كيف تفاعل السوريون مع عملية "عين الصقر" الأميركية في بلادهم؟
الجزيرة.نت -

Published On 21/12/2025

|

آخر تحديث: 18:49 (توقيت مكة)

شارِكْ

أثارت عملية "عين الصقر" العسكرية الأميركية الواسعة ضد تنظيم الدولة في سوريا ردود فعل متباينة لدى السوريين على منصات التواصل، وسط تساؤلات حول جدوى هذه العمليات ومستقبل الوجود الأميركي في البلاد.

وجاءت العملية بعد أسبوع واحد من مقتل جنديين أميركيين ومترجم في تدمر وسط سوريا، في هجوم انتقامي واسع النطاق قدم فيه الأردن الدعم بطائرات مقاتلة، في تصعيد عسكري يعكس إصرار واشنطن على الرد بقوة على أي استهداف لقواتها.

واستهدفت العملية الواسعة بنى تحتية تابعة لتنظيم الدولة ومخازن أسلحة في عدة مناطق وسط سوريا، بعضها في بادية حمص وريفي دير الزور والرقة، في ضربات عسكرية دقيقة تهدف إلى تدمير قدرات التنظيم الإرهابي.

وشمل الهجوم الأميركي استخدام المقاتلات الحربية ومروحيات الأباتشي إضافة إلى الهجوم بالمدفعية، في عملية عسكرية معقدة استهدفت أكثر من 70 نقطة لتنظيم الدولة واستخدمت أكثر من 100 نوع من الذخيرة الدقيقة الموجهة.

ونشرت القيادة الوسطى الأميركية مشاهد مصورة للحظات الأولى لانطلاق هذا الهجوم ضد تنظيم الدولة، في خطوة تهدف إلى إظهار القوة الأميركية وتأكيد جديتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة.

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نجاح هذه العملية ودقة ضرباتها، قائلا "وجّهنا ضربة قوية لعناصر تنظيم داعش الإرهابي في سوريا الذين كانوا يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم بعد تدميرهم على يد إدارة ترامب قبل 5 سنوات".

وأضاف ترامب "لقد أمرت بشن غارة واسعة النطاق على الإرهابيين الذين قتلوا ثلاثة من أبطالنا العظماء الأسبوع الماضي، وقد كانت العملية ناجحة للغاية.. كانت ضربة دقيقة، لقد استهدفنا جميع المواقع بدقة متناهية".

إعلان ثأر

أما وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، فأكد أن "العملية ليست بداية حرب، بل هي إعلان ثأر، لقد قتلنا الكثير من أعدائنا وسنستمر"، في تصريح يعكس النهج الأميركي في التعامل مع التهديدات الأمنية بالمنطقة.

إعلان

وأشارت القيادة الوسطى الأميركية إلى أن قواتها نفذت مع قوات شريكة لها 10 عمليات في سوريا والعراق منذ هجوم تدمر، أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 ممن وصفتهم بالعناصر الإرهابية، في سلسلة عمليات متواصلة.

ولا يزال نحو ألف جندي أميركي على الأرض في سوريا ضمن عمليات مواجهة تنظيم الدولة، رغم التساؤلات المتكررة حول شرعية هذا الوجود ومدى فعاليته في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وفق ما تذكره مصادر محلية.

ورصد برنامج شبكات (2025/12/21) جانبا من تعليقات السوريين على هذه العملية الأميركية الضخمة المتوقع أن تستمر أسابيع أو أشهرا، حيث كتب حسام:

دعم بسط سيطرة الدولة السورية على كامل التراب السوري هو الطريق الوحيد لإنهاء الفوضى وحماية المدنيين.. أي منطقة خارج سلطة الدولة تتحول تلقائيا إلى فراغ أمني وبيئة حاضنة للإرهاب والجريمة المنظمة

بدوره، تساءل الغانم عن جدوى العمليات الأميركية ودوافعها الحقيقية، معبرا عن استغراب البعض من توقيت هذه الضربات، فغرد:

إذا كنتم تعرفون كل هذه الأهداف وأكيد تعرفون غيرها، لماذا تركتموها كل هذه المدة؟

أما عواد، فأكد ضرورة استمرار العملية حتى القضاء الكامل على التنظيم الإرهابي، محذرا من أنصاف الحلول فكتب:

نتمنى ألا تُنهى عملية عين الصقر من قِبَل الولايات المتحدة وسوريا ودول التحالف قبل القضاء الكامل والنهائي على فلول داعش، فأنصاف الحلول تعني عودة الإرهاب بثوب جديد

في المقابل، عبر أبو ياسر عن قناعة البعض بأن التطورات الميدانية في المنطقة تخضع لحسابات إقليمية ودولية أوسع، فغرد:

أي تحرك وأي إنجاز على الأرض هو بقرار واتفاق بين الدول الكبرى في المنطقة

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس ترامب أن الحكومة السورية تؤيد بالكامل العملية العسكرية الأميركية ضد تنظيم الدولة، في تطور يعكس نوعا من التنسيق بين الطرفين رغم التعقيدات السياسية القائمة بينهما.

وأكدت الخارجية السورية، في بيان رسمي، التزامها الثابت بمكافحة تنظيم الدولة، قائلة "تؤكد سوريا التزامها الثابت بمكافحة تنظيم داعش وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية. وستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضده في جميع المناطق التي يهددها".



إقرأ المزيد