قادة المشجعين في قطر يترقّبون انطلاق كأس العرب «فيفا ـ قطر 2025»
جريدة الأنباء الكويتية -

يتطلع المشجعون في قطر وأنحاء المنطقة إلى انطلاق كأس العرب «فيفا ـ قطر 2025» التي تعزز السجل الحافل للبلاد باعتبارها حدثا رياضيا رائدا واحتفالا مرموقا بكرة القدم العربية بمشاركة 16 منتخبا تخوض مباريات في 6 ستادات مونديالية شهدت استضافة مباريات في كأس العالم «فيفا ـ قطر 2025».

وبالنسبة لقادة المشجعين المقيمين في قطر، تتجاوز أهمية النسخة الثانية من البطولة مجرد إقامة مباريات في كرة القدم، ويرون فيها ملتقى يسلط الضوء على الروابط المشتركة للشعوب العربية والثقافة الغنية للمنطقة والشغف بكرة القدم.
وعلى الطريق لاستضافة مونديال العرب، التقت اللجنة المحلية المنظمة مع عدد من قادة المشجعين الذين أعربوا عن حماسهم وترقبهم لانطلاق الحدث الرياضي.

احتفال بالوحدة العربية والاعتزاز بروابط الأخوة

يشارك المنتخب الجزائري في البطولة بوصفه حامل اللقب في نسخة العام 2012 بعد تغلبه على نظيره التونسي في المباراة النهائية في ستاد البيت. ويرى قائد المشجعين الجزائريين عثمان عباسي، الذي يعمل مدير برامج ويقيم في قطر منذ عام 2013، أن المشجعين الجزائريين يتوقعون أن يقدم منتخب بلادهم أداء استثنائيا يفوق المعتاد.

وأضاف «لن يكون مشوار منتخبنا في البطولة أمرا سهلا، مع الأخذ في الاعتبار التحسن الملحوظ الذي شهدته المنتخبات العربية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، نطمح لأن يعود المنتخب حاملا كأس البطولة للمرة الثانية على التوالي».

وعن أهمية كرة القدم في الجزائر، قال «كرة القدم في الجزائر أكثر من مجرد لعبة، فهي توحد الناس، وتعزز الشعور بالانتماء والفخر، ووسيلة للتعبير عن هويتنا». وتابع: «تتميز كأس العرب بأهمية خاصة لأنها تجمع منتخبات لدول تتكلم اللغة ذاتها وتتشارك الثقافة والشغف بكرة القدم.

البطولة تتجاوز مجرد خوض مباريات، بل تمثل احتفالا داخل الملعب وخارجه بالوحدة العربية والاعتزاز بروابط الأخوة التي تجمعنا».
أما بالنسبة لقائدة المشجعين المغاربة فكريا الكواكيبي، التي تعمل في المجال الأكاديمي وتقيم في قطر منذ 15 عاما، فترى أن الكرة جزء لا يتجزأ من هويتها المغربية.

وقالت: «كمواطنة مغربية، تشكل كرة القدم جزءا من حياتي، باعتبارها اللعبة المفضلة للجميع حيث تراها في كل مكان، إنها الرياضة المنتشرة في الشوارع والمدارس والأحياء. وتشكل مكونا أساسيا من هويتنا».

وأشارت إلى أن النجاحات الأخيرة التي سجلها منتخب المغرب في مختلف البطولات الكروية وآخرها الفوز بكأس العالم للشباب 2025 في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، عززت مشاعر الفخر لدى المشجعين وأرست مكانة بلادها على الساحة العالمية، موضحة أن بطولة كأس العرب توفر فرصة أخرى تسلط الضوء على هذا التميز، الذي يكتسب مزيدا من الأهمية في ظل استعدادات المنتخب المغربي للمشاركة في كأس العالم 2026.

وعند الحديث مع مؤسس فريق كرة القدم للجالية اللبنانية في قطر علي قطيش، الذي أمضى 15عاما في بناء وتعزيز العلاقات من خلال الرياضة، أوضح أن بطولة كأس العرب تمثل حدثا يتجاوز مجرد حضور ومشاهدة المباريات.

وقال «عندما تنطلق المباريات، نحن لسنا مجرد مشجعين نمثل بلادنا فقط، بل نشكل مجتمعا واحدا. ما زالت المباراة التي جمعت منتخبي لبنان ومصر العام الماضي ماثلة في مخيلتي، كان أطفالي يلوحون بالأعلام المصرية، بينما رفعت العائلات المصرية الأعلام اللبنانية بكل سعادة وفخر. هذا ما تفعله كرة القدم، تجمعنا وتخلق شعورا بالوحدة». وأضاف «تتيح البطولة للمنتخبات العربية فرصة التنافس على منصة مرموقة، مما يساعدنا على تطوير الرياضة والوصول إلى معايير عالمية. من خلال استضافة بطولة كأس العرب، يمكن صناعة مستقبل مشرق لكرة القدم العربية، ورعاية الجيل المقبل من المواهب، وتعزيز الشغف المشترك بهذه اللعبة».

فيما أكد قائد المشجعين المصري حسام أبو العلا، المحامي الذي يمتلك 25 عاما من الخبرة في قطر، أن البطولة تحمل الكثير من المعاني العميقة، مشيرا إلى أن كرة القدم تعني الحياة بالنسبة له. وقال عن أهمية البطولة للعالم العربي «استضافة بطولة عربية تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ترسخ مكانة العالم العربي في المشهد الرياضي العالمي، ما يجعل المشاركة فيها ذات قيمة وأهمية كبيرة. إنها بطولة للعالم العربي بأكمله، ونجاحها يعني نجاحنا».

ويرى أبو العلا أن استضافة قطر لمونديال 2022 أرسى نموذجا رائدا لاستضافة البطولات يواكب الطموح الرياضي العربي، مضيفا «بعد نجاح قطر في استضافة أفضل نسخة على الإطلاق من بطولة كأس العالم، أصبحنا ندرك أن الفرص غير محدودة، وقد أثبتت قطر كفاءة استثنائية في تنظيم واستضافة أكبر البطولات الرياضية».

وتستضيف قطر كأس العرب «فيفا ـ قطر 2025» في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر، وهي المرة الثانية التي تستضيف فيها الدولة البطولة بعد نسخة 2021 التي حققت نجاحا استثنائيا، كما تحتضن البلاد نسختين من الحدث الرياضي في 2029 و2033.



إقرأ المزيد