الجزيرة.نت - 12/21/2025 11:04:14 PM - GMT (+3 )
أثار الناشر والمثقف المصري إبراهيم المعلّم -الذي حل ضيفا على حلقة (2025/12/21) من برنامج “المقابلة”- مسألة المشاكل والتحديات التي يواجهها الناشر في العالم العربي، وأزمة القراءة في الدول العربية.
وتحدث المعلّم في البداية عن تجربة والده مع النشر، مؤكدا أنه بدأ محاولاته منذ عام 1942، ثم عمل بالصحافة والإذاعة والتدريس في الجامعة، ثم أسس "دار القلم" عام 1959 إلى أن أُمّمت عام 1966، وبعدها أسس هو ووالده وشقيقه دار الشروق عام 1968.
وكشف عن أن أول كتب دار الشروق عام 1942 كانت 3 كتب مهمة جدا، وهي كتاب للدكتور مصطفى مشرفة عن "الذرة والقنابل الذرية"، وكتاب في "الفلك" للدكتور عبد الحميد سماحة، وكتاب في "الرياضيات ومستقبل العلم" للدكتور منتصر.
أما مرحلة عام 1968 في دار الشروق الجديدة، فقد بدأت بتنوع هائل، إذ تم النشر لمؤلفين حاصلين على جوائز نوبل، ونشر كتب في التاريخ، وسلسلة "المكتبة الثقافية" التي كانت من أهم السلاسل في العالم العربي.
وكان أكثر كتاب وزّع في تاريخ النشر العربي خلال يوم واحد هو كتاب "الثقافة العربية أسبق من الثقافتين اليونانية والعبرية" بقلم عباس محمود العقاد.
ويذكر الناشر المصري أن أبرز الأسماء كانت تزورهم في دار الشروق، مثل زكي نجيب محمود، وأحمد زكي، ومصطفى محمود، وأنيس منصور، وصلاح عبد الصبور، ويوسف إدريس، إضافة إلى العقاد وتوفيق الحكيم وطه حسين ونجيب محفوظ.
وعن نجيب محفوظ، يكشف المعلّم أنه استنجد به عندما كان رئيس اتحاد الناشرين المصريين والعرب، وأخبره بأن جهات قررت نشر رواية "أولاد حارتنا" رغما عن إرادته، إذ كان محفوظ قد وعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ألا ينشرها في كتاب بمصر، ويقول المعلّم إنه نجح في وقف ذلك النشر احتراما لحق المؤلف.
كما كشف المعلّم عن أن محفوظ اتصل به عام 2004 وطلب منه نشر كتبه كاملة في دار الشروق بعدما قيل له من ناشريه السابقين إن كتبه لم تعد توزع جيدا، مؤكدا أن نشرها كان شرفا كبيرا لهم.
حال النشروعن حال النشر العربي في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، يقول المعلّم إن مصر كانت منفتحة على النشر في العالم العربي منذ نهاية القرن الـ19، وكان الكتاب من أقدم صادراتها، وبدأ منذ عام 1860.
وبعد أن ظلت مصر سيدة المشهد الثقافي في الستينيات والسبعينيات، انتقل مركز الإشعاع لاحقا إلى بيروت التي تطورت فيها تكنولوجيا الطباعة ولم تكن بها رقابة مسبقة، وكان بها سهولة في استيراد الورق وتصدير الكتاب.
ويشير ضيف برنامج "المقابلة" إلى أن التزوير في تلك الفترة كان قد بدأ يهدد النشر والثقافة في بيروت والقاهرة وغيرهما من الدول العربية، ويقول إن مؤسسات عربية كانت تحتفي بالمزورين أكثر من الناشرين والمؤلفين الأساسيين.
ومن جهة أخرى، تطرق إلى القضايا التي كانت تشغله بعد أن ترأس اتحاد الناشرين المصريين والعرب، وهي قضية استقلال الناشرين وكرامتهم، وحرية النشر وحرية المؤلف وحرية الوصول للمعلومات، بالإضافة إلى موضوع التزوير.
وعن أزمة القراءة في الوطن العربي، يقول الناشر المصري إن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب المكتبات العامة والمكتبات المدرسية والجامعية، لأنها الداعم الاقتصادي للناشر والمنبع الحقيقي للقارئ غير القادر ماديا.
ويُذكر أن المعلّم درس الهندسة في جامعة القاهرة قبل أن يتحول لاحقا إلى النشر وعالم الكتب. أسس مع والده وشقيقه "دار الشروق" عام 1968، وساهم في إحياء اتحاد الناشرين المصريين وتأسيس اتحاد الناشرين العرب وترأس الاتحادين، كما كان أول عربي يحوز عضوية الاتحاد الدولي للناشرين وانتخب 3 مرات نائبا للرئيس.
يكرس المعّلم جهده في ترسيخ حرية النشر والإبداع والدفاع عنهما، كما يسعى عبر المواقع التي يشغلها إلى حماية الملكية الفكرية ومحاربة القرصنة والتزوير في عالم الكتب.
Published On 21/12/2025
|آخر تحديث: 22:40 (توقيت مكة)
شارِكْ
إقرأ المزيد


