هاليفي يكشف عن خداع حماس قبل طوفان الأقصى وخلاف متصاعد بين كاتس وزامير
الجزيرة.نت -

Published On 24/11/2025

|

آخر تحديث: 21:08 (توقيت مكة)

شارِكْ

ما زالت إخفاقات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال معركة طوفان الأقصى تتوالى فقد كشف اليوم الاثنين عن تسجيلات لرئيس الأركان السابق يتحدث فيها عن تلك الإخفاقات، في الوقت ذاته تشهد وزارة الدفاع الإسرائيلية خلافا متصاعدا بين الوزير وقائد الأركان.

فقد كشفت اليوم القناة الـ12 الإسرائيلية عن تسجيل جديد لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، يشرح موقفه من الأحداث والقرارات التي سبقت هجوم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر.

ووفقا للتسجيل يظهر هاليفي وهو يروي كيف نجحت حماس في خداع إسرائيل لسنوات، وكيف تم تجاهل التحذيرات السابقة للهجوم، وسوء التفسير داخل أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية.

ووصف هاليفي كيف أنشأت حماس آلية معقدة للخداع، تعتمد على واجهة طلب تصاريح العمل، وترتيبات المساعدات، ومشاريع البنية التحتية، حيث أقنعت كلا من الجهات الإسرائيلية والدولية بأنها تركز على رفاهية المدنيين وليست مهتمة بالقتال المسلح ضد إسرائيل.

وأضاف "لقد تمكنوا من إقناع الجميع، الوسطاء، وقيادتنا، والجيش، والاستخبارات، والشاباك، والموساد".

وأشار إلى أن جزءا رئيسيا من هذا الخداع كان ضبط حماس المتعمد لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهو ما فسّرته إسرائيل على أنه دليل على رغبتها في الحفاظ على الاستقرار.

وذكر هاليفي أن جيش الاحتلال والمؤسسة الأمنية لدى الاحتلال، كانا مقتنعين بأن حماس تميل إلى تجنب الصراع، خاصة بعد مشاهدتهم للحركة وهي تعاقب المشاركين في احتجاجات وشغب قرب السياج الحدودي في الأسابيع التي سبقت الهجوم، وقال "كل ذلك كان جزءا من عملية إغرائنا للنوم".

وقال "لقد فشل الجيش"، مضيفا "أنا لا أتسابق لمعرفة من هو الأكثر مسؤولية، كنت رئيس الأركان في ذلك اليوم، وسأحمل هذا حتى يوم مماتي".

هاليفي: أنا أتحمل المسؤولية (الجزيرة)
خلافات كاتس وزامير

وفي شأن ذي صلة، جمد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الاثنين، التعيينات في مناصب رفيعة في الجيش لمدة 30 يوما، مطالبا بإعادة النظر في التحقيق الداخلي الذي أجراه الجيش بشأن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدى إلى إقالة ضباط كبار من مناصبهم وتسريح آخرين من الخدمة من قبل رئيس الأركان إيال زامير يوم أمس الأحد.

إعلان

وكلّف كاتس، مراقب جهاز الأمن الإسرائيلي، يائير فولانسكي، بدراسة تقرير "ترجمان" وتقديم استنتاجاته خلال 30 يوما، مؤكدا "موقفي حيال منع ترقية الذين خدموا في القيادة الجنوبية في 7 أكتوبر لم يتغير".

وذكر كاتس، في بيان، أنه أوعز لفولانسكي بدراسة التقرير "ومن ذلك مسألة ضرورة إجراء تحقيقات أخرى في مجالات لم يحقق فيها الجيش الإسرائيلي في الماضي ولم تتطرق إليها لجنة ترجمان أيضا بسبب دراستها لتحقيقات موجودة فقط، واستكمال تحقيقات صبغتها اللجنة بلون أحمر وقررت أنها لم تجر بشكل ملائم وعميق".

وتابع كاتس، أن "فولانسكي سيطالب ببلورة توصيات حول معايير متساوية بخصوص استخلاص استنتاجات شخصية".

وانتشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية تحليلات بأن تصريحات كاتس هي إشارة إلى توتر جديد في العلاقة بينه وبين زامير، وقد سبق أن ظهرت بينهما خلافات حول كيفية إدارة الحرب في غزة.

وجاءت إقالة الضباط الكبار بعد نشر تقرير لجنة ترجمان التي عرفت بأنها لجنة "التحقيق في التحقيقات" (تحقيق في مهنية التحقيقات الخاصة التي أجراها الجيش) حول فشل 7 أكتوبر.

زامير يرد

وردا على إجراءات يعتزم كاتس اتخاذها بشأن فريق التحقيق الذي شكله زامير فور توليه منصبه، نقل موقع "والا" عن زامير قوله إن "القرار بالتشكيك في تقرير ترجمان يثير الاستغراب، لقد سمعت عن إجراءات الوزير كاتس من وسائل الإعلام".

وأضاف أن "تقرير ترجمان معد منذ البداية ليستخدمه رئيس الأركان، لفحص جودة التحقيقات واستخلاص الدروس المستفادة من الجيش، وليس للاستخدام السياسي".

وأشار زامير إلى أن "قرار التشكيك في التقرير، الذي كتب على مدار 7 أشهر من قبل 12 لواء وعميدا، والذي لخصه قائد الجيش وقدمه للوزير شخصيا يثير الدهشة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "وقف التعيينات يضر بقدرة الجيش".

كاتس (يمين) ونتنياهو (يسار) يقلدان زامير رتبة منصبه الجديد رئيسا للأركان (الإعلام الحكومي)
شلل بجيش الاحتلال

ويسود توتر متصاعد بين كاتس وزامير، والذي بلغ مستويات غير مسبوقة أدت إلى تجميد سلسلة من التعيينات العليا داخل الجيش، وفي مقدمتها منصب الملحق العسكري في واشنطن وقيادة سلاحي الجو والبحرية. وبات الخلاف بين الطرفين، سببا مباشرا في شلل إداري وعسكري داخل هيئة الأركان.

ويرفض كاتس المصادقة على ترشيح زامير للعميد تال بوليتس لمنصب الملحق العسكري في الولايات المتحدة، وهو منصب يستوجب ترقيته إلى رتبة لواء، ويتمسك بتعيين مستشاره العسكري.

وقد أدى هذا الخلاف إلى تعطيل الحركة الطبيعية للترقيات، وأبقى الملحق العسكري الحالي في واشنطن، في موقعه بدل انتقاله إلى رئاسة شعبة التخطيط، وهو المنصب الذي كان من المفترض أن يتسلمه خلفا للواء إيال هرئيل المرشح لقيادة سلاح البحرية.

وتتحدث أوساط إسرائيلية عن حالة غضب متصاعدة من تدخلات كاتس، مشيرة إلى أن تعطيل القرارات "يجمد الهيكل القيادي" ويخلق إحباطا واسعا داخل صفوف الضباط.

وذكرت مثالا بالعميد إليعاد موآتي، قائد قوات حماية الحدود، الذي تمت الموافقة على ترقيته أولا ثم أوقفها كاتس بشكل مفاجئ.



إقرأ المزيد