زهران ممداني يثير قلق زعماء يهود بأسلوب تعامله مع احتجاج خارج كنيس بنيويورك
موقع سي ان ان بالعربية -

(CNN)-- أثار احتجاج مؤيد للفلسطينيين خارج كنيس يهودي في مدينة نيويورك، الأسبوع الماضي، اتهامات بمعاداة السامية، وسلط الضوء على الموازنة التي يواجهها عمدة المدينة المنتخب، زهران ممداني، تجاه إسرائيل.

وينبثق هذا الجدل من فعالية نُظمت في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني في كنيس بارك إيست، وهو تجمع يهودي أرثوذكسي حديث يقع في الجانب الشرقي العلوي من مانهاتن، واستضاف الكنيس فعالية لمؤسسة "Nefesh B’Nefesh"، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تسهيل ودعم انتقال يهود أمريكا الشمالية إلى إسرائيل.

ونظمت مجموعة "التجمع الفلسطيني للتحرير" (AWDA) في نيويورك/ نيوجيرسي احتجاجًا أمام الكنيس احتجاجًا على ذلك، وكتبت المجموعة في منشور: "لا للمستوطنين على الأرض المسروقة. احتجاجًا على معرض تجنيد المستوطنين".

وتجمع عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مرتدين الكوفيات ورافعين الأعلام الفلسطينية على بُعد خطوات من الكنيس، وهتفت المجموعة بشعارات من بينها "الموت لقوات الدفاع الإسرائيلية" و"عولمة الانتفاضة"، وهو مصطلح عربي يشير إلى التمرد والانتفاضات الفلسطينية في مطلع القرن العشرين.

ولا يزال الفريق الانتقالي لممداني يُكافح الاحتجاج وشعاراته التحريضية بعد أسبوع. وقد جادل العديد من القادة اليهود البارزين في نيويورك بأن الحدث أظهر سبب قلقهم بشأن ممداني، الناقد البارز للحكومة الإسرائيلية، والذي سيصبح أول عمدة مسلم للمدينة عند توليه منصبه في الأول من يناير.

وأصدر ممداني بيانًا من 50 كلمة بعد الاحتجاج "يثبط اللغة المستخدمة" من قبل المتظاهرين. لكنه انتقد الكنيس اليهودي بشكل ملحوظ لاستضافته الحدث في المقام الأول.

وقالت المتحدثة باسم ممداني، دورا بيكيك: "إنه يؤمن بأن كل نيويوركي يجب أن يتمتع بحرية دخول دور العبادة دون ترهيب، وأنه لا ينبغي استخدام هذه الأماكن المقدسة للترويج لأنشطة تنتهك القانون الدولي".

وقال الحاخام، آري بيرمان، رئيس جامعة يشيفا، إن انتقاد ممداني لفعالية "Nefesh B’Nefesh" كان "غير مسؤول ومثيرًا للجدل"، ويتعارض مع أجندته الخاصة، مضيفا: "يقول إن تركيزه منصبّ على مدينة نيويورك، وهو الآن يُدلي بدلوه في السياسة الخارجية، وهي من اختصاص حكومة الولايات المتحدة".

وتابع: "يلجأ رئيس البلدية المنتخب إلى القانون الدولي كثيرًا عندما يُميز ضد اليهود".

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن العبارة الأخيرة عن "انتهاك القانون الدولي" كانت إشارة إلى تعزيز المستوطنات خارج الخط الأخضر، وهو خط الهدنة الذي يقطع القدس ويفصل إسرائيل عن الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 حيث يأمل الفلسطينيون في إنشاء دولة مستقبلية هناك.

مواقف ممداني من إسرائيل واليهود:

وكان العديد من اليهود في نيويورك متشككين في ممداني قبل فوزه في انتخابات 4 نوفمبر، لا سيما لانتقاداته المستمرة لإسرائيل، ورفض ممداني القول بأن لإسرائيل الحق في الوجود كدولة يهودية، مجادلاً بأنه ينبغي أن توجد كدولة توفر حقوقاً متساوية، ووصف سلوكها في الحرب على غزة عقب هجمات 7 أكتوبر بأنه إبادة جماعية.

وكان قد رفض سابقًا إدانة عبارة "عولمة الانتفاضة"، مع أنه صرّح مؤخرًا بأنه سيبتعد عن استخدامها، كما تعهد باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، رغم أن الولايات المتحدة ليست عضوًا في المحكمة.

ولكن ممداني التقى أيضًا بجماعات وقيادات يهودية خلال الحملة الانتخابية، مؤكدًا لهم أنه سيوفر الأمن في المعابد اليهودية والتجمعات المؤيدة لإسرائيل بناءً على طلبهم.

كيف تفاعلت الجماعات اليهودية الأخرى؟

انتقد العديد من القادة السياسيين الديمقراطيين الاحتجاج لموقعه خارج الكنيس واللغة التحريضية المستخدمة. ووصفت الحاكمة كاثي هوشول المظاهرة بأنها "مخزية وتمثل هجومًا صارخًا على الجالية اليهودية"، بينما وصفها العمدة المنتهية ولايته إريك آدامز بأنها "معادية للسامية".

وأثار تصريح ممداني بشأن الاحتجاج انتقادات من بعض جماعات المناصرة اليهودية، بما في ذلك رابطة مكافحة التشهير، التي أطلقت مؤخرًا "مرصد ممداني" لتتبع سياساته وتعييناته، فيما صرحت رابطة مكافحة التشهير: "بدلاً من الوفاء بتعهده بحماية جميع سكان نيويورك اليهود، تُسهم تعليقات العمدة المنتخب اليوم في خلق بيئة معادية أصلًا للمجتمع اليهودي برفضه التنديد بالمضايقات والترهيب المعادي للسامية الصارخ الذي وقع الليلة الماضية".

وأصدر جيمي بيران، الرئيس التنفيذي للمجموعة اليهودية التقدمية "بيند ذا آرك"، بيانًا دافع فيه عن هدف الاحتجاج، مشيرًا إلى أن الاحتجاج خارج دور العبادة "ليس بحد ذاته مشكلة جوهرية".

وقال بيران: "عندما يتضمن الاحتجاج دعوات للعنف ويؤجج معاداة السامية، فهذا أمر غير مقبول، ويضر بالقضية نفسها"، مضيفا: "استخدم بعض المتظاهرين لغة تهديدية أججت بوضوح المخاوف اليهودية القائمة أصلًا، كما أن إطلاق تهديدات بالقتل خارج الكنيس يؤجج معاداة السامية، حتى لو لم يكن ذلك قصد منظمي الاحتجاج".

قد يهمك أيضاً



إقرأ المزيد