أكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، اليوم الاثنين، الالتزام بتسريع وتيرة التحول الرقمي وبناء منظومة حديثة ترفع كفاءة العمل الحكومي وتدعم اقتصادا وطنيا قادرا على المنافسة إقليميا وعالميا.

جاء ذلك في كلمة الوزير العمر بملتقى (يوم الابتكار) الذي نظمته شركة (ساب) بحضور سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى البلاد ونخبة من رواد التقنية وصناع القرار الذي يشكل لحظة فارقة من مسيرة الكويت لبناء مستقبل رقمي.

وقال العمر إن الرقمنة أصبحت حجر الأساس في بناء اقتصادات قوية ومجتمعات متقدمة مؤكدا أن التحول الرقمي ليس خيارا بل ضرورة وطنية لتحقيق الرؤية الطموحة (كويت جديدة 2035) في بناء اقتصاد متنوع مستدام ومجتمع معرفي متطور ودولة جاذبة للاستثمار والابتكار.

وأكد حرص القيادة السياسية على تطوير البنية التحتية الرقمية ورفع كفاءة المؤسسات الحكومية موضحا أن نجاح التحول الرقمي يتطلب أيضا شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص وتعاونا مع شركات التكنولوجيا إذ إن الحلول الذكية التي تقدمها هذه الشركات تحسن الأداء المؤسسي وتعزز كفاءة الخدمات وتخلق بيئة محفزة للنمو والابداع.

وأضاف أن الاستثمار في الانسان الكويتي هو جوهر رؤية الدولة إذ أن الكفاءات الوطنية هي الثروة الحقيقية التي يعتمد عليها لتحقيق التحول المنشود مشيرا إلى الاهتمام الخاص بتطوير التدريب وتعزيز الشراكات مع المؤسسات العالمية وإطلاق برامج تدريبية متقدمة تواكب متطلبات سوق العمل الرقمي.

وأشار كذلك إلى الاهتمام البالغ بتطوير برامج التدريب والتأهيل بالتعاون مع شركاء عالميين وذلك عبر توقيع مذكرة التفاهم في مجال التعليم بين الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات وشركة (ساب) الذي تعد خطوة مهمة تسهم في تمكين الشباب الكويتي بمهارات المستقبل.

تطور مستمر وملموس

من جهته أشاد سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى البلاد هانس كريستيان فرايهير فون رايبنتس في كلمة مماثلة بمتانة العلاقات بين الكويت وألمانيا وما تشهده من تطور مستمر وملموس على مختلف المستويات.

وأضاف السفير الألماني أن رؤية الكويت 2035 تمثل إطارا واضحا لمستقبل الدولة واقتصادها وعلومها ومواردها البشرية مؤكدا استعداد بلاده لدعم هذا التوجه عبر العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية وتعزيز هذا المسار وتحقيق مستقبل يعود بالنفع على البلدين.

منصة استراتيجية

من جانبها أشادت المدير العام لشركة (ساب) في الكويت سندس بوشهري في كلمة مماثلة بعمق العلاقات الكويتية-الألمانية والشراكة الاستراتيجية المستمرة بين البلدين ودورها في دعم مسار الابتكار الرقمي ونقل الخبرات التكنولوجية إلى الكويت.

وقالت بوشهري إن يوم الابتكار ليس مجرد فعالية تقنية بل منصة استراتيجية لرصد ملامح التحول الرقمي في الكويت من خلال تطبيقات مترابطة وإدارة واعية للبيانات والذكاء الاصطناعي مؤكدة حرص الشركة على دعم هذا التحول وتعزيز التعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص تماشيا مع رؤية الوطنية.

ولفتت إلى أن (ساب) تعد أكبر مزود عالمي لتطبيقات الأعمال إذ أن 98 من أكبر 100 شركة عالمية تعتمد على حلولها ويمر نحو 84 في المئة من حجم التجارة العالمية عبر أنظمتها كما تغطي محفظة الشركة أكثر من 26 قطاعات و12 خط أعمال ما يمكن المؤسسات الكويتية من الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية مع إمكانية التكيف المحلي الكامل وفق احتياجات كل جهة.

وذكرت أن الخطوة المقبلة تتمثل في تحويل الرؤية الرقمية إلى واقع ملموس إذ ستطلق (ساب) الكويت في فبراير 2026 أول (هاكثون) للذكاء الاصطناعي بالشراكة مع جامعة الكويت ليجمع الحدث مختلف الجهات الحكومية والجامعات والشركات والمبتكرين الناشئين لبناء حلول ذكاء اصطناعي متقدمة باستخدام تقنيات الشركة.

تطوير التشريعات

بدورها أكدت نائب رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات منال المزيد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية أثناء عقد الملتقى أهمية مشاركة الهيئة في هذا الحدث الذي يعد منصة مهمة لاستعراض أحدث الابتكارات في مجالات البيانات والتطبيقات المتكاملة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت المزيد أن الاطلاع على هذه الحلول المبتكرة تمكن الهيئة من تطوير أطر وتشريعات أكثر مواكبة للتغيرات المتسارعة في المجال الرقمي إضافة إلى دعم الجهات في اعتماد نماذج تشغيل أكثر كفاءة وجودة.

وتضمن الملتقى تكريم وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر والشركات والمؤسسات التي أثبتت قدرتها في الابتكار واستثمرت في التطبيقات المترابطة والبيانات والذكاء الاصطناعي لدفع عجلة تقدم دولة الكويت ولتحقيق نمو مستدام.

وتعد (ساب) شركة متعددة الجنسيات مقرها ألمانيا متخصصة في تطوير برمجيات تساعد الشركات على إدارة عملياتها بما يشمل الشؤون المالية والموارد البشرية وإدارة المشاريع كما تقدم حلولا عبر الحوسبة السحابية والتشغيل المباشر على خوادم العملاء إلى جانب خدمات الصيانة والدعم الفني اللازمة لتحديث البرامج وضمان استمرار عملها.