جريدة الرياض - 7/4/2025 12:55:57 AM - GMT (+3 )

الفئات السنية ضعيفة وتحتاج اهتماماً أكثر من الأندية واتحاد الكرة
لدينا نجوم صغار يدعمون الأخضر في «آسيا 27» وكأس العالم 26
يجب وضع سياسة تسويقية مع استقطاب النجوم
الجدل والطرح الجماهيري هو ما يدير إعلامنا
دائما أحاديث الرياضيين السابقين تختلف في التعامل معها مع من يتحدث عن الجديد ولا يعرف أي مقارنات سابقة، فالخبرة هنا تبدو حاضرة وكذلك الدراية الكاملة بالجديد الرياضي وما ينتج عنه، ويمكن أن نقول إن نظرة هؤلاء تكون فاحصة ومحايدة تجاه شؤون الرياضة والرياضيين، لذا حرصنا في "دنيا الرياضة" على استضافة من يعطيك الصورة بكامل أبعادها ومن جميع الجوانب، وسيكون لقاؤنا مع الإداري السابق في الفئات السنية عبدالله المصيليخ الذي تحدث عن الدوري السعودي والمنتخبات بكافة فئاتها.. فكان هذا الحديث:
كيف ترى المشهد الرياضي في كرة القدم؟
المشهد الرياضي السعودي في كرة القدم يشهد نقلة نوعية غير مسبوقة، سواء على مستوى استقطاب النجوم العالميين، أو تحسين البنية التحتية، وتطوير الحقوق الإعلامية والتسويقية، وهناك طموح واضح لجعل الدوري السعودي ضمن الأفضل عالمياً، وهذا ينعكس في جميع تفاصيل المشهد.
بدعم سيادي وقيادي من سمو سيدي ولي العهد، والذي يحمل بعداً اقتصادياً ورياضياً وسياحياً للمملكة العربية السعودية.
تنافس خمسة أندية على دوري روشن، ما الانطباع الذي يأتي في خيالك؟
هذا التنافس يدل على ارتفاع مستوى الدوري وتوازن القوى فنياً بين الأندية في المشهد أصبح أكثر إثارة وغير متوقع ما يزيد من حماس الجماهير ويعكس أن هناك عملاً إدارياً وفنياً مميزاً في أكثر من نادٍ، الفارق في الكفاءة والقدرة الإدارية التي تسير العمل.
هل أحدث حضور 10 لاعبين أجانب في كل فريق من أندية روشن رفع رتم القوة في منافسات الدوري؟
بالتأكيد وجود هذا العدد من اللاعبين الأجانب رفع من جودة اللعب، وزاد من سرعة الرتم والاحتكاك، وقلّص الفوارق الفنية بين الفرق، وأوجد متابعة جماهيرية من خارج السعودية وتحدياً حقيقياً اللاعب المحلي في مسألة المشاركة وإثبات الذات والتطور.
هل ترى أن عمل لجان اتحاد الكرة لا يتوازى مع العمل الكبير الذي يقدم من جلب نجوم عالميين للأندية؟
إلى حد ما، هناك فجوة بين العمل الاستراتيجي الكبير للرياضة خاصة على صعيد الأندية والاستثمار، وبين أداء بعض لجان اتحاد الكرة التي لا تزال تعاني من بطء في القرارات وضبابية في بعضها وضعف في تطوير لجنة التحكيم أنظمة التحكيم والمساهمة في خلق جيل من الحكام بمواصفات عالية خاصة في السمات الشخصية.
ماذا يعني لك اختلاف النتائج في مباريات الفرق من جولة لأخرى، حيث إنك لا تتوقع نتائج أي مباراة قبل انطلاقتها؟
هذا التغيّر المستمر في النتائج دليل على قوة المنافسة، وزوال الفوارق الكبيرة بين الفرق، لكنه أحياناً يشير إلى عدم استقرار فني أو ضغط وتداخل المنافسات ويؤثر على بعض الفرق خاصة المنافسة على البطولات
هل ترى أن اللاعب المحلي فقد فرصة اللعب في فريقه في وجود هؤلاء النجوم العالميين؟
اللاعب المحلي الحالي أغلبهم يشارك ولكن التحدي الذي يواجه الكرة السعودية بعد رحيل جيل كأس العالم 2022 من بعدها سنواجه صعوبات وبدأت من كاس اسيا بقطر 2024 واتضحت بكأس الخليج بالكويت!
حيث واجه الجهاز الفني للمنتخب الأول مشاكل في كثير من المراكز خاصة خط الدفاع والهجوم (رأس الحربة) في الخيارات أصبحت قليلة جداً، لكن هذه التحديات يجب أن تُترجم إلى فرص للتطوير والتركيز بعمل استراتيجية للفئات السنية لبناء وتكوين اللاعب بمنهجية فنية أكثر تطوراً لمجاراة اللاعبين من خلال الاحتكاك، بشرط أن تتاح له دقائق لعب كافية في بطولات مخصصة أو عبر الدوري الرديف، أو أولمبي.
