الجزيرة.نت - 11/26/2025 12:52:35 PM - GMT (+3 )
Published On 26/11/2025
|آخر تحديث: 12:28 (توقيت مكة)
شارِكْ
استأنفت وكالة أسوشيتد برس وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معركتهما القضائية أمام محكمة الاستئناف الفدرالية بشأن تقييد وصول وسائل الإعلام والتي لا يتفق معها الرئيس.
وفي فبراير/شباط الماضي رفعت أسوشيتد برس دعوى قضائية ضد 3 مسؤولين في إدارة ترامب، على خلفية قرار البيت الأبيض منع صحفييها من الوصول إلى مكتب البيت الأبيض وطائرة الرئاسة لتغطية الأخبار والمؤتمرات الصحفية.
وجاء المنع بسبب استمرار الوكالة الأميركية في استخدام مصطلح "خليج المكسيك"، الذي أمر ترامب بتسميته "خليج أميركا".
ويعكس الإجراء معاقبة للوكالة على رفضها تغيير سياسة تحريرها لتتوافق مع الأجندة السياسية للرئيس، وهو انتهاك صارخ لحرية الصحافة بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي، وفق خبراء قانونيين.
خلاف جوهري داخل المحكمةمنعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب، في 11 فبراير، طاقم وكالة "AP" الأمريكية من دخول المكتب البيضاوي والصعود على متن الطائرة الرئاسية
الحظر جاء بسبب رفض "AP" من استخدام مصطلح #خليج_أمريكا بدلًا من #خليج_المكسيك، وفقًا لبيان صادر عن الوكالة.
وأكدت الوكالة أنها تلقت بلاغًا من… pic.twitter.com/E8RjwtEyxe— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 15, 2025
وجادلت إدارة ترامب في المحكمة بأحقية البيت الأبيض في تحديد وسائل الإعلام التي تغطي أخبار الرئيس في الأماكن ذات المساحات المحدودة، وتؤكد إمكانيته مكافأة أو معاقبة الصحفيين الذين يحصلون على حق الوصول في هذه الحالات كما يفعل في منح المقابلات.
في حين استنكرت وكالة أسوشيتد برس -التي تُعد التقارير لآلاف المؤسسات الإخبارية الأخرى حول العالم- تمييز إدارة ترامب بين الصحفيين، خصوصا إذا دُعوا لتغطية مؤتمر صحفي عام، مثل لقاء ترامب برئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران مامداني.
وقال تشارلز توبين، المحامي الذي يمثل أسوشيتد برس: "التعديل الأول للدستور لا يتوقف عند باب مكتب البيت الأبيض"، وأشار إلى أن البيت الأبيض أضر بأعمال الوكالة، فطوال سنوات، كان صحفيوها يشاركون دائما في هذه المؤتمرات الصحفية.
خلال لقاء جمعه بعمدة مدينة نيويورك في البيت الأبيض.. #ترمب يجيب عن سؤال صحفي حول ما إذا كان سيفعل شيئًا لمنع زهران ممداني من اعتقال نتنياهو في حال زيارته نيويورك#فيديو pic.twitter.com/2ygPmPO8Ma
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 22, 2025
وقدم توبين حججه أمام 3 قضاة أوضحوا أن وكالة أسوشيتد برس تواجه معركة صعبة في هذا الصراع، اثنان منهم غريغوري كاتساس ونيومي راو، عيّنهما ترامب، وصوتا ضد الوكالة كجزء من لجنة استئناف منفصلة في الربيع الماضي، وأعربا أمس الاثنين عن شكوكهما بشأن كيفية وضع قاعدة ترضي مخاوف الوكالة.
إعلان
وقالت راو "ستحتاج في النهاية إلى أمر قضائي ضد الرئيس لكي ينجح هذا، أليس كذلك؟" في حين تساءل ياكوف روث، نائب المدعي العام الرئيسي الذي يدافع عن إدارة ترامب، عن القواعد الموضوعة التي تحد من قدرة الرئيس على دعوة الأشخاص لرؤيته في البيت الأبيض.
وقال روث "لن يأتي أحد إلى هنا ويقول إن على الرئيس دعوة عدد متساو من الجمهوريين والديمقراطيين إلى حفلة عيد الميلاد في البيت الأبيض".
واستجوب روث القاضي الثالث في اللجنة، روبرت ويلكينز، الذي سأل عما إذا كان بإمكان الإدارة منع مجموعة من المواطنين من كانساس حصلوا على تذاكر لزيارة البيت الأبيض إذا اكتشف أحد المعينين من قبل ترامب أن أحدهم نشر شيئا على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد الرئيس.
المسألة لا تتعلق بالصحافة فقطوكتبت جولي بيس، المحررة التنفيذية لوكالة أسوشيتد برس، أن مسألة الوصول لا تتعلق بالوكالة فحسب، بل ترتبط بوصول الناس عموما إلى الحكومة التي تعمل لصالحهم.
وقالت "عندما نتحدث عن حرية الصحافة، فإننا نتحدث في الواقع عن حريتكم، الصحفيون يطرحون الأسئلة، والمصورون يلتقطون الصور، والصحفيون المصورون يسجلون التاريخ نيابة عنكم لضمان إطلاعكم على الأشياء التي لا تملكون الوقت لاكتشافها أو مشاهدتها أو التعرف عليها بأنفسكم".
وشددت بيس على أن السماح للحكومة بالتحكم في الصحفيين ووضع قواعد بشأن ما يمكنهم قوله أو كتابته هو محاولة مباشرة لتقويض التعديل الأول للدستور، مضيفة "يجب أن يقلقنا ذلك جميعا".
وقدم ما يقرب من 14 مؤسسة صحفية ووكالة أنباء من بينها بروبابليكا وفوكس نيوز، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست مذكرة داعمة لأسوشيتد برس.
ووجدت دراسة أجراها مختبر نيمان لاب الشهر الماضي أن استخدام مصطلح "خليج أميركا" في الصحافة يقتصر إلى حد كبير على وسائل الإعلام المحافظة المقربة من ترامب والمطبوعات التجارية التي تتعامل بشكل متكرر مع اللوائح الحكومية.
وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن الهجمات التي شنها الرئيس الأميركي على الصحافة منذ بداية ولايته الثانية مطلع العام الجاري تجاوزت حدود الخطاب والسياسة، وتحولت إلى قيود مادية أمام الصحفيين تعطل قدراتهم على نشر أخبار مهمة وإبقاء الجمهور على اطلاع.
ودعت المنظمة الإدارة الأميركية إلى إلغاء سياساتها التي تقوّض الصحافة من أجل ضمان شفافية الحكومة ومساءلتها، وسلطت الضوء على 8 طرق استخدمتها إدارة ترامب لتقييد وصول الصحفيين إلى مناطق كانت سابقا متاحة أمامهم للتغطية بحرية.
وقال المدير التنفيذي لمكتب "مراسلون بلا حدود" في الولايات المتحدة كلايتون وايميرز إن ترامب يسعى إلى السيطرة على الرواية في الصحافة عبر الضغط الحكومي أو الدعاوى القضائية ضد وسائل الإعلام، وتقييد وصول الصحفيين إلى الأماكن التي تُتخذ فيها القرارات الحاسمة.
إقرأ المزيد


