الدول الآسيوية المنكوبة بالفيضانات تستعجل المساعدات
الجزيرة.نت -

Published On 2/12/2025

|

آخر تحديث: 22:04 (توقيت مكة)

شارِكْ

تجاوز عدد ضحايا الفيضانات وانهيارات التربة الناجمة عن غزارة أمطار غير مسبوقة منذ 2012 في جنوب شرق آسيا وسريلانكا 1300 قتيل، وبات إيصال المواد الغذائية إلى المنكوبين في الكثير من المناطق المعزولة أولوية ملحّة في إندونيسيا، حيث أودى سوء الأحوال الجوية بحياة أكثر من 700 شخص، وتسبب بتشريد مليون.

وأدت الأمطار الموسمية الغزيرة، إلى جانب إعصارين استوائيين منفصلين الأسبوع الماضي إلى هطول كمية كبيرة من المتساقطات في أنحاء سريلانكا وأجزاء واسعة من جزيرة سومطرة الإندونيسية، وجنوب تايلند، وشمال ماليزيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list

ووفقا لتحليل بيانات الطقس الأميركية بلغت غزارة الأمطار في عدد من المناطق التي شهدت هذه الفيضانات خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حدا غير مسبوق منذ أكثر من 10 سنوات.

وأظهرت السجلات الشهرية للهيئة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي أن إجمالي الأمطار خلال الشهر الماضي هو الأعلى منذ 2012 في مناطق واسعة من إندونيسيا والفلبين وماليزيا وفيتنام وتايلند وبورما، بالإضافة إلى أجزاء من كمبوديا ولاوس، وكذلك شهدت معظم أنحاء سريلانكا أمطارا قياسية.

وارتفع عدد القتلى في إندونيسيا اليوم إلى 712، بينما لا يزال أكثر من 500 في عداد المفقودين، وشملت عمليات الإجلاء مليون شخص، وفقا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.

وفي سريلانكا، لقي 465 شخصا حتفهم ولا يزال 366 في عداد المفقودين، حسب إحصاء جديد أصدرته هيئة إدارة الكوارث السريلانكية اليوم، بينما طالت الأضرار 7 ملايين من السكان.

ويرى الخبراء أن التغير المناخي يتسبب في هطول أمطار أكثر غزارة، لأن الغلاف الجوي الأكثر دفئا يحتفظ بقدر أكبر من الرطوبة، فضلا عن أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يمكن أن يزيد شدة العواصف.

ورغم توقف الأمطار الذي أتاح انحسار مياه الفيضانات جزئيا، خلّفت الكارثة دمارا كبيرا، بينما يواجه الناجون صعوبات بالغة في تأمين الطعام ومياه الشرب.

إعلان

وأفاد عدد من سكان منطقة آتشيه، الواقعة في الطرف الغربي من سومطرة والتي سبق أن عانت آثار موجات المدّ البحري المدمرة عام 2004، بأن المقتدرين يخزنون المؤن تحسبا لنقص المواد الحيوية، حيث أدت ندرة المواد الغذائية إلى ارتفاع كبير في أسعارها.

وأعلنت الحكومة الإندونيسية أمس أنها أرسلت 34 ألف طن من الأرز و6.8 ملايين لتر من زيت الطهي إلى المقاطعات الثلاث الأكثر تضررا، وهي آتشيه وشمال سومطرة وغرب سومطرة.

وشدد وزير الزراعة أندي عمران سليمان على أنه "لا مجال لأي تأخير"، في حين دعا كُثر الرئيس برابوو سوبيانتو إلى إعلان حالة الطوارئ لتسريع إرسال المساعدات.

جانب من الأضرار الناجمة عن الفيضانات في جامبولا بسريلانكا (أسوشيتد برس)
 خطر المجاعة

وأفادت المنظمات الإنسانية بأنها تعمل على إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، محذرة في الوقت نفسه من نفاد الضروريات الأساسية في الأسواق المحلية، ومن ارتفاع أسعار السلع المتاحة ثلاثة أضعاف.

ونبّهت "منظمة الإغاثة الإسلامية" إلى أن السكان في مختلف أنحاء مقاطعة آتشيه مُعرّضون لخطر نقص الغذاء والمجاعة في حال لم تعد سلاسل الإمداد إلى طبيعتها خلال الأيام السبعة المقبلة.

وفي مختلف مقاطعات سومطرة، حيث ترجّح التوقعات زيادة عدد القتلى نظرا إلى استمرار وجود نحو 500 مفقود وإصابة 2600 بجروح، يروي السكان مشاهد مرعبة تسبب بها الارتفاع المفاجئ في منسوب المياه.

وفي سريلانكا تسببت عاصفة أخرى في هطول أمطار غزيرة، ما جعل هذه الكارثة الطبيعية الأسوأ التي تضرب هذه الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا منذ تسونامي عام 2004.

وتعهد الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي الذي أعلن حالة الطوارئ إعادة إعمار المناطق المدمرة بعد ما وصفه السبت بـ"أسوأ كارثة في تاريخ" بلده.

وعملت القوات الجوية السريلانكية، بدعم من نظيرتيها الهندية والباكستانية، على إجلاء السكان العالقين وتوزيع المساعدات الغذائية.

وأكد مسؤولون أن الأمطار انحسرت في مختلف أنحاء سريلانكا، لكن التحذيرات من الانهيارات الأرضية لا تزال سارية في معظم أنحاء المنطقة الوسطى الأكثر تضررا.



إقرأ المزيد