مستقبلية لـ«اقتناء أوكرانيا معدات دفاعية فرنسية» جديدة، تشمل «نحو 100 رافال مع منظومتها التسليحية»، بالإضافة إلى ثماني منظومات للدفاع الجوي «سامب-تي» من الجيل الجديد قيد التطوير.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن اوكرانيا ستُسلّم أيضاً أربعة أنظمة رادار وطائرات مسيّرة للمراقبة والهجوم والاعتراض.
اقتراض مشترك
وبحسب الرئاسة الفرنسية، يهدف هذا الاتفاق إلى «وضع التميّز الفرنسي في الصناعات الدفاعية في خدمة الدفاع عن أوكرانيا» وعن «أجوائها» في مواجهة «العدوان الروسي».
ويزور الرئيس الأوكراني فرنسا ضمن جولة يقوم بها على حلفاء غربيين لبلاده من أجل الحصول على أسلحة فيما تصعد روسيا هجماتها بالصواريخ والمسيرات على أوكرانيا.
وأبرم في هذا السياق، اتفاقاً حول الطاقة مع اليونان الأحد، على أن ينتقل الثلاثاء إلى إسبانيا.
وكان الرئيس الأوكراني وقع الشهر الماضي رسالة نوايا لشراء ما بين مئة و150 مقاتلة سويدية من طراز «غريبن».
وتملك أوكرانيا منظومة من طراز «ستامب-تي» تستطيع التصدي لمقاتلات وصواريخ كروز وصواريخ بالستية تكتيكية، غير أن منظومة الجيل الجديد التي ستتوافر عام 2027، تتميز بقدرات أوسع على اعتراض الصواريخ.
وفي ما يتعلق بالطائرات المسيّرة والقنابل الموجّهة، تحدث ماكرون عن «التزامات إنتاج بحلول نهاية العام وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة».
أما بالنسبة لـ «رافال»، فمن المتوقع أن يكون الجدول الزمني أطول، نظرا للتفاوض على العقود والإنتاج وتدريب الطيارين.
وعلى صعيد التمويل، هناك تفاصيل تحتاج إلى توضيح، لكن تعتزم فرنسا الاستفادة من مساهمتها في الميزانية ومن آليات أوروبية.
وأعاد الرئيس الفرنسي طرح فكرة «الاقتراض المشترك» ليتمكن الاتحاد الأوروبي من «الاستمرار في تقديم دعم مالي طويل الأجل ومنتظم لأوكرانيا» - على الرغم من المعارضة الألمانية.
«قوة متعددة الجنسية»
وتابع ماكرون «الوضع جاهز للسلام. وحدها روسيا ترفض»، وندد بـ«تكثيف الضربات على البنى التحتية للطاقة» في أوكرانيا، معتبراً أنه بمثابة «دليل آخر على هذا العدوان وهذا الخبث».
وعبّر عن «ثقته» بقدرة نظيره على تنفيذ «الإصلاحات الجذرية» اللازمة لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، «لا سيما في مجالات دولة القانون والشفافية والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد».
من جهته، تعهد زيلينسكي مواصلة «الإجراءات اللازمة» لمكافحة الفساد معتبراً أن ما بذل «ليس كافياً».
وشارك الرئيسان بعد الظهر في قصر الإليزيه في «منتدى فرنسي أوكراني للطائرات المسيرة».
والهدف بحسب الإليزيه هو «إقامة اتصالات» و«تعزيز التعاون مع كل الأطراف الفاعلة في هذه الأوساط، سواء اللاعبين الصناعيين أو اللاعبين الماليين».
وتخطط كييف هذه السنة لاستخدام أكثر من 4,5 مليون مسيرة، مع العلم أن الطائرات بدون طيار تتسبب بـ70 في المئة من الدمار الذي يلحق بالمعدات المعادية على الجبهة.
كما تستخدم أوكرانيا المسيرات لإسقاط الطائرات من دون طيار التي تطلقها روسيا عليها.
كذلك توجه ماكرون وزيلينسكي إلى مون فاليريان غرب باريس لزيارة هيئة أركان «القوة متعددة الجنسية لأوكرانيا» التي تعدها باريس ولندن حتى تنتشر في سياق الضمانات الأمنية لكييف في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويؤكد الجانب الفرنسي أن القوة التي اتفق «تحالف الراغبين» الداعم لأوكرانيا على تشكيلها بمشاركة 35 دولة بما فيها أوكرانيا، «تعمل» وهي قادرة «منذ الآن» على «نشر قوة في اليوم الذي يلي مباشرة وقف إطلاق نار».
ويقوم زيلينسكي بزيارته التاسعة لفرنسا منذ بدء الحرب، في وقت تهز أوكرانيا فضيحة فساد دفعت وزيرين إلى الاستقالة وارغمت الرئيس على فرض عقوبات على أحد المقربين منه.
كما أعلن ماكرون وشركة «ألستوم»، اليوم الاثنين، أن نظام السكك الحديدية الأوكراني استحوذ على 55 قاطرة من الشركة، بموجب عقد بلغت قيمته نحو 470 مليون يورو، بتمويل خاص من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي.
تقدم ميداني روسي
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع أن قواتها سيطرت على قرى بلاتونيفكا في منطقة دونيتسك، ودفوريشانسكه في منطقة خاركيف، وغاي في منطقة دنيبروبيتروفسك.
وكانت أعلنت الأحد سيطرتها على قريتين أخريين في منطقة زابوريجيا الجنوبية.
إقرأ المزيد