المنتخب السعودي الأول، كيف ترى وضعه وإمكانية وجوده في مونديال 2026؟
الوضع الفني للمنتخب مستقر نوعاً ما، ويمتلك عناصر مميزة، لكن التأهل لمونديال 2026 يتطلب عملا فنيا عميقا ومستمرا، خاصة في ظل غياب بعض العناصر المحلية عن اللعب المنتظم مع أنديتهم، في الأثر الذي تركه مانشيني سلبياً على منتخبنا يحتاج الوقت لإصلاحه.
هل ترى أن خطة الإعداد لمونديال 2034 يجب أن تكون من الآن بتجهيز فئة أعمار معينة؟
دائما الإستراتيجيات في بناء وتكوين اللاعب بدنيا وذهنيا ونفسياً وصحياً يحتاج لا يقل عن 10 سنوات مركزة على نواقص اللاعب السعودي، الاستعداد لمونديال 2034 يجب أن يبدأ فوراً من خلال تحديد أعمار مناسبة (مواليد 2005 - 2009) والبدء في تطويرهم وفق محتوى تدريبي مرتبط بعدد ساعات وعدد من المباريات الدولية المتنوعة من خلال معسكرات، والتركيز على المنتخبين الأولمبيين من مواليد 2005 - 2009 من خلال أولمبياد لوس أنجلوس وأولمبياد بريزبان لتهيئتهم وتكوينهم وجاهزيتها للمنتخب الأول بكأس العالم 2034.
ما الأنسب من الأجهزة الفنية لإدارة منتخبات كرة القدم السعودية الفترة المقبلة وقبل مونديال 2034؟
كرة القدم أصبحت محتوى يناسب اللاعبين أكثر من جنسية أو مدرسة، الأنسب هو المزج بين الخبرة العالمية والمدرب الوطني، أما المدرب الأجنبي فهو متمرس يقود المنتخب الأول، على أن يكون هناك جهاز وطني مساعد ليساند وتعلم ويكتسب الخبرة لقيادة المنتخب مستقبلاً.
كيف شاهدت تأهل منتخب تحت 20 عاماً لكأس العالم 2025 في تشيلي؟ وهل سيكون هذا المنتخب نواة للمنتخب الأول في مونديال 2026 وكأس آسيا 2027؟
تأهل منتخب تحت 20 عاماً إنجاز مهم، ويجب الاستثمار فيه من خلال الاستمرارية وعدم تفكيك المجموعة، قد لا يكونون جاهزين لمونديال 2026، لكنهم بلا شك نواة قوية لكأس آسيا 2027 ومونديال 2030 وما بعده، لذا يحتاجون برنامجا زمنيا مليئا بالمشاركات والدورات الدولية بدون توقف.
هل الفئات السنية في الأندية أو المنتخبات لا تجد اهتماماً كافياً مثل الفريق الأول أو المنتخب الأول؟
فعلاً، الفئات السنية لا تحظى بنفس الدعم والاهتمام والتركيز الإعلامي والإداري، وهو أمر خطير على المدى البعيد، فالاهتمام الحالي يجب أن يتسع ليشمل بناء قاعدة قوية من اللاعبين، والاهتمام بالمحتوى التدريبي والأجهزة الفنية والإدارية المتخصصة للفئات السنية.
الدوري الرديف، هل سيكون الحل لمشاكل الفئات السنية؟
الدوري الرديف خطوة مهمة جداً، وهو موجود في كثير من الدول الأوربية لإعطاء اللاعب الثقة ومنح دقائق لعب للّاعبين الشباب، لكنه لن يكون الحل الوحيد، بل يجب دعمه ببرامج تطوير فنية مستمرة، وأجهزة تدريبية متخصصة.
ماذا ترى في المدرب الوطني وثقة الأندية فيه؟
المدرب الوطني لديه كفاءات واعدة، لكنه لا يزال يعاني من ضعف الثقة والفرص، يحتاج إلى دعم حقيقي من الأندية والصبر عليه، كما يجب منحه فرص تدريجية في فرق الرديف والفئات السنية أولاً، والاهتمام في صناعته وتطويره كمدرب متكامل ومحترف.
كيف ترى الإعلام الرياضي حالياً؟
الإعلام الرياضي في السعودية أصبح أكثر تنوعاً من ناحية المنصات، لكن ما زال المحتوى دون المستوى ولا تزال هناك مساحات كبيرة من الجدل والميل للطرح الجماهيري على حساب التحليل الفني والمهني، وخدمة الرياضة استراتيجياً في جميع مجالاتها خاصة العمل الأولمبي لرياضتنا والفئات السنية المعنية بالبناء والتكوين واللجان وتطويرها.
ما تقييمك للبرامج الرياضية وما يظهر فيها؟
البرامج الرياضية فيها تفاوت كبير، بعضها يركز على الإثارة وتغذية التعصب، والبعض الآخر يقدم مادة تحليلية جيدة، نحتاج إلى تطوير المحتوى ليكون أكثر مهنية وفائدة ويعكس الطموح الكبير الذي تعيشه الرياضة السعودية وما يتماشى مع استضافة فعاليات ومناسبات رياضية كبرى في العشر سنوات القادمة، ما يحتاج نقل صورة ذهنية عن مملكة الخير والنماء.
إقرأ المزيد