ضباط من المخابرات الإسرائيلية يكشفون أسرار اختراقهم في السابع من أكتوبر
الجزيرة.نت -

وجّه خبراء أمنيون وقادة سابقون في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) انتقادات لاذعة لأداء الاستخبارات الإسرائيلية بالسابع من أكتوبر 2023، واصفين ما حدث بأنه “فشل استخباراتي أسوأ مما حدث بحرب 1973”.

وكشف فيلم (اختراق من الداخل) الوثائقي الذي بثته الجزيرة (2025/12/26) أن هذا الإخفاق لم يكن حدثا معزولا عن بقية المشهد داخل جهاز الشاباك، بل يعد حلقة في سلسلة طويلة من الاختراقات التي طالت الجهاز الأمني الأقوى في إسرائيل، بدءا من زرع جواسيس في قلب الجهاز، وصولا إلى العجز التام عن قراءة نوايا حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

تفاصيل فشل 7 أكتوبر

وفي شهادة صادمة ضمن الوثائقي، أكد الضابط السابق المسؤول عن مكافحة التجسس في جهاز الشاباك أفنير بارنيا أن المخابرات الإسرائيلية لم تمتلك أي معلومات استخباراتية دقيقة عما ستفعله حماس في ذلك اليوم.

وأوضح أن الإشارات التي رُصدت ليلة الهجوم وفجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 فُسّرت بشكل خاطئ على أنها تدريبات، بينما كانت حماس تستعد للهجوم منذ عامين على الأقل دون أن يكون لدى إسرائيل أدنى فكرة.

من جانبه، نفى يعقوب بيري رئيس الشاباك الأسبق (1988-1995)، وجود خيانة داخلية في أحداث أكتوبر، لكنه وصف ما جرى بـ"الفشل الفادح في الاستخبارات والعمليات التقنية".

واعتبر أن الضربة التي تلقتها سمعة الاستخبارات كانت قاسية، رغم محاولات ترميمها لاحقا عبر عمليات مثل "هجوم البيجر" في لبنان.

تاريخ من الاختراق

يعود الوثائقي بالتاريخ ليثبت أن الشاباك لم يكن عصيا على الاختراق؛ إذ كشف عن قصص عدد من الجواسيس من أدنى الهرم إلى أعلاه والتي تسببت في إفشال خطط وعمليات ضد السوفيات وبولندا، كان شين بيت (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) اعتزم على القيام بها.

وفي سياق الصراع الحديث، كشف الوثائقي عن نجاحات الاستخبارات الإيرانية في تجنيد شخصيات إسرائيلية بارزة، مثل وزير الطاقة الأسبق "غونين سيغيف" الذي تجسس لصالح طهران منذ 2012 وزوّدهم بمعلومات عن قطاع الطاقة والأمن.

كما ألقى الفيلم الضوء على القصور في الفحص الأمني لدى الشاباك في قضية "عمري غورين"، الذي كان يعمل خادما في منزل وزير الدفاع بيني غانتس عام 2021.

ورغم سجله الجنائي (بما فيه السطو على بنك)، تم توظيفه في منزل الوزير، حيث تواصل مع قراصنة محسوبين على إيران وزرع برمجيات تجسس في حاسوب غانتس.

اختتم الوثائقي بتحذير على لسان رئيس الشاباك الأسبق يعقوب بيري، من أنه "لم يُكشف أو يُعثر حتى الآن على جميع الجواسيس من قبل المخابرات الإسرائيلية".

وأشار إلى أن كل جاسوس غير مكتشف هو ضرر مستمر في خاصرة الأمن الإسرائيلي، وهو ما تسبب في "فشل السابع من أكتوبر" الذي لا تزال تداعياته تسيطر على أروقة الاستخبارات الإسرائيلية حتى الآن.

Published On 26/12/2025

|

آخر تحديث: 22:10 (توقيت مكة)

شارِكْ



إقرأ المزيد