مجندون رغما عنهم في الجيش الروسي يضعون جنوب أفريقيا في موقف محرج
الجزيرة.نت -

Published On 26/11/2025

|

آخر تحديث: 09:58 (توقيت مكة)

شارِكْ

قالت صحيفة لوتان إن قضية محرجة تتفاعل في جنوب أفريقيا بسبب تجنيد عدد من مواطنيها دون علمهم في صفوف الجيش الروسي، مما أثار أزمة سياسية ودبلوماسية داخل البلاد.

وأوضحت الصحيفة السويسرية أن مجموعة من الرجال جرى تضليلهم وإقناعهم بأنهم متجهون إلى روسيا للحصول على تدريب مهني في مجال الحماية الخاصة، ولكنهم وجدوا أنفسهم في جبهة دونباس الأوكرانية مشاركين من دون قصد في الحرب ضمن الوحدات الروسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list

وتفجرت القضية -كما تقول الصحيفة- بعدما تلقت الحكومة نداءات استغاثة من 17 من رعاياها، وسرعان ما اتجهت الأنظار نحو النائبة دودوزيلي زوما سامبودلا، ابنة الرئيس السابق جاكوب زوما، التي اتُهمت بخداع هؤلاء الرجال.

دودوزيلي زوما سامبودلا خارج المحكمة العليا عقب محاكمتها بتهمة الإرهاب بسبب أحداث 2021 (أسوشيتد برس)

وقد أظهرت رسائل واتساب -التي حصلت عليها وسائل إعلام دولية- أن الرجال بدؤوا يشكون في مهمتهم بعد توقيعهم عقودا باللغة الروسية وتجريدهم من هواتفهم وبطاقاتهم البنكية، قبل أن تنقطع اتصالاتهم عن عائلاتهم منذ أغسطس/آب الماضي.

ومع ذلك، واصلت زوما سامبودلا طمأنتهم بأن الأمر مجرد تكتيك لإخافتهم، وأنهم لن يُرسلوا إلى القتال، ولكنهم -كما تقول الصحيفة- وزعوا إلى مجموعات صغيرة بلا تواصل في ما بينها.

وفي مواجهة الضغوط، أنكرت زوما سامبودلا أي نية للخداع، وأكدت تحت القسم أنها كانت ضحية تضليل مماثل، وأن 22 رجلا -بينهم أفراد من عائلتها- سافروا معها إلى روسيا لحضور تدريب كانت تعتقد أنه مشروع.

غير أن هذه التصريحات لم تمنع -حسب الصحيفة- تصاعد الشبهات حول النائبة عن حزب والدها في البرلمان، خصوصا مع تاريخها في ترويج الدعاية الموالية لروسيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

وتأتي القضية -حسب الصحيفة- في سياق معقد يتداخل فيه الإرث التاريخي لعلاقات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم بموسكو منذ الحقبة السوفياتية، مع واقع سياسي يشهد تقاربا دبلوماسيا واضحا بين جنوب أفريقيا وروسيا، التي وصفها الرئيس سيريل رامافوزا مرارا بأنها حليف وصديق ثمين.

جنوب أفريقيا في مأزق قانوني وإنساني، لأن القتال لصالح دولة أجنبية يعد جريمة وفق القانون المحلي منذ 1998

وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب أفريقيا -التي شاركت في مناورات عسكرية مع روسيا والصين عام 2023- تتعرض لانتقادات متكررة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولكن حكومتها لا تبدو مستعدة للتراجع عن تحالفاتها الشرقية.

إعلان

وتضع قضية هؤلاء "المرتزقة رغما عنهم" جنوب أفريقيا في مأزق قانوني وإنساني -حسب لوتان- لأن القتال لصالح دولة أجنبية يعد جريمة وفق القانون المحلي منذ 1998، في حين تضغط عائلات المفقودين على الحكومة لفتح قنوات تفاوض مع موسكو لإعادتهم.

وتشير بيانات وزارة الخارجية الأوكرانية إلى أن الظاهرة ليست معزولة، إذ جرى التعرف على أكثر من 1400 أفريقي يقاتلون ضمن القوات الروسية، كثير منهم وقعوا في فخ الخداع والاستغلال.



إقرأ المزيد