جريدة الراي - 12/9/2024 10:12:37 PM - GMT (+3 )
قدّمت فرقة مسرح الشباب، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي، المُقام حالياً على «خشبة الدسمة» تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مسرحية عنوانها «اغتصاب» للكاتب سعدالله ونوس، والتي أضاءت على وحشية العدوان الإسرائيلي ونقلت بموضوعية هموم وقضايا الإنسان الفلسطيني في قالب درامي هز المشاعر، وأبرز صمود وثبات هذا الشعب العربي في مواجهة الظلم والقتل الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
وتطرّق العرض إلى بعض تفاصيل حياة الفلسطينيين، مع التركيز على الأثر النفسي الذي يتركه الاحتلال على الأفراد والعائلات، وذلك من خلال حكاية رجلين، الأول شاب ينتمي إلى أسرة فلسطينية بسيطة تُعاني من التشرد على أرضها، ويتم اعتقاله، والثاني رجل أمن إسرائيلي يستغل سلطته ليقوم بتعذيب الشاب الفلسطيني، ويظهر أثناء ذلك الحقد والكراهية التي لدى الإسرائيليين الصهاينة تجاه العرب.
الشخصيات في مسرحية «اغتصاب» لم تكن فقط مجرد رموز لتسليط الضوء على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل تجسيد لمجموعة من المشاعر الإنسانية المرتبطة بالمقاومة، الهوية، الانتماء، الأمل، اليأس، الغضب، والحنين إلى الوطن، وقد لعب المخرج خالد أمين دوراً محورياً في إيصال هذه المشاعر لنا من خلال توجيه أداء الممثلين وضبط الأداء على خشبة المسرح لتقديم كل شخصية بما يتناسب مع سياق النص بعيداً عن المبالغة، ما حافظ على توازن العرض من دون أن يكون هناك اختلال في الإيقاع أو الأسلوب.
كما تميّز أداء الممثلين بالاحترافية والموضوعية، حيث حرصوا على تجسيد أدوارهم بشكل واقعي من دون تدخل العواطف، فكانوا على قدر المسؤولية، وهم: أحلام حسن، مصعب السالم، رازي الشطي، محمد الرقادي، مصطفى محمود، أحمد الرشيدي، فرح الحجلي، أسرار الدوسري، حمد الكندري، إسحاق أشكناني، يحيى الحراصي، منيرة قوشتي، خالد الديحاني، بشار العجيرب، يعقوب جهوري، وعبدالرزاق الداود.
بينما أسهمت السينوغرافيا بشكل كبير في خلق أجواء تعكس واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال، حيث استخدم المخرج عناصر في الديكور عكست الخراب والفوضى التي ترتبط بالصراع، كما ساهمت الإضاءة في إبراز لحظات الانتقال بين المشاعر المتناقضة، بينما كانت الموسيقى جزءاً لا يتجزأ من العرض، فقد تم اختيارها بشكل مدروس، وكانت تتفاعل مع الأداء التمثيلي بصورة متناغمة.
يُذكر أن مسرحية «اغتصاب» هي رسالة كتبها سعدالله ونوس منذ 34 سنة، رسم من خلالها لوحة ملحمية لقضية إنسانية، وتعتبر دعوة للتفكير والتأمل في واقع مؤلم يعيشه الشعب الفلسطيني يومياً، من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين العُزّل.
«الندوة الفكرية»
أعقب العرض، ندوة فكرية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، أدارتها أسماء عيسى وشارك فيها المعقبان خالد الباز من المملكة العربية السعودية ومازن الغرباوي من جمهورية مصر العربية.
وتحدث المعقبان عن المسرحية وما احتوته من نص وإخراج وسينوغرافيا وغير ذلك من العناصر المسرحية.
وأشاد الباز بالجهود الكبيرة التي قدمت من فرقة مسرح الشباب، وقال إن المسرحية تنسج موضوع الهوية بشكل مُعقّد وسط الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، وتسلط الضوء على نضال الأفراد المحاصرين.
من جهته، أوضح الغرباوي أن أي عمل مسرحي هو مشروع قابل للتطوير، مبيناً أن الكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس كتب في مقدمة النص الأصلي «هذه المسرحية نص مفتوح، أي أنه قابل للزيادات والتعديلات التي تمليها التطورات التاريخية، ولهذا فإن الإضافات والتغييرات التي تحقق أهمية العرض ممكنة».
إقرأ المزيد