الهلال يضع حداً للهيمنة الأوروبية
جريدة الرياض -

قدّم الهلال واحدة من أروع مبارياته الكروية وأكثرها قوة في تاريخه الكروي وذلك بعدما تمكن من إسقاط فريق مانشستر سيتي الإنجليزي برباعية مدوية في دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأميركية، في مباراة ستبقى محفورة في ذاكرة الجماهير الهلالية بشكل خاص والسعودية والعربية بشكل عام. لم يكن الهلال مجرد فريق يرغب في المشاركة بل كان ندًا قويًا ومنافسًا شرسًا لواحد من أعظم الفرق في العالم ورغم الغيابات المؤثرة التي عانى منها الفريق وتوالي إصابات لاعبيه قبل وأثناء البطولة لم تنثنِ عزيمة «كبير آسيا» عن المضي قدمًا وتحقيق الانتصار الكبير.

الهلال دخل اللقاء بعقلية المنتصر لا المشارك فقط وبروح تمثل عزيمة السعوديين التي تجسدت على أرض الملعب بأداء قتالي منضبط بقيادة مدرب عرف توظيف عناصره بشكل سريع رغم حداثة استلامه للفريق، لم يُرهب الهلال أسماء مانشستر سيتي ولا ألقابه بل استغل كل فرصة لتأكيد أن الكرة ليست حكرًا على أحد وأن روح التحدي قد تُسقط الأرقام.

أظهر اللاعبون روحًا جماعية عالية وتكتيكًا فنيًا دقيقًا قادهم إلى التفوق الواضح في مجريات اللقاء، سواء في التحولات الهجومية أو التمركز الدفاعي. وساهم الجهاز الفني بقيادة الإيطالي سيموني إنزاغي في إعداد الفريق نفسيًا وبدنيًا رغم ضيق الوقت، ليظهر الهلال بصورة الفريق العالمي القادر على قلب التوقعات.

هذا الانتصار لا يُعد مجرد فوز رياضي، بل هو رسالة رياضية من ممثل السعودية وآسيا إلى العالم، مفادها أن الطموح لا يعترف بالفوارق وأن الأندية السعودية باتت قادرة على منافسة الكبار على كبرى المنصات. الهلال جسّد من خلال هذه الملحمة روح الوطن، ورفع سقف الطموحات العربية في البطولة، وأكد أن الحلم أصبح واقعًا حينما تلتقي الإدارة الواعية بالتخطيط السليم والدعم الوطني اللامحدود مع الإيمان بقيمة الشعار الذي يُمثل. ما صنعه الهلال أمام مانشستر سيتي ليس مجرد انتصار في مباراة بل انتصار للعمل والعزيمة من الإدارة الزرقاء، ودفعة معنوية لكرة القدم السعودية في طريقها لتكون لاعبًا رئيسًا على الخارطة العالمية.



إقرأ المزيد