الجزيرة.نت - 12/21/2025 9:05:46 PM - GMT (+3 )
Published On 21/12/2025
|آخر تحديث: 20:41 (توقيت مكة)
شارِكْ
قالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "ويكيميديا"، الشركة الأم لموسوعة "ويكيبيديا"، ماريانا إسكندر، إن العام المقبل 2026 سيشهد الاعتماد بشكل أكبر على الإجابات الملخصة التي يولّدها الذكاء الاصطناعي، لكنّ ذلك سيحتّم على شركات الذكاء الاصطناعي اللجوء إلى مصادر بشرية موثوقة ومنظمة مثل ويكيبيديا وغرف الأخبار لتقليل الأخطاء والحفاظ على الثقة.
وأضافت إسكندر في مقالها ضمن سلسلة خصصها موقع "نيمان لاب" لاستكشاف مستقبل الصحافة في 2026، أن تجربة ويكيبيديا التي سيمرّ على نشأتها 25 عاما نمت من فكرة بسيطة إلى أكثر من 65 مليون مقال بأكثر من 300 لغة، عبر إبقاء البشر في مركز الإشراف وإنشاء المحتوى.
وأكدت أن تجربة الموسوعة توفر منظورا مفيدا بشأن كيفية تطور البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي والمعرفة المفتوحة في العام المقبل.
ويكيبيديا أظهرت أن المعرفة المفتوحة التي يحكمها البشر يمكن أن تنجو من التحولات النموذجية في التكنولوجيا>
بواسطة ماريانا إسكندر - الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ويكيميديا
وأشارت إلى أنه وبحلول عام 2026، سيجري التعامل مع جزء كبير من عمليات البحث بواسطة مساعدين يعملون بالذكاء الاصطناعي ونماذج لغوية كبيرة تقوم بتلخيص الإجابات وتنظيمها مباشرة، بدلا من توجيه المستخدمين إلى صفحة من الروابط.
وتظهر الأبحاث بالفعل -تتابع إسكندر- أن النظرة العامة للذكاء الاصطناعي ومربعات الإجابات تجذب انتباه المستخدمين وتلبي احتياجاتهم من المعلومات في كثير من الأحيان دون الحاجة إلى النقر، مما يقلل من عدد الزيارات لمواقع النشر الإخبارية والمراجع والمعلومات المتخصصة.
تحوّل جذري في ميزان القوىوخلصت إسكندر إلى أن المسألة لم تعد مجرد تحسين ترتيب المواقع في نتائج البحث، بل تحوّل جذري في ميزان القوى، وتغيّر في من يملك السيطرة على المعرفة.
إعلان
ونوّهت إلى أن الحصول على المعلومات من "محركات إجابات" تعتمد على الذكاء الاصطناعي غير شفافة، سيحوّل روابط المواقع إلى أماكن يتخفى فيها كتاب المقالات وآلية ترتيب المصادر فيها، فضلا عن إخفاء أي آراء أخرى مخالفة.
,بالنسبة للمؤسسات الإعلامية -تقول إسكندر- هذا يعني أن الجمهور لن يصل إليها مباشرة كما في السابق، ولن يتعرّف على اسمها أو طريقتها في العمل، ولن يطلع على شرحها للسياق والفروق الدقيقة والمنهجية.
وسيؤدي ما سبق في نظر الكاتبة إلى بروز القوة الحقيقية في تشكيل المعرفة التي تعتمد عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي خلف الكواليس.
وشددت إسكندر على على ضرورة اعتماد شركات الذكاء الاصطناعي على مصادر منظمة وعالية الموثوقية لتقليل الهلوسة، والحد من انتشار المعلومات المضللة، ومعالجة مخاطر السمعة، وتحسين جودة المعلومات التي تشاركها.
وخلصت إلى أن الحاجة إلى المعرفة المفتوحة التي ينتجها البشر أصبحت موردا حاسما لعصر الذكاء الاصطناعي ووتيرة الابتكار، وليس مجرد سلعة عامة من الجيد امتلاكها.
لا غنى عن المؤسسات التي تقدّم معرفة مجوّدةوتوقعت لعام 2026 أن تضطر بعض شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة إلى اعتماد نهج أقرب إلى نهج ويكيبيديا، في إيجاد ضوابط جودة أقوى تصل إلى بياناتها، وسياسات أوضح لما يجري تضمينه أو تصحيحه أو إزالته من المعلومات.
وسيؤدي التدقيق المتزايد بشأن البيانات، والإسناد، والمساءلة القانونية إلى فرض تحول من نهج "اجمع الآن، وأصلح لاحقا" إلى نماذج الشراكة والدعم مع المصادر التي تعتمد عليها، وفق إسكندر.
وقالت إن غرف الأخبار -مع دخول الذكاء الاصطناعي بينها الجمهور ومصادر المعلومات- ستحتاج الإشارة ليس فقط إلى المعلومات التي تملكها، بل إلى كيفية الحصول عليها، والضغط على شركات الذكاء الاصطناعي من أجل ذكر المصادر بدلا من تقديم إجابة موثوقة واحدة.
وبالنسبة لوسائل الإعلام، هذا يعني أمرين في عام 2026 في نظر الكاتبة:
- ستكمن القيمة بشكل متزايد في المعرفة الأساسية القابلة لإعادة الاستخدام، مثل البيانات المنظمة، والتراخيص المفتوحة، والأرشيف القابل للقراءة آليا.
- ستصبح المؤسسات التي تعتمد جودة المعرفة والشفافية كركائز أساسية، شركاء لا غنى عنهم بالنسبة لشركات الذكاء الاصطناعي التي تسعى لإدارة دقة المعلومات والحفاظ على الثقة.
وقالت إسكندر: "إذا كان أوائل العقد الأول من القرن 21 يتعلق ببناء شبكة الروابط، فإن أواخر العقد الثاني سيتعلق بالتفاوض على شبكة الإجابات".
وانتهت الكاتبة في ختام مقالاها بأن مشاريع مثل ويكيبيديا أظهرت أن المعرفة المفتوحة التي يحكمها البشر يمكن أن تنجو من التحولات النموذجية في التكنولوجيا.
إقرأ المزيد


