إبداعات «بليغ حمدي»... بـ «ألف ليلة وليلة» مع خلف المشعوف وريهام عبدالحكيم
جريدة الراي -

ليلة بـ «ألف ليلة وليلة».

باختصار، هكذا كانت ليلة الموسيقار بليغ حمدي، التي أحياها – مساء الخميس الماضي - كل من الفنان الكويتي الشاب خلف المشعوف والفنانة المصرية ريهام عبدالحكيم بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبدالسلام وفرقته الموسيقية في «المسرح الوطني» بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

منذ يوم

منذ يومين

ليلة حملت الكثير من الفن والإبداع والطرب والشجن والهيام، حيث نبضت بالحياة بصوتيهما.

كل أغنية من الأغاني التي تغنى بها كبار فناني الوطن العربي، والتي صنعها حمدي بإحساسه، كانت ومازالت تنبض بالمشاعر رغم مرور سنوات طويلة عليها، وجاءت هذه الليلة لتكون دليلاً مؤكداً على أن الفن الحقيقي لا يموت.

الحفل الذي أتى من إنتاج وتنظيم شركة «كيف» للإنتاج الفني، واستمر لمدة 120 دقيقة، انقسم إلى قسمين، الأول منه حمل توقيعاً بصوت المشعوف الذي أبدع في أدائه لأربع أغانٍ حظيت جميعها بالتفاعل والتصفيق الحار من الجمهور، أولها كانت لـ«العندليب» عبدالحليم حافظ وحملت عنوان «أي دمعة حزن لا»، وهي من كلمات محمد حمزة، ثم انتقل بعدها بسلاسة إلى واحدة من روائع «كوكب الشرق» أم كلثوم وهي أغنية «حب إيه» من كلمات عبدالوهاب محمد. ومع انتشار أجواء الطرب في أرجاء القاعة و«سلطنة» الحاضرين، قدم أغنية «على رمش عيونها» للفنان وديع الصافي، وهي من كلمات حسين السيد، في حين كانت آخر أغنية له في وصلته الغنائية بعنوان «أنا بعشقك» للفنانة ميادة الحناوي وكلمات بليغ حمدي.

بعدها أطلت عبدالحكيم على الجمهور، لتكمل مسيرة الإبداع والنجاح لهذه الليلة التي ستبقى محفورة في الأذهان بقيادة احترافية ومميزة من المايسترو علاء عبدالسلام، حيث كان منتشياً بالألحان، منسجماً مع كل نوتة موسيقية، يعبّر عنها بكل تفصيلة من جسمه، ما منح جمالاً بصرياً أضيف إلى جمال السمع.

وبالعودة إلى وصلة عبدالحكيم المميزة، فكانت انطلاقتها من «كوكب الشرق» بأغنية «ألف ليلة وليلة» من كلمات مرسي جميل عزيز، ثم أتبعتها بأغنية لوردة بعنوان «العيون السود»، في حين شَدَت بفخامة صوتها بأغنية «الحب اللي كان» لميادة الحناوي وهي من كلمات بليغ حمدي.

وكانت عبدالحكيم كلما انتهت من أغنية، يزداد معها تألقها ورونقها وبريق صوتها، وحال الجمهور كأنه يقول «ليتها تطول في غنائها ولا تتوقف مع انتهاء الوقت المحدد»، إذ اختارت من ضمن جدولها كذلك أغنيتي «ليالينا» و«أهل الهوى» لوردة، ليكون الختام مع بـ «دويتو» مع المشعوف حمل عنوان «على حسب وداد قلبي»، وهي واحدة من أجمل ما غناه عبدالحليم حافظ.

«مشاورات مشتركة»

بعد ختام الحفل، التقت «الراي» نجوم وصنّاع الحفل، وكانت البداية مع الفنانة ريهام عبدالحكيم التي قالت: «سعيدة لأنني التقيت مع جمهور الكويت من خلال ألحان الموسيقار العبقري بليغ حمدي، وأتمنى أن يكونوا قد استمتعوا بكل ما قدمناه لهم. فاختيار الأغاني أتى بعد مشاورات مشتركة بيني وبين الشركة المنتجة والمايسترو، لنقدم ما يرضي جميع الأذواق».

«من أروع الليالي»

بدوره، قال الفنان خلف المشعوف: «سعادتي كبيرة بنجاح الحفل وشعوري جميل جداً لا يمكنني وصفه بكلمات، إذ يكفيني تشجيع الجمهور في القاعة وإقباله الكبير، وهذا نجاح في حد ذاته. أما مسألة اختياري من شركة (كيف) لأشارك في إحياء ليلة الموسيقار الكبير بليغ حمدي، فهو شرف كبير أشكرهم عليه، فعلاً كانت ليلة من أروع الليالي. وعلى الصعيد الشخصي كنت متوقعاً هذا النجاح طالما أنه كان في حضرة جمهور الكويت».

«الجمهور الكويتي مثقف جداً»

وتبعه المايسترو الدكتور علاء عبدالسلام بالحديث قائلاً: «الجمهور الكويتي يستحق كل الاحترام، فهو متذوق ومثقف جداً ويحترم الموهبة الحقيقية، ومن أجل هذه الليلة تجهزنا قرابة الشهرين، وأتمنى أن نكون دائماً عند حسن الظن».

وفي ما يخصّ صعوبة اختيار جدول الأغاني، قال: «كنت أمتلك في الحفل موهبة (بتخضّ) وهو خلف المشعوف ذو السن الصغيرة والخبرة الكبيرة، أما ريهام فهي أسطورة بالنسبة إليّ وصوت مصر الجميل. ولا أخفي القول إننا نكون في قمة سعادتنا عندما نرى الجمهور سعيداً ويصل إليه المجهود والتعب الذي بذلناه من أجله».

«خادم لهم بالخير»

وحول تعيينه أخيراً رئيساً لدار الأوبرا في مصر، قال: «لست بغريب على دار الأوبرا، حيث أعمل فيها منذ 30 عاماً، وبدايتي كانت كعازف، ثم قائد مساعد، ثم مايسترو ومدير وفني، أي تدرجت حتى وصلت إلى هذا المنصب التكليفي. ونحن في الأوبرا المصرية كبرنا جميعاً مع بعضنا كإداريين وفنانين، وبإذن الله أن أكون خادماً لهم بالخير».

«روح الكويت»

أشار المدير التنفيذي في شركة «كيف» بدر بوغيث إلى جديدهم بالقول: «القادم معنا سيكون بالشراكة مع مجموعة الراي الإعلامية، في 28 و29 و30 مايو المقبل في (المسرح الوطني) بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، من خلال عرض تراثي موسيقي يحمل عنوان (روح الكويت) بقيادة المايسترو الدكتور أحمد العود ومشاركة الفنانين سلمان العماري وعبدالعزيز المسباح».

«(كيف) تسعى لتقديم الفن الراقي»

قال مدير عام شركة «كيف» للإنتاج الفني سعود الرندي «نسعى في الشركة دائماً إلى تقديم الفن الراقي والجميل الذي يليق بجمهور الكويت، لذلك نتعب كثيراً على نوعية الحفلات التي نقدمها، من خلال أسماء الفنانين الذين نتعاون معهم، وفي الوقت ذاته لا نغفل عن دعمنا الدائم لشباب ونجوم الكويت من الأصوات الجميلة. ولنا في حفل (بليغ حمدي) التي انتهينا منها أخيراً، خير دليل على كلامي».



إقرأ المزيد