جريدة الراي - 5/15/2025 10:02:27 PM - GMT (+3 )

باشر الفنان اللبناني الشامل صلاح الكردي، طرْحَ سلسلة أغنيات خاصة بدأها بأغنية «سمّيتك غرامي» التي سيصوّرها بالتوازي مع تَعامُله كملحّن مع نخبة من نجوم العالم العربي.
الكردي يشير في حوار مع «الراي» إلى أن الأغنية اللبنانية فقدت مكانتها بعدما سيطرت موجة معينة من الأغنيات خلال الأعوام الـ 15 الأخيرة نتيجة الظروف التي مرّ بها لبنان، ومؤكداً أن اللون اللبناني الكلاسيكي الذي بدأت به فيروز كان قد تآكل في فترة من الفترات، ولكنه بدأ يسترجع موقعه.
• طرحتَ أغنية جديدة بعنوان «سميّتك غرامي»، ولكن مَن يسمعها يشعر بأنها إحدى أغنيات زياد برجي؟
- هذا صحيح، لأننا نعتمد التوجه نفسه في الأسلوب والنوع الغنائي، وكلنا في ملعب واحد. هناك أكثر من فنان يقدّم اللون اللبناني الرومانسي، وكل الأعمال التي تعاملتُ فيها مع غيري من الفنانين هي من الأسلوب نفسه.
• وهل هذا الأمر صحي أم غير صحي؟
- بل هو صحي جداً، لأن الفنان يقدّم إحساسَه وما هو مقتنع به من خلال أعماله. وهناك مجموعة من الفنانين اللبنانيين يقدّمون اللون الجبلي وآخَرون اللون الطربي، ولذلك يمكن أن يتشابه أكثر من فنان في «ستايل» غنائي معيّن، ولكن يبقى لكل منهم روحه وبَصْمَته الخاصة، وهذا الأمر يُثْري اللونَ الغنائي ويضيف إليه ولا يأخذ منه أبداً.
• ولا شك أن كل هذا الأمر يصب في مصلحة الأغنية اللبنانية؟
- هذا صحيح. على الأقل أصبحنا نسمع أغنيات لبنانية كلاسيكية حقيقية وصحيحة وليست مخلوطة كما كان يحصل منذ 10 سنوات وحتى اليوم.
• تصفها بالأغنيات الكلاسيكية؟
- طبعاً، وهذا هو اللون الكلاسيكي اللبناني الذي بدأتْ به السيدة فيروز. فاللون اللبناني الهادئ والمفهوم على مستوى الجمل والكلام تَآكَلَ في فترة من الفترات، ولكنه بدأ اليوم باستعادة مكانته.
• وما الذي تغير: هل ذوق الناس أم أن الفنان أصبح أكثر وعياً؟
- بل هي موجة. في الأعوام الـ 15 الأخيرة سيطرتْ موجة غنائية جديدة تَرافَقَتْ مع الأحداث التي حصلت في المنطقة وأثّرت على كل شيء، الموسيقى، الملابس والطعام. وهذه الموجة أخذت الناس إلى مكان غير صحيّ بصراحة، ولكن في النهاية، لا بد وأن يعودوا إلى الطريق الصحيح، واللون اللبناني له مكانته وقيمته منذ عشرات الأعوام.
• وأين مسؤولية الفنان اللبناني في التمسك بلون بلده والمحافظة عليه؟
- لا شك أن الفنان يتحمّل مسؤوليةً، لكنه ليس دولة ولا نقابة ولا جمعية.
• لكنه يتحمل المسؤولية من خلال اختياراته؟
- في مصر لا يمكن لأي فنان أن يقف على المسرح وأن يغنّي من دون الحصول على تصريح من النقابة، بينما في لبنان كل شيء مباح لأنه لا توجد رقابة. وهناك مَن يغني وثمة مَن يفتح «نايت كلوب» على هواه، ولو كانت توجد رقابة، لَكانت حصلت «الفلْترة» اللازمة وسُمح بالغناء لمَن يستحق فقط ومُنع مَن ليس مؤهلاً للغناء، ولذلك نحن نسمع مثلاً الشتائم والتهديدات على المسرح الذي تحوّل جبهة حرب بعدما كان مكاناً مخصّصاً للاستمتاع بالموسيقى.
