«لا تهدي وردة»... صراعات داخلية بين اليأس والأمل
جريدة الراي -

ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي، المُقام حالياً على مسرح الدسمة، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قدمت فرقة المسرح العربي عرضها بعنوان «لا تهدي وردة»، والذي يضيء على مسائل إنسانية غاية في التعقيد، تتعلق باليأس والأمل، التفاؤل والتشاؤم، الطمأنينة والخوف، الماضي والحاضر ثم المستقبل.

العرض من تأليف بدر حياتي، وإخراج أحمد البناي، بينما شارك في بطولتها كل من مبارك سلطان ومساعد العدواني ونسرين أحمد وعقيل دشتي وفهد الخياط وشهد الراشد.

منذ ساعتين

منذ ساعتين

وتدور أحداث المسرحية في سياق واقعي يتداخل مع الرتم العبثي، والرمزية والجنوح إلى الخيال، بالإضافة إلى ما تضمنته في نصها من استدعاء للذاكرة، وصراعات داخلية تتمحور حول جدلية اليأس والأمل، فهذا الرجل الثمانيني، الذي أنهكته الحياة، وعاشها بالطول والعرض، وصل إلى العمر الذي ينتظر فيه الموت، ولا يرى أيّ بارقة أمل أو وسيلة تعينه على الحياة، فكل ما حوله فراغ، يبعث في نفسه اليأس والتشاؤم، حتى الذكريات التي يستدعيها ذهنه بين فترة وأخرى، لم تكن بالسعيدة أو المريحة له.

ويرافق هذا الثمانيني في رحلته المملة مع الحياة الكتاب، الذي جعله المخرج شخصية ظاهرة أمام الرجل المسن، تحركه بل إنها توجه إليه النصائح، وتدفعه دفعاً إلى أن يتقرب إلى جارته، ومن ثم ينجح الكتاب أو الدفتر، في أن يُقرب مشاعر الرجل المسن مع المرأة، فتدخل حياته، وتُعيد له الأمل في الحياة.

ولأنه من محبي القراءة والاطلاع والتأليف، وهي من محبي الرقص، فقد التقيا في فكرة أن كل هذه الأمور عبارة عن فنون يحتاجها الإنسان في حياته.

ومن خلال العبثية والرمزية تتحول الأوضاع، ليفقد الرجل والمرأة ذاكرتيهما، ليأتي ابن الرجل المسن، وابنة المرأة، كي يعيدا الحلم والأمل من خلال تقاربهما.

وتضمنت المسرحية ألواناً من الغناء، ما أسهم في خلق أجواء جمالية لها، فضلاً عن الإيقاعات الراقصة، التي تتحاور مع الذاكرة والخيال.

في حين بدت الموسيقى التصويرية منسجمة مع تناغم الصور الحسيّة للمشاهد المسرحية، ومع ما تتضمنه الرؤى من تداخلات في الأحداث.

أما السينوغرافيا، فقد بدت متفاعلة مع الأداء المسرحي للممثلين على خشبة المسرح، إلى جانب التحرّك المتقن لقطع الديكور لتحويل المشهد من مكان لآخر.



إقرأ المزيد