«غسيل ممنوع من النشر»!

هو عنوان لأحد أهم الأعمال المسرحية التي تطرح موضوعات اجتماعية بأسلوب ساخطٍ وساخر، إذ تشارك في تأليفها الكاتبان ناصر كرماني وتغريد الداود، وتولّى يوسف البغلي مهام الإخراج.

فالمسرحية التي يتواصل عرضها على مسرح جمعية شرق، لا تزال منذ انطلاقتها في عيد الفطر، تُحقّق النجاح والإقبال الجماهيري، لما تحمله من قضايا ذات أبعادٍ إنسانية، تتعلّق بالحريات وحقوق الإنسان، من دون تحديد مكانٍ أو زمان.

وتدور الأحداث حول «فلان» الذي يفقد الأمل في الحياة بعدما أصبح مكبلاً بلا قيود، فنتابع مراحل ومحطات من حياته التي عاشها مع جيرانه أو أسرته أو حتى الأثرياء الذين التقى بهم على مرّ السنين، وانتهاء بلحظة الانتحار.

كما أضاءت على هَوَس البعض في حب السيطرة والنفوذ، لتنحى أيضاً إلى علاقات الحب التي لم تكتمل، وغيرها من القصص المؤثرة، التي جاءت من مبدأ «شر البلية ما يضحك».

وعلى الرغم من سوداوية النص، إلا أن أبطال العمل شكّلوا بأدائهم مزيجاً بين التراجيديا والكوميديا، حيث نجح كل منهم في تقديم مهاراته على خشبة المسرح، كما لو أننا أمام مباراة فنية رفيعة المستوى.

ولا نغفل كذلك عن رؤية المخرج البغلي وبراعته في التنقل من مكان إلى مكان بسرعة وإتقان، فضلاً عن الخدع البصرية ومشاهد الرعب التي تضمنها العرض ليقدم للجمهور متعة بصرية بلا ملل.

ولعلّ تواجد الفنانة غدير السبتي في أول تجربة لها في مسرح الكبار كان إضافة ناجحة للغاية، خصوصاً بعدما نجحت في تقديم عدد من «الكراكترات».

أما الفنان مبارك المانع، الذي جسّد الشخصية الأساسية، فكان «ملح العرض»، إذ عمل بروح فنية عالية، ولم يحتكر البطولة في شخصه، بل تقاسمها مع بقية الممثلين.

في حين، توزعت جرعات الكوميديا بين النجوم، أسامة المزيعل وشملان المجيبل ونورا العميري. ومن «الكراكترات» التي تميزت بخفة الدم، نذكر الفنانين بشار الجزاف ومشاري المجيبل وناصر الدوب، الذين أبدعوا فأمتعوا الحاضرين على المدرجات.

«فريق العمل»

المسرحية من تأليف ناصر كرماني وتغريد الداود، إخراج يوسف البغلي، ومن تمثيل مبارك المانع، أسامة المزيعل، غدير السبتي، مشاري المجيبل، نورا العميري، شملان المجيبل، بشار الجزاف، ناصر الدوب، ومجموعة أخرى من المشاركين والاستعراضيين.