حماس تجري محادثات مع مسؤولين مصريين حول المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار
إيلاف -

قُتل ثلاثة فلسطينيين الاثنين بنيران الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة وخان يونس في جنوب قطاع غزة، على ما أفاد الدفاع المدني ومصادر طبية فلسطينية.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "نقل إلى المشافي ثلاثة شهداء صباح اليوم (الاثنين)، اثنان منهم بنيران مسيّرة إسرائيلية في بلدة بني سهيلة (شرق خان يونس) وشهيد آخر بقذيفة دبابة إسرائيلية في منطقة شرق حي التفاح في شرق مدينة غزة".

وأكد مستشفى ناصر بخان يونس أنه استقبل قتيلين وثلاثة مصابين أحدهم وصفت جروحه بأنها "خطرة".

كما أكد مدير مستشفى الشفاء بمدينة غزة الطبيب محمد أبو سلمية وصول قتيل وعدد من المصابين إثر إطلاق دبابة إسرائيلية النار وقذيفة باتجاه سكان في حي التفاح.

من جهته وفي معرض رده على استفسارات وكالة فرانس برس، تحدث الجيش الإسرائيلي عن "ثلاثة مسلحين" قتلتهم قواته في خان يونس.

وقال إن "مسلحاً اجتاز الخط الأصفر" في حادثة أولى، فيما رصدت قواته في حادثة منفصلة في المنطقة نفسها في خان يونس "مسلّحين اثنين عبرا الخط الأصفر واقتربا من قوات الجيش العاملة في المنطقة".

وأضاف "بعد عملية الرصد، استهدف الجيش الإسرائيلي الأشخاص الثلاثة لإزالة التهديد".

ولم يتطرق الجيش في رده إلى الحديث عن قتيل في مدينة غزة.

وذكر مصدر أمني في غزة لوكالة فرانس برس أن طائرات إسرائيلية شنت صباح اليوم عدة غارات جوية على مناطق في جنوب شرق خان يونس، وفي رفح في جنوب القطاع.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "يواصل نسف عشرات المباني والمنازل وتجريف منازل كانت تضررت خلال الحرب، في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح (شرق مدينة غزة) وفي خان يونس ورفح".

وتسيطر القوات الإسرائيلية على معظم مدينة رفح ومخيمها، والمناطق الشرقية في خان يونس.

حماس: ضرورة وقف الخروقات
Reuters
أكدت حماس "التزامها بتنفيذ المرحلة الأولى"

وأجرى وفد قيادي من حماس محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة حول ترتيبات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أفادت الحركة الفلسطينية الأحد.

وقالت حماس في بيان إن وفدها بحث مع رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد "تطورات اتفاق وقف إطلاق النار والأوضاع العامة في قطاع غزة ومناقشة طبيعة المرحلة الثانية من الاتفاق".

وتقدّم الوفد رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش وأعضاء المجلس خالد مشعل وخليل الحية ونزار عوض الله وزاهر جبارين، إضافة إلى عضو مكتبها السياسي غازي حمد.

وأكدت حماس "التزامها بتنفيذ المرحلة الأولى"، مشددة على "ضرورة وقف الخروقات... عبر آلية واضحة ومحددة برعاية ومتابعة الوسطاء".

وتم التوصل الى اتفاق وقف النار بوساطة مصرية وأميركية وقطرية انضمت اليها تركيا بعد سنتين من حرب مدمّرة.

واستند الاتفاق الى خطة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونصّت مرحلته الأولى على وقف العمليات العسكرية والإفراج عن كل الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وتسليم جثث المتوفين منهم، مقابل معتقلين وجثث فلسطينيين.

كما نصّت على انسحابات إسرائيلية من مناطق مأهولة في غزة، وإدخال مساعدات إلى القطاع المحاصر.

وتتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.

وقتل في القطاع 339 فلسطينيا في غارات وقصف إسرائيلي منذ بدء تطبيق الاتفاق، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس.

في الأثناء، أفادت مصادر مطلعة في حماس بمواصلة عمليات البحث للعثور على ثلاث جثث لرهائن إسرائيليين لا تزال في قطاع غزة، وستكون، لدى انتشالها، آخر دفعة ضمن اتفاق التبادل بين الحركة وإٍسرائيل.

وكان قيادي آخر في حماس قال لفرانس برس إن اللقاءات مع المسؤولين المصريين ستناقش "ترتيبات وتشكيل لجنة التكنوقراط المستقلة الفلسطينية التي ستتولى إدارة قطاع غزة".

ونوّه إلى أن لقاءات ثنائية ستعقد بين وفد حماس وقادة فصائل فلسطينية أخرى لـ"بحث الوضع الداخلي الفلسطيني وترتيبات إدارة قطاع غزة ومستقبله"، والعمل على ترتيب لقاء قريب بين حركتي فتح وحماس في القاهرة.

واتفقت حماس وفتح العام الماضي على تشكيل لجنة إدارية فلسطينية مستقلة تضمّ شخصيات تتمتّع بكفاءات ولا تنتمي لأي فصيل فلسطيني، لتتولّى إدارة قطاع غزة بشكل مؤقت بعد انتهاء الحرب.

ونصّت خطة ترامب التي أيّدها مجلس الأمن مؤخراً على تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية مع خبراء دوليين لتسيير الشؤون اليومية لغزة، بالإضافة الى قوة استقرار دولية لحفظ الأمن ومراقبة وقف إطلاق النار، و"مجلس سلام" يشرف على كل هذا برئاسة ترامب.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية الأحد أن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ركّز على "ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير وتمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية من أداء مهامها".

EPA
وزير الخارجية المصري ونظيره القطري يؤكدان ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير

الى ذلك، أشارت حماس الأحد إلى أن المحادثات في القاهرة تناولت "سبل معالجة قضية مقاتلي رفح" في جنوب القطاع، منوهة بأن "التواصل مع المقاتلين منقطع" في شرق المنطقة الخاضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي.

وذكرت تقارير إعلامية أن نحو 200 مقاتل من كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة الفلسطينية، محاصرون في أنفاق في منطقة رفح.

وكان الجيش أعلن الأربعاء أن قواته قتلت ثلاثة مسلحين في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، أثناء تفكيك أنفاق.

كما أعلن في 19 تشرين الأول/أكتوبر، بعد تسعة أيام من بدء سريان اتفاق وقف النار، مقتل اثنين من جنوده في مواجهات في شرق رفح نفذ إثرها غارات أوقعت 45 قتيلا بحسب الدفاع المدني.

واندلعت الحرب بين حماس وإسرائيل بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1221 شخصا.

وخلّفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ ذلك الحين 69756 قتيلا على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.



إقرأ المزيد