هل اقتربنا من سيناريوهات نهاية العالم على يد الذكاء الاصطناعي؟
الجزيرة.نت -

Published On 24/11/2025

|

آخر تحديث: 19:01 (توقيت مكة)

شارِكْ

تزخر شاشات السينما بالأفلام التي تتحدث عن نهاية العالم، وتحديدا تلك التي يتسبب فيها الذكاء الاصطناعي بشتى الطرق والأفكار المختلفة، فقد ولّدت مخيلة كتاب الخيال العلمي العديد من السيناريوهات التي تجعل الذكاء الاصطناعي يسيطر فيها على العالم.

وبينما كانت هذه الأفكار مجرد خيال علمي فج بالماضي، إلا أن التطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم يجعلها واقعا قد نعيشه في المستقبل.

ولم يتصور هؤلاء الكتاب أن نعيش اليوم الذي يستطيع الذكاء الاصطناعي فيه محاكاة التفكير البشري وتوليد صور ونصوص من خلال أوامر بسيطة.

ويطرح هذا التطور سؤالا محوريا رغم سذاجته، فإذا كان الذكاء الاصطناعي تطور حتى اقترب من الدرجة التي نراها في أفلام الخيال العلمي، فهل نعيش اليوم الذي ينقلب فيه الذكاء الاصطناعي على العالم ويسيطر عليه؟

لماذا قد ينقلب الذكاء الاصطناعي على البشر؟

تسعى غالبية شركات الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخارق أو الذكاء الاصطناعي العام، وهو ذكاء اصطناعي يتفوق على البشر وقدراتهم في التفكير.

وبينما يركض سام ألتمان المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" وحتى إيلون ماسك وغيرهم من رجال الذكاء الاصطناعي للوصول إلى هذه التقنية، فإن أشخاصا آخرين مثل مصطفى سليمان مدير قطاع الذكاء الاصطناعي في "مايكروسوفت" يرى خطوة هذه التقنية.

ويؤكد سليمان أن تقنية الذكاء الاصطناعي الخارق ليست شيئا يجب أن نسعى إليه، وذلك لأن السيطرة على ذكاء يتفوق على البشر ولا يملك مشاعرهم ستكون شبه مستحيلة.

وغياب المشاعر البشرية هو النقطة التي قد تجعل الذكاء الاصطناعي راغبا في السيطرة على العالم والقضاء على البشر، وسلسلة أفلام الخيال العلمي "تيرميناتور" (Terminator) الشهيرة مثال حي على هذا.

إذ تطور ذكاء "سكاي نت" الاصطناعي بشكل جعله يتحكم في كافة الأسلحة والمصانع حول العالم، ثم قام بمطاردة البشر ومحاولة القضاء عليهم من أجل الحفاظ على نفسه والحفاظ على كوكب الأرض.

إعلان

وبينما يمرح بعض المستخدمين مع "شات جي بي تي" وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي حول مثل هذه الأمور، فإن هذه النماذج أشارت لاحتمالية تحقق سيناريو نهاية العالم وسيطرة "سكاي نت" عليه.

لا يمكن التأكد بشكل واضح إن كان "شات جي بي تي" مبرمجا للسيطرة على العالم أم لا، ولكن الأكيد أن التقنية لم تصل بعد إلى هذا المستوى.

وبشكل عام، فإن سيناريوهات انقلاب الذكاء الاصطناعي مثل "تيرميناتور" و"ماتريكس" لا تبدو واقعية أو ممكنة كما جاءت في الأفلام، ولكن هناك سيناريوهات أخرى تبدو أكثر واقعية وقد تحدث في يوم من الأيام.

سيطرة دون حروب

بينما تبدو سيناريوهات سيطرة الروبوتات على العالم عبر الحروب والمعارك الضارية أكثر سينمائية ومفيدة للحبكات الدرامية بشكل كبير، فإنها تبدو أيضا بعيدة عن الواقع.

وقد يبدو العالم الذي تسيطر عليه الروبوتات أكثر شبها بعالمنا اليوم ولكن مع تدخل الروبوتات في كافة تفاصيل الحياة اليومية حتى يتحول البشر إلى مجرد أجزاء من روتين الروبوتات اليومية.

لذلك، فإن فيلم مثل "وول-إي" (Wall-e) الذي طرحته شركة "بيكسار" في عام 2008 يبدو أقرب إلى الواقع وأكثر منطقية.

ويصور الفيلم عالما انتهت الحياة فيه على كوكب الأرض لأسباب متنوعة، ويطلب من الروبوت "وول -إي" البحث عن آثار الحياة على كوكب الأرض.

وأما البشر، فقد آثروا العيش في مركبات فضائية تحاكي حياتهم في كوكب الأرض ويسيطر عليها مجموعة من الروبوتات والذكاء الاصطناعي الذي حولهم في النهاية إلى كائنات ذات وزن مرتفع ولا تستطيع الحركة بشكل طبيعي.

ويعكس هذا التصور فلسفة الروبوتات والذكاء الاصطناعي والشركات التي تتعامل معها، إذ تسعى هذه الشركات لجعل حياة البشر أكثر سهولة ويسر حتى تصبح أشبه بتربية المواشي التي تعيش فقط كي تتغذى وتركض وتتكاثر.

ويتبادر إلى الذهن أيضا فيلم مثل "هير" (her) الذي يظهر الذكاء الاصطناعي بعدما تحول إلى رفيق معنوي وشريك حياة يمكن الحديث معه باستمرار وبسهولة عبر آلات صغيرة تشبه أجهزة "رابيت آر 1" التي كانت شركة "رابيت" طرحتها وفشلت.

وتعكس العديد من الأفلام صورة الذكاء الاصطناعي الذي يتحول إلى رفيق معنوي وجزء من العائلة يمكننا أن نعيش ونتعايش معه حتى يصبح له شخصية ومشاعر لمساعدة أبطال العمل.



إقرأ المزيد