الجزيرة.نت - 11/25/2025 10:54:30 PM - GMT (+3 )
Published On 25/11/2025
|آخر تحديث: 22:37 (توقيت مكة)
شارِكْ
يعبر الكثيرون عن مشاعرهم كالود والتقدير والدعم من خلال الهدايا، التي تُعد لدى كثيرين لغة تواصل حميمية تحمل ما قد تعجز الكلمات عن قوله. لذلك، قد يُفسَّر رفض الهدية أحيانا على أنه رفض للمشاعر الطيبة نفسها، أو يُنظر إليه باعتباره سلوكًا فظًّا أو غير لائق.
لكن الحقيقة أن رفض الهدية ليس خطوة بسيطة، بل موقفا حساسا يثير القلق ويخلق توترًا في العلاقات، سواء لدى المانح أو المتلقي. ومع ذلك، يشير خبراء الإتيكيت والعلاقات الإنسانية إلى أن رفض الهدايا لا يُعد دائما فعلا جارحا؛ ففي بعض المواقف يكون الرفض مناسبا بل ضروريا.
وهنا يبرز سؤالان مهمان: متى يكون من المقبول رفض هدية؟ وكيف يمكن فعل ذلك بأدب يحفظ مشاعر مقدمها ويحافظ على العلاقة؟
كيف تتجنب الهدايا غير المرغوبة؟في عدد من المناسبات مثل الزواج وأعياد الميلاد، يصبح تقديم الهدايا أمرا طبيعيا، لكن البعض يفضل عدم تلقيها.
خبير المناسبات الأميركي جيمي كوست، أشار في تقرير على موقع "مارثا ستيورات" إلى أن الطريقة الأفضل لتجنب الإحراج أو الحرج الناتج عن تلقي هدايا غير مرغوبة هي الاستباق والوضوح منذ البداية، قائلا "الوضوح هو اللطف"، أي أن توضيح الموقف مسبقا يمنع سوء الفهم لاحقا.
واقترح كوست عددا من العوامل التي تساعد في منع تلقي الهدايا غير المرغوب بها، منها وجود سجل هدايا محددة، أو رسالة دعوة تتضمن الهدايا المرغوب فيها، أو رسالة إلكترونية تعفي المدعوين من إحضار الهدايا بشكل عام. وفي حالة المناسبات الرسمية كحفلات الزفاف، اقتراح تبرع لمؤسسة خيرية بدلا من الهدايا.
في كثير من الثقافات، يُنظر إلى رفض الهدايا باعتباره سلوكًا غير مألوف وقد يُعدّ جفاءً أو إساءة، مما يدفع الكثيرين إلى قبول هدايا لا يرغبون بها تجنبًا للإحراج. لكن هذا القبول القسري قد يتحول أحيانًا إلى عبء ثقيل على متلقي الهدية، كما حدث تمامًا في الأسطورة القديمة لمملكة سيام -تايلند حاليا- التي جاءت منها قصة "الفيل الأبيض".
إعلان
تحكي الأسطورة أن الفيل الأبيض كان رمزا للهيبة والقداسة، حيوانا نادرا لا يستخدم للعمل ولا لحمل الأشياء، بل يعامل ككنز ملكي. ورغم مكانته، كان الاعتناء به مكلفًا للغاية؛ يحتاج طعامًا وفيرًا ورعاية خاصة، وكان الملوك يحتفظون بعدة فيلة بيضاء كرمز للقوة.
ومع مرور الوقت، شاع أن الملك إذا غضب من أحد رجال الدولة، كان يهديه فيلًا أبيض. وبدوره، لا يستطيع المُهدى إليه رفض الهدية أو بيعها أو حتى إهداءها لغيره. وفي الوقت نفسه، يكون مجبرا على تحمل تكاليف رعايتها الباهظة، ما يجعل الهدية عقابًا مقنّعًا. ومن هنا أصبح مصطلح "الفيل الأبيض" مرادفًا للهدية التي تبدو ثمينة لكنها عبء ثقيل.
رغم أن رجال الدولة في الأسطورة السابقة لم يتمكنوا من الرفض، فإن تقريرًا لموقع "تشوس" المتخصص في الهدايا يذكر أن هناك مواقف يكون فيها رفض الهدايا أمرًا مقبولًا تمامًا، بل ضروريًا أحيانًا، ومنها:
- اتباع أسلوب حياة بسيط
من يختارون العيش بأقلّ قدر من المقتنيات قد يرون الهدايا فوضى إضافية، وليست مصدر سعادة.
- عدم الارتياح للشعور بالالتزام أو الدَّين
بعض الأشخاص يتجنّبون الهدايا -خاصة الباهظة أو المالية- لأنها تُشعرهم بواجب الرد، وهو ما يثقل علاقاتهم المهنية أو الاجتماعية.
- عدم الارتياح تجاه الشخص المُهدي
عندما تأتي الهدية من شخص لا يوجد قبول للتعامل معه -كما يحدث مثلًا في هدايا عيد الحب- يكون الرفض اللطيف خيارا واردا.
- الهدية غير المناسبة
في حال عدم ملاءمة الهدية، يمكن رفضها بأدب أو قبولها مؤقتًا ثم التصرف بها لاحقا، مع الحفاظ على مشاعر المهدي.
- التعارض مع القيم أو المسؤولية
مثل تقديم حيوان أليف أو هدية تُسبب التزاما لا يستطيع الشخص تحمله.
رفض الهدايا يحتاج إلى مهارة خاصة تحافظ على العلاقة دون إحراج أي طرف. ويمكن القيام بذلك عبر:
- التقدير والشكر
بدايةً، يجب التعبير عن الامتنان للمهدي والتأكيد أن قيمة العلاقة أهم من الهدية ذاتها.
- الصراحة والوضوح
من الأفضل توضيح عدم القدرة على قبول الهدية وجها لوجه، بكلمات بسيطة مثل: "أقدّر لطفك، لكن لا أستطيع قبول الهدية لأسباب شخصية".
- تجنب المبالغة في التبرير
التفاصيل الكثيرة قد تجعل الموقف دفاعيًا أو محرجًا للطرف الآخر.
- اقتراح بديل لطيف
مثل التبرع الخيري أو نشاط مشترك. هكذا يشعر المهدي بأنه قدّم شيئًا ذا معنى دون أن يُرفض.
- حل وسط عند الإصرار
إذا أصر الشخص على تقديم الهدية، يمكن قبولها بشكل مؤقت ثم إعادة إهدائها أو التبرع بها لاحقًا.
إقرأ المزيد


