«أنتم مدعوون إلى حفلة»... لِفهم الذات!
جريدة الراي -

قدّمت شركة «ترند برودكشن»، ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الرابع والعشرين مسرحية «أنتم مدعوون إلى حفلة»، من تأليف الكاتبة فاطمة العامر، وإخراج هاني الهزاع، وتمثيل كل من محمد الكليبي، حسين الحداد، وسلمى شريف، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة أخرى على غرار، علي بو جندل، عذبي الجمعان، صباح الجمعان، عبدالرحمن العريمي، محمد النجار، وفواز السليم.

«البحث عن السعادة»

منذ 16 دقيقة

منذ 16 دقيقة

دارت أحداث العرض حول رجل ينتقل أثناء حديثه مع أصدقائه بين مراحل حياته التي قضاها بحثاً عن السعادة التي طالما حلم بها.

كما استعرضت المسرحية مجموعة من الجوانب النفسية والفلسفية، كاشفة عن عبثية الحياة وصراع الإنسان الدائم بين رغباته وقدره، وبين الأمل واليأس، عبر مشاهد متتالية سلّطت الضوء على الصراعات الداخلية التي يعيشها البعض، وأكدت على ضرورة مواجهة الذات قبل مواجهة الآخرين، في عالم مُعقّد تبرز فيه الحاجة إلى فهم أعمق للدوافع التي تحرك سلوكياتنا.

«تجربة غنية»

وقد تداخلت عناصر النص والإخراج في المسرحية بحرفية عالية، فشاهدنا تجربة فنية غنية ومؤثرة. حيث قدم نص العامر مواقف درامية عميقة وحوارات ذكية ساهمت في إبراز المشاعر البشرية المتناقضة، ليأتي دور المخرج الهزاع، والذي استطاع أن ينقل رسالة العرض بمهارة وموضوعية من خلال رؤية متكاملة استخدم فيها الديكور والإضاءة والموسيقى بشكل مدروس وفعّال.

وبجانب النص والإخراج، كان أداء الممثلين نقطة قوة، حيث جسّد محمد الكليبي شخصيته بمهارة، وتنقل بمرونة بين المشاعر المختلطة من الفرح والحزن، واستطاع حسين الحداد، بأدائه المتميز أن يظهر صراع الشخصية الداخلي، وجسدت سلمى شريف دورها وكان محورياً في أحداث العمل.

يمكننا القول إن مسرحية «أنتم مدعوون إلى حفلة» نجحت في تقديم رؤية فنية تدعونا للتفكير في طريقة تعاطينا مع التحديات التي نواجهها خلال سعينا نحو فهم الذات والآخر.

«الندوة الفكرية»

أعقبت العرض ندوة فكرية، أُقيمت في قاعة الندوات بمسرح الدسمة أدارها الإعلامي خالد الراشد وشاركت فيها المعقبتان كلثوم أمين من مملكة البحرين، وشادية زيتون من الجمهورية اللبنانية.

‏في البداية، قالت أمين إنّ العرض يبدأ بخشبة يلفها السواد وحواجز سوداء تتوسط الخشبة لتثير تساؤل الجمهور أين هي السينوغرافيا؟ هل توجد؟... إنها هناك وليست سينوغرافيا واحدة لهذا العرض، إذ اتفقت رؤى المخرج وكاتبة النص أن يبني كل فرد من الجمهور السينوغرافيا الخاصة به في مخيلته ليشاهدها على الخشبة في الزمان والمكان الذي يراه، ويلون حتى ملابس الممثلين كما يراها.

بدورها، ألمحت زيتون إلى أنها وجدت في العمل المسرحي رجلاً يبحث عن السعادة بين فترات حياته وصراعه مع رغباته، موضحة أن طبيعة اللغة التي اعتمدتها المؤلفة تقع بين الإيجاز والتكثيف، و«اتضحت في القلق والارتباك المتواصل وعدم الطمأنينة وضعف القدرة على مواجهة الواقع، والتأثير السلبي جراء العلاقات الإنسانية والأسرية».



إقرأ المزيد