الجزيرة.نت - 12/4/2025 2:09:00 PM - GMT (+3 )
Published On 4/12/2025
|آخر تحديث: 13:37 (توقيت مكة)
شارِكْ
في خطوة تكشف حجم التحول في العلاقات المالية بين موسكو وبكين، أقدمت وزارة المالية الروسية على إصدار أول سندات حكومية مقومة بالرنمينبي، بقيمة 20 مليار يوان (نحو 2.8 مليار دولار)، في محاولة لتأمين تمويل بديل لحربها مع أوكرانيا وتعزيز ارتباطها بالأسواق الصينية، وفقا لتقرير نشرته فايننشال تايمز.
موسكو تستدين بالعملة الصينية لأول مرةوحسب ما أوردته فايننشال تايمز، باعت وزارة المالية الروسية 12 مليار يوان (نحو 1.7 مليار دولار) من السندات المستحقة في 2029 بعائد 6%، و8 مليارات يوان (نحو 1.13 مليار دولار) من السندات المستحقة في 2033 بعائد 7%، ويُعد هذا الإصدار أكبر عملية اقتراض بالرنمينبي تقوم بها دولة هذا العام خارج الإصدارات التقليدية في السوق الصينية.
وقال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، كما نقلت عنه فايننشال تايمز، إن بلاده "نجحت في إنشاء معيار سيادي جديد سيُستخدم كمرجع للتسعير في الاقتراضات المستقبلية، وسيسهم في تعميق التعاون المالي بين روسيا والصين".
البنوك الروسية تشتري أكثر من نصف الإصداروأوضحت الوزارة -حسب فايننشال تايمز- أن أكثر من نصف السندات اشتراها القطاع المصرفي الروسي، الذي راكم خلال السنوات الماضية حيازات كبيرة من اليوان نتيجة ارتفاع التبادل التجاري مع الصين بعد العقوبات الغربية.
ويأتي إصدار موسكو ضمن موجة أوسع لتحول دول إلى الاقتراض بالرنمينبي، مع سعي بكين إلى تعزيز تدويل عملتها. فقد أصدرت المجر سندات بقيمة 5 مليارات يوان (نحو 707 ملايين دولار) في سبتمبر/أيلول، كما باعت إمارة الشارقة 2 مليار يوان (نحو 283 مليون دولار) في أكتوبر/تشرين الأول.
اليوان يتحول إلى "عملة احتياطي" لروسياوتؤكد فايننشال تايمز أن اليوان أصبح فعليا العملة الاحتياطية الجديدة لروسيا منذ تجميد الغرب أصول البنك المركزي الروسي عقب اندلاع الحرب الروسية في 2022، ومنع موسكو من الوصول إلى التمويل بالدولار واليورو.
وتأتي خطوة الاقتراض هذه بينما تواجه روسيا ضغوطا مالية شديدة، إذ بلغ التضخم 7%، وتجاوزت الفائدة المحلية 16%، في وقت تتضرر فيه صادرات النفط والغاز من مسار العقوبات الأميركية والأوروبية.
إعلان
ويرى الخبير الجيواقتصادي ماكسيميليان هِس -حسبما نقل عنه تقرير فايننشال تايمز- أن الإصدار الروسي "يعطي الصين ثقة أكبر بأن موسكو تصطف مع أجندتها لزيادة تدويل اليوان"، مرجحا أن بكين منحت "إشارة موافقة واضحة" على هذه الخطوة.
إقبال دولي ومخاطر مختلفةوتقول فايننشال تايمز إن دولا مثل إندونيسيا وباكستان تدرس إصدار" سندات باندا" (Panda Bonds) داخل السوق الصينية العام المقبل، بينما تفضل دول أخرى -بينها روسيا- إصدار "سندات ديم صَم" (Dim Sum Bonds) خارج الصين.
لكن روسيا اضطرت لدفع عوائد أعلى من تلك التي دفعتها جهات أخرى هذا العام، فمثلا، أصدر بنك التنمية الكازاخي أول سندات "ديم صم" في آسيا الوسطى بعائد 3.3% فقط، وهو أقل بكثير من العوائد الروسية.
كما أن دولا مثل كينيا وأنغولا وسريلانكا أعادت هيكلة قروضها بالدولار عبر تحويلها إلى ديون بالرنمينبي خلال 2025.
تبادل تجاري مختلوتكشف فايننشال تايمز عن أن الصين سجلت عجزا تجاريا غير معتاد مع روسيا هذا العام، بعدما فرضت موسكو رسوما على واردات السيارات الصينية الرخيصة، بينما واصلت ضخ صادرات النفط والفحم والوقود إلى بكين.
ويأتي ذلك في وقت اشترت فيه الصين قرابة نصف صادرات النفط الروسية منذ نهاية 2022، بما في ذلك ما قيمته نحو 7 مليارات دولار في أكتوبر/تشرين الأول وحده، وفق بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
وتشير فايننشال تايمز إلى أن 50 مليار دولار من الأصول السائلة في "صندوق الثروة الوطني" الروسي باتت الآن مقومة بالرنمينبي.
آفاق الاقتراض باليوان أمام الشركات الروسيةويفتح الإصدار الجديد الباب أمام الشركات الروسية للاقتراض باليوان بتكاليف أقل من القروض بالروبل، التي أصبحت باهظة التكاليف بسبب الفائدة المرتفعة.
وتذكّر فايننشال تايمز بأن شركة الألمنيوم الروسية "روسال" كانت أول من أصدر سندات "باندا" عام 2017، قبل أن تعود للاقتراض باليوان داخل روسيا بعد 2022، لكن عمليات إصدار سندات "ديم صم" الروسية تبقى محدودة.
ويرى هِس أن "الاقتراض باليوان في روسيا قد يصبح يوما ما بحجم الاقتراض بالدولار سابقا" إذا استمر المسار الحالي.
إقرأ المزيد


