محلل بريطاني: ترامب طامع في غرينلاند لتحقيق طموحاته التوسعية
الجزيرة.نت -

Published On 23/12/2025

|

آخر تحديث: 17:03 (توقيت مكة)

شارِكْ

في واحدة من أكثر أفكاره إثارة للجدل، يعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إحياء مشروعه القديم للاستحواذ على جزيرة غرينلاند، كاشفا عن رؤية توسعية تتجاوز الجغرافيا القطبية لتطال خريطة النفوذ العالمي بأكملها.

وفي مقاله بموقع "آي بيبر" الإخباري تناول المحلل السياسي البريطاني سايمون ماركس العودة المفاجئة لملف جزيرة غرينلاند إلى صدارة أجندة ترامب، وذلك عقب إعلانه تعيين الحاكم الجمهوري لولاية لويزيانا، جيف لاندري، مبعوثا خاصا لهذا الإقليم الخاضع للسيادة الدانماركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list

وفي تقدير الكاتب أن هذا التعيين ليس مجرد تمثيل دبلوماسي؛ إذ إن لاندري نفسه صرح علانية بأن مهمته التطوعية تتمثل في العمل على "جعل غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة"، وهو ما يعكس طموحات ترامب التوسعية التي لم تعد تقتصر على النفوذ السياسي بل تمتد إلى السيادة الجغرافية.

خطوة مهمة في خطة الاستحواذ

ونقل ماركس عن لاندري وصفه قرار تعيينه بأنه خطوة مهمة في خطة أميركا للاستحواذ على غرينلاند، معربا عن امتنانه لترامب على تكليفه بالمهمة الجديدة، وكتب على منصة (إكس) مخاطبا الرئيس: "يشرفني أن أخدمك في هذا المنصب التطوعي لجعل غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة".

وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل غاضبة وحازمة من الجانب الدانماركي؛ حيث أكدت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن أن غرينلاند ليست للبيع، مشددة على أن مبادئ القانون الدولي تمنع ضم الدول أو انتهاك سيادتها بأي ذريعة، بما في ذلك الأمن القومي.

كما وصف وزير الخارجية الدانماركي لارس لوكه راسموسن هذه الخطوة بأنها "غير مقبولة"، مما ينذر بأزمة دبلوماسية قادمة بين واشنطن وكوبنهاغن.

ويوضح المقال أن اهتمام ترامب بجزيرة غرينلاند ليس مجرد نزوة، بل هو جزء من إستراتيجية أوسع تعيد إحياء "عقيدة مونرو" -التي أعلنها الرئيس الأميركي جيمس مونرو عام 1823- القائمة على تقسيم العالم لمجالات نفوذ وتوسيع الأراضي الأميركية.

إعلان

وغرينلاند جزيرة تتمتع بحكم ذاتي تابع للدانمارك، وتقع شمال شرقي كندا التي تبعد عنها 26 كيلومترا فقط. وهي أكبر جزيرة في العالم، لكنها الأقل سكانا، ومغطاة بالجليد. ورغم أنها جزء من قارة أميركا الشمالية، لكنها من الناحية الجيوسياسية جزء من أوروبا بسبب تبعيتها للدانمارك.

ووفق سايمون ماركس، فإن الدافع الرئيسي وراء رغبة ترامب في السيطرة عليها يكمن في ثرواتها الطبيعية؛ فغرينلاند تحتوي على مخزونات هائلة من المعادن النادرة والذهب والزنك والرصاص وخام الحديد التي تزداد سهولة استخراجها مع ذوبان الجليد في القطب الشمالي.

إصرار ترامب على محاكاة رؤساء أميركيين تعاقبوا على حكم البلاد في القرن الــ 19، ممن وسّعوا الرقعة الجغرافية للولايات المتحدة فعليا، يشكل دافعا أساسيا في ولايته الثانية

فنزويلا وغزة

ويربط سايمون ماركس في مقاله بين رغبة ترامب في السيطرة على غرينلاند، التي تزخر بثروات طبيعية وبين سياساته في مناطق أخرى مثل فنزويلا التي تمتلك احتياطيات هائلة من النفط، مدفوعا، إلى جانب الثروات الطبيعية التي تزخر بها غرينلاند كالزنك والرصاص والذهب وخام الحديد ومعادن نادرة ذات "الإمكانات الممتازة" للاستخراج مع استمرار ذوبان الجليد في القطب الشمالي.

وعلى نطاق أبعد، تتسارع خطط ترامب الخاصة بغزة، إذ يستعد لإعلان وشيك بشأن مجلس السلام، الذي سيترأسه هو شخصيا، ليتولى مهمة إدارة القطاع الفلسطيني المدمّر، طبقا لمقال "آي بيبر".

ويرى الكاتب أن إصرار ترامب على محاكاة رؤساء أميركيين تعاقبوا على حكم البلاد في القرن الـ19، ممن وسّعوا الرقعة الجغرافية للولايات المتحدة فعليا، يشكل دافعا أساسيا في ولايته الثانية.

ويخلص المقال إلى أن تعيين المبعوث الخاص قد لا يفضي عمليا إلى وجود أميركي مباشر في غرينلاند، لكنه يشكل رسالة سياسية واضحة مفادها أن طموحات ترامب التوسعية لا تزال حاضرة، وربما آخذة في الاتساع.

ويشير الكاتب إلى تجارب سابقة لمبعوثين عينهم ترامب ولم يمارسوا أي دور حقيقي، وهو "الأمل" الذي يتمسك به الدانماركيون الآن لتجنب التدخل الأميركي في شؤونهم.



إقرأ المزيد