• لكن الناس يسمعون كل شيء من خلال «السوشيال ميديا»؟
- لا شك أن «السوشيال ميديا» جعلتْ كل شيء مباحاً، ولكن حفلات المسارح الراقية انقرضتْ تقريباً واتجه الجمهور إلى السهر في النوادي الليلية التي ما لبثت أن سيطرت وتَغيّر شكل الليل والسهر والحفلات.
• وهل قررتَ أن تصور أغنية «سمّيتك غرامي»؟
- نعم، وخلال فترة الحرب الأخيرة سجّلتُ خمس أغنيات، لأنني كنتُ دائماً أهتمّ بتسجيل أغنيات للفنانين وأعطيهم الكثير من وقتي وأهمل نفسي. ولذلك، اغتنمتُ الفرصة وسجّلتُ خمس أغنيات على أن أطرح أغنية جديدة كل شهرين.
• وما الذي تغيّر؟
- أنا إنسان هوائي وأجد نفسي فجأة متحمّساً لتسجيل أغنيات لغيري من الفنانين، ثم أكتشف أنني نسيتُ نفسي كفنان فأعود للتركيز على نفسي. ولذلك، أحاول حالياً تأمين الاستمرارية لنفسي من خلال طرح أغنياتي الخاصة. وخلال فترة الحرب، كل الفنانين توقّفوا عن إصدار الأعمال، فاستغللتُ الفرصة وركّزتُ على نفسي وسجّلت الأغنيات الخمس الخاصة، وبذلك ضمنتُ بقاء جسر الاستمرارية موصولاً ومن دون انقطاع، وقررتُ عدم إهمال هذا الجزء من عملي كفنانٍ، بل التوفيق بين الأمرين.
• وهل هذا يعني أن التلحين كان يغلب عندك على الغناء؟
- كلا، لا يوجد مجال يغلب على الثاني، لأنني صاحب القرار. أحياناً، ينهمك الإنسان بالعمل لغيره في الوقت الذي يوجد عمل خاص به ويُفترض أن ينجزه، وما عليه سوى الانتباه لهذا الأمر وأن يحقق التوازن المطلوب بينهما. الوقت متوافر وكل شيء موجود، والمطلوب هو التركيز فقط، فضلاً عن أنني إنسان وأتأثّر بما يحدث حولي. والأحداث التي تحصل تأخذ من طاقتي ومزاجيتي، فأنا لا يمكنني إلا أن أتأثر وأن أشعر بالوجع حتى لو كنتُ أعيش في بلد آخَر، لأن أهلي وأصدقائي كلهم في لبنان ولا بد من أن أشعر بالضيق والحزن عند حصول أي شيء في بلدي.
• بالعودة إلى الفن، هل ستظل متمسّكاً باللون الرومانسي؟
- غالبية الأغنيات التي قدّمتُها لغيري من الفنانين أو لنفسي منذ 18 عاماً وحتى اليوم هي من اللون الرومانسي. وأنا لا أتعمّد ذلك، بل تحصل الأمور بعفوية، فضلاً عن أنني أثبتّ نفسي بهذا اللون وأحببتُ أن أستمر به لأنني لا أريد أن أكون الملحن الذي يؤلّف كل أنواع الألحان ويوزّعها في السوق، وهذا ليس أسلوبي لأن هدفي ليس السيطرة على السوق أو تأكيد أنني ألحّن كل الألوان، مع أنني لحّنت الألوان الطربية والشعبية والخليجية والمصرية ولكن بشكل محدود، وأعتبر نفسي فناناً ملتزماً باللون الرومانسي اللبناني.
• وهذا يعني أنك يمكن أن تقدّم بين فترة وأخرى الألوان الأخرى إلى جانب اللون اللبناني الرومانسي؟
- طبعاً.
• غناءً وتلحيناً؟
- طبعاً. مثلاً طُلب مني تلحين أغنية مسلسل «كاراميل» واعتذرتُ لأن المسلسل كوميدي، وعندما أصروا لبّيتُ الطلبَ ونجحتْ الأغنية بصوت نوال الزغبي مع أنني بصراحة كنتُ «أستسخف» الأغنية ولكن النتيجة كانت أغنية مهضومة وأَحَبّها الناس وهي كانت تجربة جديدة بالنسبة إلّي.
إقرأ المزيد