جريدة الأنباء الكويتية - 12/28/2025 5:08:11 PM - GMT (+3 )
- الكويت لعبت دوراً ريادياً ومضيئاً في دعم الثقافة العربية من خلال مؤسساتها الثقافية الرائدة وعلى رأسها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
أسامة أبو السعود
أكد السفير المصري لدى الكويت محمد أبوالوفا أن التعاون الثقافي المصري - الكويتي في مجال اللغة العربية يجسد نموذجا ناجحا للتكامل العربي، ويؤكد أن حماية لغتنا وتمكينها مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود واستثمار الطاقات وتبني مبادرات مشتركة تواجه متطلبات العصر، وتوظف التقنيات الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها في المستقبل.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير أبوالوفا في ندوة عنوانها «اللغة العربية بين الأصالة والحضارة والتمكين» أقامها المكتب الثقافي المصري بالكويت مساء أمس الأول بمقر المكتب بالجابرية في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بمشاركة أستاذ اللغة العربية بجامعة عبدالله السالم د.صفية الزايد، وأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بالجامعة الدولية بالكويت د.علاء محمد عبدالغني، وأستاذ البلاغة ورئيس قسم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالجامعة العربية المفتوحة سابقا د.جابر حمدان وعدد من الأكاديميين والديبلوماسيين وأبناء الجالية المصرية والمواطنين.
وبين السفير أبوالوفا أن مصر والكويت اضطلعتا بدور تاريخي في خدمة اللغة العربية وصونها وتعزيز حضورها على المستويين العربي والدولي، فمصر بما تمتلكه من مؤسسات تعليمية وثقافية عريقة وجامعات مرموقة وحركة نشر وفكر رائدة كانت ولاتزال أحد أهم حواضن اللغة العربية ومركزا للإبداع الأدبي والفكري ومساهما رئيسيا في نشر اللغة العربية وتعليمها وتطوير مناهجها.
وأوضح أن الكويت، في المقابل، لعبت دورا رياديا ومضيئا في دعم الثقافة العربية من خلال مؤسساتها الثقافية الرائدة وعلى رأسها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومبادراتها النوعية في مجال النشر والترجمة وإطلاق المجلات الثقافية وتنظيم الفعاليات الثقافية بما جعلها منارة للثقافة العربية.
وتابع قائلا «إن هذا الاحتفال باللغة العربية يأتي في ظل متغيرات عالمية متسارعة تفرض علينا وقفة جادة أمام التحديات التي تواجهها لغتنا وفي مقدمتها تحديات العولمة وهيمنة اللغات الأجنبية في مجالات التعليم والتكنولوجيا والإعلام إضافة إلى التأثير المتنامي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية التي باتت تشكل أنماطا جديدة من التواصل والمعرفة».
وأضاف: «إن هذه التحولات وإن كانت تمثل تحديا حقيقيا، فإنها تفتح آفاقا واسعة، في الوقت ذاته، لتمكين اللغة العربية شريطة أن نحسن التعامل معها وأن تستثمر في تطوير المحتوى العربي الرقمي وتعزيز حضور الثقافة العربية في الفضاء الإلكتروني ودمجها بفاعلية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي بما يحفظ أصالتها ويواكب متطلبات العصر».
وأشار إلى أن اللغة العربية ليست أداة للتواصل بل هي حاملة للهوية ووعاء للثقافة وجسر ممتد بين الماضي والحاضر والمستقبل فهي لغة حضارة أسهمت عبور قرون طويلة في تشكيل الفكر الإنساني واحتضنت العلوم والآداب والفلسفة وكانت ولاتزال إحدى الركائز الأساسية للثقافة العربية والإسلامية.
بناء الهوية
من جانبها، أكدت الملحق الثقافي المصري في الكويت د.امينة أبو المكارم أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار حرص المكتب الثقافي المصري بالكويت على أداء دوره بوصفه منصة من منصات التواصل الثقافي والحضاري، في التعريف والاحتفاء باللعة العربية بها بوصفها لغة علم وثقافة وحوار والتأكيد علي دور الثقافة المصرية في دعم اللغة العربية.
وتابعت انه في اليوم العالمي للغة العربية، نحتفي بلغة لم تكن يوما أداة للتواصل، بل كانت ولاتزال ركيزة للهوية، هي من أعرق لغات العالم وأكثرها ثراء وعمقا، فهي لغة حضارة امتدت لقرون، وحملت عبر تاريخها إرثا علميا وفكريا وإنسانيا أسهم في بناء الحضارة الإنسانية. وتمتاز العربية بمرونتها وقدرتها الفائقة على الاشتقاق والتوليد، مما مكنها من استيعاب العلوم والمعارف المختلفة، وجعلها لغة قادرة على مواكبة متطلبات العصر الحديث.
من جانبها، قالت د.صفية الزايد أستاذ اللغة العربية بجامعة عبدالله السالم إن اللغة العربية لغة عظيمة وكرمها الله بأن جعلها لغة للقرآن ووعاء للشريعة.. داعية إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لجذب الأطفال إلى تعلم العربية ووضع المتخصصين في مجال تقنية المعلومات لتطبيقات إلكترونية للغة العربية بما يربط الأبناء باللغة العربية فضلا عن ضرورة التزام الآباء والأمهات بالتحدث باللغة العربية.
من جهته، أكد د.جابر حمدان أستاذ البلاغة ورئيس قسم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالجامعة العربية المفتوحة سابقا، أن مصر كانت ولاتزال وستبقى الحصن الحصين والأخت الكبرى والأم الرءوم التي تجمع العرب وترفع راية العربية والعروبة عالية خفاقة على مدى الأجيال.
وأشار إلى أن اللغة العربية ليست مجرد عبارات وألفاظ وإنما هوية وفكر وحضارة، موضحا أن تمكين اللغة العربية يأتي عبر تعزيز الأدوار المنوط بها وزارتا التربية والتعليم العالي في الدول العربية وسن القوانين الملزمة لذلك، نظرا لأن للتعليم دورا أساسيا في تمكين اللغة العربية.
بدوره، قال د.علاء عبدالغني أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بالجامعة الدولية بالكويت إن اللغة العربية أهم رمز لتصنيف الحضارة العربية، داعيا إلى تعليم الطفل اللغة العربية منذ صغره بشكل دقيق، حيث إن البيت هو أساس تعليم اللغة العربية.
إقرأ المزيد


