شهادات مروعة لناجين من جرائم الدعم السريع
الجزيرة.نت -

Published On 25/11/2025

|

آخر تحديث: 23:49 (توقيت مكة)

شارِكْ

بعد أن نجح خليل ذو الـ34 عاما في الفرار بأعجوبة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والوصول إلى بلدة الطويلة التي تبعد نحو 68 كيلومترا مشيا على الأقدام، حرص على سرد شهادته لمنظمة العفو الدولية  وكشف الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، والتي يؤكد أنها لن تمحى من ذاكرته.

يحكي خليل أنه اضطر للتظاهر بالموت حين فتحت عناصر المليشيات الرصاص على 20 رجلا كانوا معه بعد إجبارهم على النزول من السيارات، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا منهم على الأقل، وقال: "قتلوا الناس كأنهم ذباب".

لكن الانتهاكات التي يرتكبها عناصر الدعم السريع لا تقتصر على قتل المدنيين العزل فحسب، بل وصلت للخطف والاغتصاب، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية.

وأورد التقرير شهادات 28 ناجيا، أكدوا ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم قتل واختطاف واغتصاب في الفاشر، ووصفت المنظمة ما ورد في هذه الشهادات بأنه جرائم حرب، مطالبة بمحاسبة مرتكبيها.

جرائم الدعم السريع

ولفتت شهادات أخرى إلى اختطاف رهائن مقابل فدية، حيث قال بدر -26 عاما- إن قوات الدعم اقتادته مع 5 آخرين إلى قرية قريبة من الفاشر، حين كانوا ينتقلون مع كبار في السن بشاحنة صغيرة خارج المدينة.

وأضاف: "أوقفوا الشاحنة وأعدموا بالرشاشات كل كبار السن الذين كانوا معنا، ثم طلبوا فدية مالية من عائلتي بقيمة 8 آلاف دولار، وأطلقوا النار على رأس شخص لم تتمكن عائلته من دفع الفدية أمام الكاميرا بينما كانت عائلته تراقب إعدامه".

أما النساء في الفاشر، فكانوا أكثر الفئات معاناة في هذه الحرب، فتحدثت كلثوم -29 عاما- عن الاعتداء على النساء والفتيات في مخيم زمزم بعد فصلهن عن الرجال، قائلة: "تعرضت للاغتصاب عدة مرات، فصلوا النساء الأصغر سنا بعد اقتيادنا إلى المخيم واختاروا حوالي 11 امرأة، وكل من اختاروهن للتفتيش تعرضن لذات الأمر".

إعلان

وبدورها، تحدثت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد عن ضرورة التحقيق في كل ما جرى وما يجري في الفاشر، وإيقاف الهجوم الوحشي على المدنيين وكافة الانتهاكات والتجاوزات.

ومنذ أسابيع، تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، ضمن حرب اندلعت في أبريل/نيسان 2023، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.



إقرأ المزيد