الجزيرة.نت - 11/25/2025 7:47:29 PM - GMT (+3 )
Published On 25/11/2025
|آخر تحديث: 19:36 (توقيت مكة)
شارِكْ
قال مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية إن سلوك الرئيس دونالد ترامب الهادئ أثناء لقائه بالمرشح المسلم الفائز بمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني يخفي خوفا عميقا، فنجاح ممداني يهدد سردية الحزب الجمهوري، وفي الوقت نفسه يخلق انقساما خطيرا داخل صفوف الديمقراطيين بين التيار اليساري المتشدد والوسط المعتدل.
وسبق أن وصف ترامب خصمه بأنه "شيوعي مجنون بنسبة 100%"، بينما هاجمه ممداني واصفا إياه "بالفاشي". ومع ذلك، تجنب الطرفان الصراع المباشر خلال لقائهما الأخير، إذ أظهرا توافقا مصطنعا يتعلق بحب مدينة نيويورك والسعي لتنميتها.
ويرى مراسل الصحيفة في إيطاليا مايكل داي أن ثقة ترامب وابتساماته ومزاحه مع ممداني لم يكن سوى قناع أمام كاميرات الإعلام، إذ يمثل السياسي الشاب نموذجا سياسيا فعالا لقيادة اشتراكية قادرة على جذب الناخبين، مما يهدد القدرة السردية للحزب الجمهوري على السيطرة على النقاش السياسي.
ويفاقم انزعاج ترامب أنه مر بأسبوع مضطرب، فرغم حصوله على استثمارات سعودية ضخمة فإن أزمة "قضية إبستين ألزمته القبول بنشر ملفات القضية، مما أثار غضبه وقلقه على عواقب ذلك.
ومع ذلك، لم يرد ترامب إظهار ضعفه أمام ممداني، برأي الكاتب، فلجأ إلى المزاح للإجابة عن بعض الأسئلة الصعبة، ومنها سؤال صحفية عما إذا كان ترامب يمانع ما قاله ممداني عنه، ليرد بسخرية قائلا: "لقد وُصفت بأسوأ من كلمة فاشي".
وأبرز المقال أن ممداني يثير اهتمام ترامب -الذي يحب الانتصار ويقدر الفائزين- لأنه يمثل نموذجا للنجاح الصادم، فقد استطاع شاب مسلم من أصول هندية أوغندية يبلغ 34 عاما التغلب على عائلة أندرو كومو القوية سياسيا.
وفي هذا الصدد، لفت الكاتب إلى قول ترامب إن ممداني "خاض سباقا لا يُصدق ضد أشخاص أذكياء".
بين التخوف والإشادةويرى الكاتب أن صعود ممداني يمكن أن يؤدي إلى انقسام داخل الحزب الديمقراطي، فالتيار اليساري المتشدد قد يدعمه بالكامل، بينما قد يشعر الوسط المعتدل بالقلق من أفكاره الاشتراكية مثل تجميد الإيجارات وتقديم خدمات حكومية.
إعلان
ويمكن أن يؤدي ذلك -وفق المقال- إلى صراعات داخلية تضعف موقف الديمقراطيين أمام الجمهوريين في الانتخابات القادمة.
وواجه ممداني ضغوطا سياسية إضافية في الكونغرس في اليوم الذي سبق لقاء البيت الأبيض، إذ صوّت 86 ديمقراطيا مع الجمهوريين لإدانة "رعب الاشتراكية". ويرى الكاتب أنه كان عليهم إدانة ولاية ترامب الثانية بدلا من ذلك.
ورغم الانتقادات، أبرز المقال قوة ممداني الانتخابية، إذ استخدم أسلوبا رقميا مبتكرا، مركزا على رسالة رئيسية هي خفض تكلفة المعيشة، وكسب قاعدة شعبية واسعة.
وخلص المقال إلى أن اللقاء الودي بين ترامب وممداني يخفي توترا سياسيا عميقا، ويعكس قدرة ممداني الانتخابية التي قد تهدد الحزبين معا، بينما يراقب الرئيس بحذر الشباب الطموح والطاقة السياسية التي قد تغير قواعد اللعبة في نيويورك وأميركا عموما.
إقرأ المزيد


