«المتاحف الخاصة في الكويت»... من هنا تبدأ السياحة التراثية!
جريدة الراي -


- طالب الرفاعي: منازل المشاهير في بريطانيا مفتوحة أمام الزوّار
- فهد العبدالجليل: إيراداتها في دول الخليج 12 في المئة... ونصف في المئة في الكويت
- هاني العسعوسي: بيتنا معروف بعرض السينما على «الطوفة»
- حسن أشكناني: اللائحة لم تُفعّل إلى الآن... رغم أن المتاحف الخاصة تضم كنوزاً
- محمد الجسار: المتاحف الخاصة ممتازة... ولكن كيف أضبط عملية الأصالة من خلال جهة رقابية؟

التقت آراء المنتدين في «الملتقى الثقافي» للأديب القدير طالب الرفاعي، على أهمية تنظيم المتاحف الشخصية في دولة الكويت، تحت غطاء حكومي، ووفق اللائحة التنظيمية الخاصة بها.

وشهدت الأمسية التي أدارها الرفاعي، وشارك بها كل من رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد غازي العبدالجليل، إلى جانب الباحث في التراث الكويتي هاني العسعوسي، في حين حضرها كل من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، والأديبة ليلى العثمان، وأستاذ علم الأنثروبولوجيا والآثار الدكتور حسن أشكناني، بالإضافة إلى الشاعر والباحث في التاريخ والأدب الزميل الكاتب سالم النخيلان والفنانة ابتسام العصفور والإعلامية الجازي السنافي، والكاتب حمزة عليان، وغيرهم.

منذ يوم

منذ يوم

بعد الترحيب بضيوف الملتقى، قال الرفاعي إنه شاهد ظاهرة المتاحف الخاصة في بريطانيا، إذ تتحول منازل المشاهير إلى متاحف خاصة مفتوحة أمام الجمهور ومعها كُتيبات صغيرة تشرح للزوّار قصة المتحف.

«متاحف غير معروفة»

من جهته، قال العبدالجليل إن المتاحف الخاصة في بيوت الكويتيين غير معروفة للجميع، ولا يوجد اهتمام بها، مؤكداً أن هذه المتاحف هي أدوات ناعمة لحفظ تراث الكويت، وقد أسسها أصحابها بجهودهم وبأموالهم الخاصة، وهناك الكثير منها في الكويت، ولكنها غير معروفة، رغم أنها تمثل جزءاً من السياحة التراثية.

كما طالب العبدالجليل بدعم حكومي للمتاحف الخاصة، مبيناً أن إيرادتها في دول الخليج تمثل نحو 12 في المئة من السياحة التراثية بينما حصة الكويت لا تزيد على نصف في المئة فقط، وأنه يجب أن تكون هناك خطة مدروسة لإدراج المتاحف الحكومية والخاصة تحت إطار السياحة التراثية والاهتمام بها ودعمها وعمل خطة لتسويقها.

وتطرق العبدالجليل إلى الجمعية التي يرأسها، موضحاً أن هدفها الحفاظ على التراث، و«قد أُسِسَت لجنة لتسجيل هذه المتاحف ومساعدة أصحابها، وأن الجمعية استعانت بكتاب الصحافي حمزة عليان (المتاحف الخاصة في الكويت) وبه ما يربو على 35 متحفاً».

كما طالب بوجود مكان واحد يجتمع به أصحاب هذه المتاحف، «لأن المشكلة الكبيرة تكمن في المكان، حيث إن هذه المتاحف تُقام داخل البيوت وتزيد مقتنياتها بمرور الوقت، وفي كثير من الأحيان يضيق البيت بهذه القطع».

«الشغف بالتراث»

في غضون ذلك، توجه الرفاعي بالسؤال إلى الباحث في التراث الكويتي هاني العسعوسي، حول السبب وراء شغف البعض بالتراث وجمعه في متحف خاص وما رد فعل الجمهور.

