الجزيرة.نت - 11/17/2025 6:19:27 PM - GMT (+3 )
Published On 17/11/2025
|آخر تحديث: 18:09 (توقيت مكة)
شارِكْ
نشرت مجلة نيوزويك تقريرا عن الهزات السياسية التي تعرض لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة التي بدأت في الخامس من الشهر الجاري، والتي وصفتها بأنها كشفت ضعف موقعه داخل حزبه الجمهوري وبين قاعدته، ودفعت البيت الأبيض إلى حالة من الارتباك غير المسبوق في ولايته الثانية.
وقالت المجلة، في التقرير الذي أعده مراسلها السياسي خيسوس ميسا، إن الجمهوريين تعرضوا لهزائم انتخابية واسعة شملت منصبي حاكمي ولايتين أساسيتين مثل فيرجينيا ونيوجيرسي، وفي نيويورك، فاز اليساري زهران مامداني على أندرو كومو بفارق مريح في منصب عمدة المدينة، بينما اكتسح الديمقراطيون السباقات القضائية في بنسلفانيا واستفتاءات محلية في ولايات عدة.
ويرى الكاتب أن هذه النتائج عكست تحوّلا واضحا في مزاج الناخبين، حيث أظهرت استطلاعات الخروج أن غالبية كبيرة تشعر بالغضب أو عدم الرضا عن اتجاه البلاد.
وعزا ميسا غضب الناخبين إلى الوضع الاقتصادي، الذي بات يُحمّل مباشرة للرئيس رغم محاولاته ربطه بإدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وأضاف أن الخبراء وصفوا موقف الرئيس بأنه أشبه بـ"لحظة بايدن"، مع تراجع حاد في معدلات التأييد وتدهور ثقة المستهلك إلى مستويات قريبة من الركود.
وكذلك، بدأت شريحة من اللاتينيين، الذين استفاد منهم ترامب في الانتخابات السابقة، في الانقلاب عليه بعد شعور متزايد بعدم التحسن الاقتصادي.
خيسوس ميسا:فشل محاولات التملص
تراجع حاد في معدلات التأييد وتدهور ثقة المستهلك إلى مستويات قريبة من الركود
وداخل البيت الأبيض، يقول الكاتب، ساد القلق مع فشل إستراتيجية التملّص من المسؤولية، في وقت صعّد فيه جي دي فانس نائب الرئيس هجومه على إدارة بايدن، محمّلا إياها مسؤولية التضخم، ومطالبا بمنح سياسات ترامب الاقتصادية مزيدا من الوقت.
لكن الانتقادات للوضع الاقتصادي لم تأتِ من المعارضة فقط، بل من قلب قاعدة "ماغا". فقد وصفت النائبة الجمهورية بمجلس النواب مارغوري تايلور غرين النتائج بأنها "جرس إنذار كبير"، بينما حذّر السيناتور الجمهوري تيد كروز من حالة تهاون داخل الحزب.
واستمر الكاتب بالقول إن الأزمة تعمّقت عندما فشل ترامب في ضبط السردية خلال مقابلة مع الإعلامية الأميركية البارزة لورا إنغراهام، إذ دافع عن برنامج تأشيرات إتش- 1 بي H-1B (تأشيرات لتوظيف أجانب مؤهلين في مهن تتطلب مهارات متخصصة)، مؤكدا أن الولايات المتحدة "لا تملك ما يكفي من المواهب" في قطاع التكنولوجيا، وهو تصريح أثار غضب القوميين والمحافظين الذين رأوا فيه تناقضا مع مبدأ "أميركا أولا".
إعلان
ثم جاءت الضربة الأكبر مع نشر لجنة الرقابة في مجلس النواب أكثر من 20 ألف صفحة من وثائق جيفري إبستين. وبينها رسائل تزعم، من دون إثبات، أن ترامب كان على علم بسلوكيات إبستين.
ورغم نفي البيت الأبيض، انضم عدد من الجمهوريين في مجلس النواب للمطالبة بكشف جميع الوثائق، ما زاد الضغط على الإدارة، حتى إن ترامب اتصل بالنائبة لورين بوبرت لمحاولة ثنيها عن دعم التصويت، لكن دون جدوى.
أكثر الفترات اضطراباوبدلا من أن يتحول الأسبوع إلى فرصة لاحتواء آثار الإغلاق الحكومي، أصبح ترامب محاصرا بفضيحة إبستين مجددا، وحاول قلب الطاولة بإعلانه تكليف المدعية العامة بام بوندي بالتحقيق في علاقات إبستين بالديمقراطيين، لكن ذلك لم يمنع الدفع المتصاعد داخل الكونغرس لطرح ملف إبستين بالكامل للنقاش العلني.
وهكذا، تحولت الأيام العشرة الأخيرة إلى واحدة من أكثر فترات الاضطراب في ولاية ترامب الثانية، كاشفة تصدعات داخلية وتحديات سياسية واقتصادية لا تبدو أنها ستتراجع قريبا.
إقرأ المزيد


