كيف يبني الديمقراطيون جيشهم الإعلامي الرقمي للحاق بالجمهوريين؟
الجزيرة.نت -

Published On 25/11/2025

|

آخر تحديث: 22:59 (توقيت مكة)

شارِكْ

قالت صحيفة واشنطن بوست إن أنصار التيار الديمقراطي الأميركي بدؤوا يعتمدون على المؤثرين وصناع المحتوى من أجل الوصول إلى جماهير جديدة، واستدراك تأخرهم عن الجمهوريين المتفوقين في الإعلام الرقمي.

وفي تقرير مطول، بينت الصحفيتان ديلان ويلز وسارة إليسون كيف دفعت الانتخابات الرئاسية عام 2024 الديمقراطيين إلى بناء إستراتيجية إعلامية قوية لنشر رسالتهم، عبر البودكاست ووسائل التواصل الاجتماعي.

No one should be afraid to cast their ballot. pic.twitter.com/vg8FyLpwzm

— Gavin Newsom (@GavinNewsom) October 31, 2025

الديمقراطيون أدركوا أهميّة المؤثرين

وقالت ويلز وإليسون "أصبح من المستحيل تقريبا حضور أي حدث سياسي ديمقراطي دون تخصيص وقت أو مؤتمر صحفي للمؤثرين، أو إجراء سلسلة من المقابلات الفردية مع مستخدمي سبستاك ومقدمي برامج البودكاست المستقلين".

وخصص النائب جيمس تالاريكو، المرشح الديمقراطي الأكثر شهرة لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي في تكساس، معظم يوم إطلاق حملته الانتخابية لشخصيات وسائل الإعلام الجديدة.

في حين أمضى حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، الذي يُنظر إليه على أنه أحد أبرز المرشحين للرئاسة في عام 2028، 45 دقيقة في الرد على أسئلة المؤثرين في خضم حملته النهائية لمبادرة اقتراع مهمة.

#زهران_ممداني في خطاب النصر: أنا مسلم وديمقراطي اشتراكي.. وأرفض الاعتذار عن أي من هذه الأمور#الجزيرة_مباشر #نيويورك pic.twitter.com/Wc4ymFUSDK

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 5, 2025

وعندما فاز زهران ممداني بسباق رئاسة بلدية نيويورك هذا الشهر، أطلع المؤثرين على آخر المستجدات قبل إلقاء خطاب فوزه.

وتقول جينيفر ويلش من بودكاست "I’ve Had It" (مليون و400 ألف متابع على يوتيوب) إن هناك بالتأكيد تغييرا في استعداد الديمقراطيين للمشاركة، ولطالما كانت تنتقد زملاءها الديمقراطيين بشكل ساخر لكونهم متحفظين وحذرين للغاية.

إعلان

ووفق الصحفيتين، وجد المرشحون الديمقراطيون أن المؤثرين غالبا ما يقدمون مقابلات أكثر ودية، وجماهير أكثر حماسا، وقنوات مباشرة لجمع التبرعات والمتطوعين، وفي الوقت نفسه، تكتسب الطبقة الناشئة من مبدعي المحتوى الليبراليين وصولا غير مسبوق إلى السياسيين، وقدرة على بناء الجماهير، والتنافس على النفوذ.

ما زال الجمهوريون متقدمين

وبشأن السؤال "هل الديمقراطيون على قدم المساواة مع الجمهوريين في مجال وسائل الإعلام الرقمية؟" خلص التقرير إلى أنه "ليس بعد"، إذ لا تزال الفجوة واسعة، وفقا لأرقام الجمهور والمقابلات مع المؤثرين والإستراتيجيين.

ويتمتع المحافظون بأسبقية تمتد لعقد من الزمان، إذ بادروا خلاله إلى تنمية مقدمي بودكاست مؤثرين وشخصيات بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات رقمية.

وتظهر الفجوة في الأرقام: إذ يعتبر نحو 27% من المؤثرين في مجال الأخبار أنفسهم جمهوريين أو محافظين أو مؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقارنة بحوالي 20% يعتبرون أنفسهم ليبراليين، وفقا لدراسة أجراها مركز بيو عام 2024.

اهتمام متزايد بتطبيق سبستاك

ويتألف جمهور تطبيق سبستاك من مؤيدين شديدي الالتزام من المرجح أن يتطوعوا ويتبرعوا ويحضروا التجمعات، وهم بالضبط الأشخاص الذين تريد الحملات الوصول إليهم، حسبما قالت كاثرين فالنتاين، التي تشرف على الأخبار والسياسة في التطبيق.

وقام العديد من مستخدمي سبستاك الذين أجروا مقابلات مع النائب الديمقراطي تالاريكو إما بإعداده لجمع التبرعات أو بالترويج المباشر لصفحة التبرعات الخاصة به.

وأطلق ديمقراطيون آخرون يبحثون عن جمهور مماثل، وبعضهم يتطلع إلى الترشح للرئاسة، حساباتهم الخاصة على سبستاك للتواصل مباشرة مع المؤيدين المتفاعلين، ومن بينهم نيوسوم، ونائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، ووزير النقل السابق بيت بوتيجيج، والسيناتور روبن غاليغو من أريزونا، ورئيس بلدية شيكاغو السابق رام إيمانويل.

وظهر الديمقراطي بوتيجيج في برنامج "Flagrant"، وهو بودكاست استضاف ترامب خلال الحملة الانتخابية، ثم كتب منشورا على سبستاك يحلل فيه التجربة، في حين أجرى النائب رو خانا من كاليفورنيا هذا العام عددا من المقابلات في البودكاست أكثر من أي ديمقراطي آخر، بما في ذلك ظهوره مع مقدمي برامج يمينيين مثل بيني جونسون.

وتهدف هذه التحركات النشطة إلى إظهار الكفاءة لأعضاء الحزب الديمقراطي بحسب ويلز وإليسون، والأهم من ذلك، القدرة على جذب جمهور ذي وجهات نظر مخالفة والتفاعل معه.

وتوقع كايل ثارب، مؤلف نشرة إخبارية عن السياسة والتأثير عبر الإنترنت، أن تمارس فئة المؤثرين نفوذا أكبر في حملة الرئاسة لعام 2028، وقال "بعض هذه الحملات ستقدم لهم حقيبة من النقود مقابل تأييدهم، وسيكون الناس حريصين على الحصول على تأييد بعض هؤلاء المتحدثين الديمقراطيين البارزين في الحملة الانتخابية المقبلة".



إقرأ المزيد