جريدة الأنباء الكويتية - 11/27/2025 9:07:30 PM - GMT (+3 )
لفتت مشاركة الكاتب التركي عاكف مناف في معرض الكويت الدولي للكتاب 2025 الأنظار، فهو مؤلف كتاب «علم نفس السلام» الذي ترجم إلى أكثر من عشرين لغة ويمثل بيانا عالميا للسلام، الأمر الذي جعله مرشحا لجائزة نوبل للسلام. وبفضل مضمونه الفكري العميق، ترجم الكتاب إلى لغات عديدة ليصل إلى الشعوب كافة أملا بالحد من الحروب والعنف.
وبمناسبة مشاركته، قال عاكف مناف إن الخطوة الأولى لفهم الحروب تكمن في إدراك الديناميكية الداخلية التي تدفع البشرية إليها، موضحا أن ابتعاد الإنسان عن وعيه وعن حياته الطبيعية يولد السلبية وينشئ صراعا داخليا يتحول لاحقا إلى عنف اجتماعي.
وأضاف أن التدهور الذي يبدأ داخل الفرد يشكل البنية التحتية للحروب، وأن التغيير والتحول هما الطريق الوحيد للحل، مشددا على أن الحكمة هي الدواء للجهل الذي يقف خلف جميع المشكلات. وأشار إلى أن كتاب «علم نفس السلام» يوفر أدوات تساعد الإنسان على طرح الأسئلة الجوهرية وفهم أسباب معاناته، وأن وصوله إلى مختلف البلدان يرفع مستوى الوعي ويغير اتجاه الطاقة نحو البناء بدلا من الهدم.
وعن المواقف العالمية تجاه السلام، أوضح مناف أن شعوب العالم متفقة على قيمته لكن الكثيرين يظنون أن السلام شأن سياسي، مؤكدا أن هذا اعتقاد خاطئ، لأن «كل فرد ليس عنصرا حياديا».
وتابع: إن كل كلمة وفعل وفكرة تصنع أثرا إما بناء أو هداما، وأن انتشار مشاعر مثل الغضب والغيرة والعدوانية يخلق طاقة سلبية تمهد للعنف، بينما ينشأ السلام عندما يبدأ الفرد بتغيير عالمه الداخلي، ولهذا يشدد «المشروع الدولي من أجل السلام» على أهمية إدراك الفرد لمسؤوليته في صياغة الواقع.
أما عن دور المشروع في منع اندلاع حرب عالمية ثالثة، فأكد عاكف أن الكون يقوم على التوازن، وأن «القانون الكوني للفعل» يعيد النتائج المستحقة وفق الأسباب، مشيرا إلى أن الأفعال والمشاعر غير الصحية التي ينتجها الإنسان يوميا هي التي تعود في شكل حروب وكوارث.
وأضاف أن العالم في مراحل سابقة كان قريبا من الانزلاق نحو حرب واسعة، لكن نشوء الوعي الإنساني المتنامي، وانتشار الفعل الإيجابي ضمن «المشروع الدولي من أجل السلام»، ساهما في تغيير توازن الطاقة ومنع تشكل الظروف الممهدة للحرب.
وأكد أن تزايد الوعي عالميا يعزز قوة السلام ويضعف القوى الهدامة، ما يمكن البشرية من بناء مستقبل أكثر انسجاما وأمانا.
إقرأ المزيد


