للمرة الثامنة.. المحكمة العليا بإسرائيل ترجئ البت بدخول الصحافة إلى غزة
الجزيرة.نت -

Published On 26/11/2025

|

آخر تحديث: 13:47 (توقيت مكة)

شارِكْ

أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية للمرة الثامنة البت في قرار السماح لوسائل الإعلام الدولية بالوصول بحرية إلى قطاع غزة، ووافقت مرة أخرى على طلب الحكومة الإسرائيلية بمزيد من الوقت لتقديم رد على التماس قدمته رابطة الصحفيين الأجانب في إسرائيل قبل 14 شهرا، للمطالبة بدخول الصحفيين الدوليين إلى القطاع.

وردا على القرار الأخير، اتهمت الرابطة حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرام حرب- باستخدام تكتيكات المماطلة لمنع دخول الصحفيين، وقالت إن التأجيل المتكرر حوّل الإجراءات القانونية إلى سخرية.

اقرأ أيضا list of 1 itemend of list

وعبّرت الرابطة -في بيان- عن استيائها من التأجيل المتكرر، وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية أوضحت مرارا وتكرارا أنها لا تهتم بفتح معابر غزة أمام الصحفيين ولا نية لها للقيام بذلك".

ويمنح قرار التأجيل الأخير إسرائيل مهلة حتى الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل للرد على الطلب مرة أخرى.

المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي تقول إن تقريرا جديدا للأمم المتحدة كشف أن الحرب الإسرائيلية على غزة محت 69 عاما من التنمية البشرية pic.twitter.com/MzVCQxFENK

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 26, 2025

إهانة للقانون الدولي

وأعرب مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين عن قلقه العميق إزاء قرار التأجيل، معتبرا أن التأخير المتكرر منذ تقديم الالتماس لأول مرة بعد بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع، ومن ثم الالتماس الثاني في سبتمبر/أيلول 2024 يمثّل إهانة للقانون الدولي ولحرية الصحافة، وأكد المركز أن السماح للصحفيين بالدخول إلى غزة أمر ضروري لتغطية الوضع الإنساني والحقوقي الصعب الذي يعيشه سكان القطاع.

وعقب التأجيل السابع قبل نحو شهر، دعت لجنة حماية الصحفيين "سي بي جي" المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لرفع جميع القيود التي تحول دون دخول الصحفيين إلى غزة فورا، وقالت إن طلب إسرائيل من المحكمة العليا تأجيل حكمها بشأن شرعية الحظر بعد تأجيل الجلسة 3 مرات عام 2025 يطيل مدة استبعاد الصحفيين الدوليين من تغطية الحرب وآثارها في القطاع.

إعلان

ورفضت الرئيسة التنفيذية للجنة الدولية جودي جينسبيرغ آنذاك التأخير في السماح للصحافة الأجنبية بالدخول، وقالت: "من غير المقبول أن ينتظر الصحفيون الدوليون أكثر من ذلك لتغطية الأحداث بشكل مستقل من غزة، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح لإسرائيل بمنع وسائل الإعلام من دخول غزة إلى أجل غير مسمى".

وثمة مخاوف إسرائيلية -في نظر مختصين- من دخول الصحفيين الأجانب وكشف آثار الدمار الكبير الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في القطاع، إضافة إلى تعزيز الرواية الفلسطينية خلال عامي الإبادة الجماعية ونشر مزيد من التقارير التي تفضح حجم الكوارث الإنسانية.

إسرائيل تستعد لـ"حرب دعاية"

وكان موقع "واي نت" الإسرائيلي كشف عن أن إسرائيل تستعد لـ"حرب دعاية" قبل دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، حيث تخطط لجولات ميدانية للصحفيين بإشراف الجيش الإسرائيلي لعرض شواهد مزعومة تبرر حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

ورغم التحضيرات التي تسعى إلى مواجهة تغطية وسائل الإعلام الدولية للواقع الكارثي في القطاع، فإن إسرائيل أقرّت -وفق الموقع التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت- بضعف جاهزيتها الإعلامية في سبيل إقناع العالم بسرديتها.

وذكر الموقع الإسرائيلي أن مسؤولين إسرائيليين يستعدون لما يصفونها بموجة مرتقبة من التقارير الإنسانية في غزة، مما سيؤجج الانتقادات العالمية لإسرائيل ويعزز من اتهامها بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب.

المرصد الأورومتوسطي: أي تأخير في دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة سيمنح إسرائيل مزيدا من الوقت لمحو الأدلة المادية وتدمير ذاكرة الجريمة (الفرنسية)
محو الأدلة وتدمير ذاكرة الجريمة

وبين الفينة والأخرى، تختار إسرائيل عددا من الصحفيين الأجانب لجولات مدروسة داخل القطاع برفقة جيش الاحتلال، لتعزيز روايته.

وقالت لجنة حماية الصحفيين إن المرافقين الإسرائيليين للصحفيين أدوات للدعاية ويخضعون لرقابة مشدّدة من الجيش الإسرائيلي، ولا يُسمح للصحفيين بالبقاء في غزة إلا بضع ساعات حيث يُوجّهون إلى مواقع محددة ولا يتاح لهم التواصل بحرية بالفلسطينيين، وأضافت اللجنة أن ذلك لا يتوافق مع الممارسات المقبولة دوليا.

وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيانات سابقة أنّ إسرائيل تواصل بشكل منظم ومؤسساتي، تنفيذ سياسة منهجية لطمس الأدلة المادية على الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها على مدار عامين في قطاع غزة، بإجراءات ميدانية وإدارية متسلسلة، تشمل منع دخول الصحفيين الدوليين ولجان التحقيق المستقلة، في محاولة لإعاقة أي تحقيق جنائي أو توثيق ميداني يرسّخ الحقيقة ويُثبت مسؤوليتها القانونية.

ونبّه إلى أن أي تأخير دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة سيمنح إسرائيل مزيدا من الوقت لاستكمال محو الأدلة والشواهد المادية وتدمير ذاكرة الجريمة.



إقرأ المزيد