وأجاب العسعوسي بأن لديه شغفاً منذ الصغر بالسيارات القديمة، وكان بيت العسعوسي معروفا بعرض السينما على «الطوفة» أول كل شهر، وكان حدث ممتع لجمع الناس لمشاهدة الأفلام، و«هذا ما شجعني على أن أدخل في هذا المجال، إذ بدأت به مذ كنت طالباً في المدرسة، وكنت أجمع أشياء بسيطة قديمة من البيت العربي القديم، وأضع أغراضي في زاوية، فوجدت تشجيعاً من الأهل حتى تكونت لدي مادة كبيرة».

«معايير اليونسكو»

بدوره، تحدث أستاذ علم الأنثروبولوجيا والآثار في جامعة الكويت الدكتور حسن أشكناني عن علاقته بالمتاحف كونه أصغر كويتي يعمل في المتاحف و«الأنتيكات» وأول كويتي يبتعث للولايات المتحدة لدراسة الآثار، وبعد العودة أشرف على لجنة المتاحف الخاصة التي وصل عددها إلى 360 متحفاً خاصاً في الكويت.

ولفت أشكناني إلى أنه بعد جرد الأسماء والمقتنيات ومن خلال معايير «اليونسكو» جرى تحديد 200 متحف يمكن فتحها للجمهور، «إذ وضعنا لائحة للمتاحف الخاصة، وهي المرة الأولى بتاريخ الكويت، وكان الهدف منها تزويد الوعي بإدارة هذه المتاحف».

واستدرك قائلاً: «لكن إلى الآن لم تفعّل اللائحة رغم أن هذه المتاحف تضم كنوزاً لا تقدر بثمن عن تاريخ وتراث الكويت منذ أيام الشيخ مبارك الكبير».

وأشار إلى أن الفنان التشكيلي سامي محمد أنفق على متحفه الشخصي في بيته أكثر من مليون دينار، مشدداً على أن الأمر يحتاج إلى تنظيم ووعي بكيفية حفظ هذه المقتنيات والوثائق والمخطوطات وترميمها، و«هو ما نسعى إليه من خلال إقرار هذه اللائحة التنظيمية والتحوّل إلى مشروع سياحي وتتحول هذه المتاحف إلى مشروع اقتصادي يدرّ أرباحاً».

«أصالة المقتنيات»

في غضون ذلك، تناول الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار طرف الحديث، قائلاً: «إن المتاحف الخاصة ممتازة والاهتمام بها من قبل الدول والمجتمع المدني أمرٌ مهم، ولكن السؤال كيف أضبط عملية الأصالة من خلال جهة رقابية تقول إن هذه القطعة أصيلة وعمرها 400 سنة مثلاً؟».

وأضاف «ثم ان وجود المتحف في بيت يعتبر إشكالية حيث لا تستطيع أن تطلق عليه متحفاً لأنه في الأساس داخل بيت بمنطقة سكنية، وهذا ما حدث مع الفنان سامي محمد».

وأضاف أن «الأمر يحتاج إلى لائحة تنظيمية، لكي لا تحدث مشاكل متعلقة بأصالة القطع المعروضة، ولدرء حدوث أي خلافات عائلية أو مشاكل متعلقة بالملكية».

«كنز كويتي»

قال الكاتب حمزة عليان إن المتاحف الكويتية الخاصة شيء مشرّف وإنها بمثابة كنز كويتي بالفعل.

واقترح عليان بأن تتولى الجمعية الكويتية للتراث دراسة شاملة عن المتاحف الخاصة بالكويت، عمّن يمتلكها وما عدد المقتنيات بها، ونوعيتها، وتكون أساساً للائحة التي أشار إليها الدكتور حسن أشكناني.

تلفزيون «الراي»

استذكر العبدالجليل استضافة النائب الأول لسمو رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف في برنامج «مسرح الحياة» في الأول من شهر رمضان الماضي على شاشة تلفزيون «الراي».

وأشار العبدالجليل إلى أن اليوسف أكد خلال اللقاء على أن هناك هيئة ستُنشأ تحت مسمى «هيئة السياحة والمتاحف»، مشيراً إلى أن «بوفيصل» ربط السياحة بالمتاحف، و«هذا ما يتفق مع كلامنا في هذه الأمسية».



إقرأ المزيد