موقع سي ان ان بالعربية - 12/23/2025 12:55:23 PM - GMT (+3 )
(CNN)-- هيمنت الطائرات بدون طيار صينية الصنع على أجواء الولايات المتحدة لسنوات، حيث يستخدمها الأفراد، وأقسام الشرطة، وفرق الإطفاء في جميع أنحاء البلاد. إلا أن قرارا جديدا أصدرته لجنة الاتصالات الفيدرالية، الثلاثاء، سيجعل من المستحيل على المستهلكين الأمريكيين شراء الجيل القادم من هذه الطائرات.
وحظرت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية استيراد وبيع جميع طرازات الطائرات بدون طيار الجديدة، والمعدات الحيوية التي تصنعها شركات أجنبية، بما في ذلك شركة DJI، أكبر منتج للطائرات المسيرة في العالم، وذلك بإضافتها إلى ما يُسمى "القائمة المشمولة" للكيانات التي يعتقد أنها "تشكل خطرا غير مقبول على الأمن القومي للولايات المتحدة".
ويمثل قرار لجنة الاتصالات الفيدرالية، مع استثناء الطرازات التي سبق الموافقة على بيعها وتلك المستخدمة حاليا، تتويجا لجهود استمرت لسنوات للحد من انتشار الطائرات بدون طيار الصينية، مثل تلك التي تنتجها شركة DJI وشركة Autel Robotics، وهي شركة رائدة أخرى في صناعة الطائرات بدون طيار.
الشركة الصينية تعبر عن خيبة أملها
ومن جانبها، أعربت شركة DJI عن خيبة أملها إزاء هذا القرار، الذي قد يُثير استياء العديد من مستخدمي الطائرات بدون طيار في البلاد. وتستحوذ شركة DJI وحدها على نحو 70% من السوق العالمية، بحسب بيانات لشركة أبحاث السوق "ريسرش آند ماركتس". وبجانب استخدامها في القطاع العام، انتشرت الطائرات بدون طيار الصينية على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات المتحدة للقيام بمهام تشمل فحص البنية التحتية والإنشاءات، ومراقبة المحاصيل، فضلًا عن استخدامها من قِبل مصوري الفيديو المحترفين والهواة.
وفي يونيو/حزيران، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا لتسريع تسويق تقنيات الطائرات بدون طيار وزيادة إنتاجها محليا "في مواجهة السيطرة الأجنبية أو الاستغلال".
وقال رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، بريندان كار، على منصة "إكس"، الاثنين: "لقد أوضح الرئيس ترامب أن إدارته ستعمل على تأمين مجالنا الجوي وإطلاق العنان لهيمنة الطائرات بدون طيار الأمريكية".
وأضاف: "نقوم بذلك من خلال إجراء اليوم لا يعطل الاستخدام أو الشراء المستمر للطائرات بدون طيار المصرح بها من قبل، مع توفير السبل المناسبة لاستبعاد الطائرات المسيّرة التي لا تُشكّل خطرًا".
وقالت لجنة الاتصالات الفيدرالية إن استيراد أو بيع أو استخدام طرازات المعدات الحالية التي سبق أن سمحت بها هيئة تنظيم الاتصالات سيظل متاحا، ويمكن للمستهلكين الاستمرار في استخدام أي طائرات بدون طيار تم شراؤها مسبقا بشكل قانوني.
وجاء الإعلان هذا الأسبوع بعد أن فرض قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2025، الذي أقره الكونغرس العام الماضي، إجراء مراجعة أمنية للمعدات التي تنتجها شركات DJI وAutel وغيرها من الشركات الأجنبية المصنعة للطائرات بدون طيار بحلول 23 ديسمبر/كانون الأول 2025.
وخلال العام الماضي، بعثت شركة DJI رسائل إلى مسؤولين أمريكيين، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، رحبت فيها بالتدقيق والفحوصات اللازمة لمنتجاتها.
وكتب آدم ويلش، رئيس قسم السياسات العالمية في شركة DJI، في رسالته الأخيرة مطلع هذا الشهر: "نحن على استعداد للعمل معكم، وأن نتحلى بالشفافية والانفتاح، وتزويدكم بالمعلومات اللازمة لإتمام المراجعة الشاملة".
ولكن بدلا من الفحص الشامل الذي توقعته الصناعة وشركة DJI، قالت لجنة الاتصالات الفيدرالية إن قرارها استند إلى تقرير أصدرته هيئة مشتركة بين الوكالات تابعة للسلطة التنفيذية شكلها البيت الأبيض وخلصت إلى أن الطائرات بدون طيار المصنعة في الخارج ومكوناتها "قد تمكن من المراقبة المستمرة، وتسريب بيانات، وتنفيذ عمليات تخريبية فوق الأراضي الأمريكية".
وقال متحدث باسم شركة DJI لشبكة CNN، الاثنين، إن الشركة "تشعر بخيبة أمل" إزاء الإجراء الذي أصدرته لجنة الاتصالات الفيدرالية، وقال إنه "لم يتم الكشف عن أي معلومات بشأن البيانات التي استندت إليها السلطة التنفيذية في اتخاذ قرارها".
وأكد المتحدث مجددا على التزامهم تجاه السوق الأمريكية وسلامة منتجاتهم، بدعم من تقييمات مراجعين مستقلين.
وأضاف أن "المخاوف بشأن أمن بيانات DJI لا تستند إلى أدلة، بل تقوم على الحمائية، التي تتعارض مع مبادئ السوق المفتوحة".
وتواصلت CNN مع شركة Autel للتعليق.
ووصف لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ما أدرجته لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) على قائمتها بأنه "تمييزي"، الثلاثاء، وأضاف أن بكين تعارض تعميم واشنطن المفرط لمفهوم الأمن القومي.
وقال إنه "يتعين على الولايات المتحدة تصحيح ممارساتها الخاطئة وتوفير بيئة عادلة وغير تمييزية للشركات الصينية للعمل فيها".
وبالفعل، قد تم إدراج العديد من الشركات الصينية، بما في ذلك عملاق التكنولوجيا والاتصالات هواوي وشركة الاتصالات الحكومية ZTE، في قائمة لجنة الاتصالات الفيدرالية، لمخاطر مماثلة على الأمن القومي.
مخاوف طويلة الأمد
المخاوف بشأن الطائرات بدون طيار صينية الصنع ومن شركة DJI ليست جديدة. ففي وقت مباكر من عام 2017، حظر الجيش الأمريكي استخدام طائرات DJI بدون طيار بسبب ثغرات أمنية سيبرانية. وفي العام نفسه، حذرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في مذكرة داخلية من إمكانية أن تقوم طائرات بدون طيار صينية الصنع بإرسال بيانات طيران حساسة إلى مصنعيها في الصين.
وفي عام 2020، تم إدراج شركة DJI على القائمة السوداء الاقتصادية لوزارة التجارة الأمريكية، أو ما يُعرف بقائمة الكيانات، وذلك لتورطها المزعوم في انتهاكات حقوق الإنسان والمراقبة التكنولوجية المتقدمة ضد مسلمي الأويغور في إقليم شينغيانغ ضمن أقليات أخرى. وفي العام التالي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية قيودًا استثمارية على DJI لأسباب مماثلة.
وفي عام 2022، أضافت وزارة الدفاع الأمريكية شركة DJI إلى قائمة الشركات التي يُزعم تعاونها مع جيش التحرير الشعبي الصيني. ورغم رفض الشركة لتوصيف "البنتاغون" ورفعها دعوى قضائية لإزالة اسمها من القائمة، إلا أنها خسرت الدعوى في سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
قد يهمك أيضاً
إقرأ المزيد


