الجزيرة.نت - 11/27/2025 1:50:35 AM - GMT (+3 )
Published On 27/11/2025
|آخر تحديث: 01:30 (توقيت مكة)
شارِكْ
بينما يحاول الوسطاء الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار تواصل إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية، وهو ما يراه محللون تمسكا بإبقاء حالة الحرب واشتعال الجبهات مع ترسيخ احتلالها أكثر من نصف القطاع.
فقد بدأت قوات الاحتلال عملية واسعة في شمال الضفة بالتزامن مع تصعيد في غزة شمل غارات ونسفا داخل الخط الأصفر رغم الدعوات للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب.
ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن العملية جاءت بعد رصد تصاعد احتمال وقوع عمليات فلسطينية وحراك لتشكيل كتائب مسلحة.
وفي الوقت نفسه، استشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة ومخيم المغازي (وسط) وبني سهيلا بخان يونس (جنوب)، وتم نسف مبان شمال رفح وشرقي مدينة غزة.
ورصد مكتب الإعلام الحكومي 500 خرق للاتفاق منذ بدء تنفيذه قبل 6 أسابيع أسفرت عن استشهاد 350 فلسطينيا وإصابة أكثر من 900 واعتقال نحو 40 آخرين.
وتستهدف إسرائيل من خلال هذا التصعيد في غزة والضفة -والذي يتزامن مع تصعيد مماثل في لبنان– إبقاء الجبهات مشتعلة كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى.
وحسب ما قاله مصطفى في برنامج "مسار الأحداث"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدف من خلال هذه العمليات إلى إرضاء قاعدته الانتخابية المتطرفة بعدما خسر رهانه على توسيع اتفاقات التطبيع والحصول على مكاسب إقليمية بعد وقف الحرب في غزة.
العودة لأهداف الحربلم يعد أمام نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية إلا العودة لتحقيق أهداف الحرب المتمثلة في الاحتلال والتهجير، فضلا عن سعيه إلى منع إقامة أي بنية وطنية في الضفة لقتل أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما يقول مصطفى.
فقد كانت إسرائيل -والحديث لمصطفى- تخشى اشتعال الضفة بسبب الضغط غير المسبوق وعمليات الضم التاريخية التي قامت بها تحت مظلة الحرب، وبالتالي فإنها لن توقف عملياتها فيها حتى لو سلّمت المقاومة في غزة سلاحها.
إعلان
وتنسجم العملية الأخيرة في طوباس ومخيمي طولكرم ونور شمس مع سلوك إسرائيل شبه اليومي في بقية مدن الضفة الغربية، وفقا لأستاذ العلوم السياسية بجامعة بير زيت غسان الخطيب.
وفرضت قوات الاحتلال حصارا شاملا وفرضت حظرا للتجول في مدينة طوباس، كما اقتحمت مخيم الفارعة وعددا من البلدات والقرى المحيطة، وطردت عددا من السكان من منازلهم وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
ولا تريد إسرائيل فقط توسيع المستوطنات من خلال هذه العمليات، ولكنها تحاول أيضا إرهاب الشعب الفلسطيني وحصر وجوده في أضيق مساحة ممكنة، وتقييد حركته وعمله لإرغامه على مغادرة أرضه، برأي الخطيب.
وبهذا التصعيد، تحاول إسرائيل فرض واقع مختلف بالقوة، سواء في غزة أو الضفة التي لا تزال تمثل جبهة محتملة للمواجهة، بحسب الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا.
ويرى القرا أن حكومة نتنياهو تحاول تحويل الضفة إلى مجموعة كانتونات معزولة حتى تدفع الناس إلى الهجرة، ويشير إلى أن الفلسطينيين يرون إمكانية اندلاع عمليات مقاومة لمواجهة هذه الخطط المتطرفة، لأن إسرائيل تعتقد أن السيطرة على الضفة تعني إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية تماما.
ولم يختلف المستشار السابق للأمن القومي الأميركي مارك فايفل مع الآراء السابقة، مؤكدا أن إسرائيل لم توقف هجماتها في الضفة رغم تأكيد الرئيس دونالد ترامب رفضه ضمها.
كما تتواصل التوغلات والاشتباكات في غزة بسبب عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يقول فايفل إن الوصول إليها سيكون صعبا جدا ما لم تتخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن سلاحها.
ولا يتوقع فايفل أن تنسحب قوات الاحتلال من غزة ما لم يتم نزع سلاح حماس، ويرى أن على الدول الإسلامية التي شاركت في المفاوضات الضغط على الحركة للقبول بهذا الأمر حتى تبدأ واشنطن إجبار إسرائيل على الانسحاب.
لكن الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى يرى أن إسرائيل لن توقف عملياتها في الضفة حتى لو سلّمت المقاومة سلاحها، لأنها متمسكة بفصلهما عن بعضهما بدليل أنها كانت تتبنى سياسة تهويدها قبل الحرب مقارنة بمحاولة "احتواء غزة".
تقسيم غزةورجح الأكاديمي الفلسطيني أن تلجأ إسرائيل إلى تقسيم المرحلة الثانية من الاتفاق إلى مراحل، معربا عن اعتقاده بأنها لن تنسحب من القطاع ما لم يتم نزع سلاح حماس.
ويهدد هذا الموقف الإسرائيلي الاتفاق ككل برأي مصطفى، لأن نتنياهو شدد على ضرورة وضع جدول زمني لنزع السلاح وإلا فإنه سيتحرك لنزعه.
في المقابل، يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بير زيت غسان الخطيب أن هناك توافقا أميركيا إسرائيليا على ترسيخ تقسيم غزة بين إسرائيل وحماس، لأن هذا "سيكون مريحا لإسرائيل التي لم تعد تواجه مخاطر أمنية وليس لديها أسرى بالقطاع".
فهذا التقسيم سيمنح نتنياهو نصف القطاع الخالي من السكان لتحويله إلى منطقة عازلة برأي غسان الذي لا يجد مخرجا من هذا الواقع إلا بتعاون المقاومة مع الدول العربية، ومنح السلطة الفلسطينية مزيدا من حرية العمل بحثا عن حلول.
ويخشى الفلسطينيون إطالة أمد الوضع الراهن، ويشعرون بكثير من القلق بسبب الموقف الأميركي الضبابي الذي يتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة كما يقول القرا الذي يعتقد أن نتنياهو يمكنه إبقاء الحالة الحالية لسنوات حتى لو سمح بدخول مقيد للمساعدات والغذاء.
إعلان
وبالمثل، يعتقد فايفل أن على ترامب التحرك لإيجاد حل كونه رئيس مجلس السلام في غزة، ويرى أن السبيل الوحيد لتقدم الاتفاق وإخراج إسرائيل من القطاع هو التفاوض الأميركي المباشر مع حماس.
إقرأ المزيد


