مادلين مطر لـ «الراي»: الزمن تغيّر والإعلام صار بين يديّ
جريدة الراي -

طرحتْ الفنانة اللبنانية مادلين مطر جديدها بعنوان «وعيونها» بعد تجربة طويلة مع «تيك توك» سخّرتها لخدمة فنّها بشكل جيد وصحيح.

مطر تحدثت لـ «الراي» عن التغييرات التي حصلت على الساحة الفنية ودور «السوشيال ميديا» فيها وموقع النجمات عليها، كما تطرقت إلى تجربة الشامي الذي وصل إلى مكانة لا يمكن الاستهانة بها على حد قولها.

منذ 24 دقيقة

منذ 25 دقيقة

• هل وجدتِ أن عودتك بـ«دويتو» غنائي مع خالد الجراح هو الخيار الأفضل لرجوعك إلى الساحة؟

- «الدويتو» حصل عن طريق الصدفة وله قصة، ولم أخطط له أبداً، بل كان يفترض أن أتعاون مع خالد الجراح بأغنية جديدة وهو جهّز لي مجموعة من الأغنيات، ثم ما لبث أن وُلد الدويتو. خالد يحب صوتي كثيراً وعَرض عليّ أن نغنيه معاً وأنا وافقتُ، ولكنه كان قد أَسْمَعَني قبله ثلاث أغنيات ووجدتُ أنها لا تشبهني ولا هويتي الفنية، ولن أذكرها لأنها طُرحت في السوق.

وأثناء وجودي في الاستوديو الخاص به، رغب بمعرفة رأيي في أغنيةٍ له كان قد قرّر طرْحها في السوق وهي «وعيونها» باعتبار أنني أملك أذناً موسيقية، فأعجبتْني كثيراً واقترحتُ عليه أن نقدّمها على شكل «دويتو» بما أنه كان قد أخبرني أنه يرغب بأن نقدم أغنية مشتركة، فكان جوابه بأنه يتغزّل في الأغنية بفتاةٍ من شعرها حتى أخمص قدميها، ولا يمكن أن ينطبق الغزَل على رجل في حال قرّر تحويلها إلى «دويتو»، فاقترحتُ عليه أن يستخدم مفردات تتكلم عن أخلاق الرجل وشهامته ورجولته، فوعَدَني بأنه سيحاول أن يفعل ذلك. ولكن لم يكد يمرّ أسبوع واحد حتى كان «الدويتو» جاهزاً لأنه كان متحمّساً جداً للعمل معي.

• لجأتِ إلى تطبيق «تيك توك» خلال الفترة الماضية، فهل كان الوسيلة التي اعتمدتِ عليها لتأمين مورد رزقك، خصوصاً أن الفنان معتاد على «برستيج» معين في حياته؟

- لا يمكن أن ننكر أن «تيك توك» يدرّ مبالغ جيدة، ولكن ليس باستطاعة أي شخص الحصول عليها بل مَن يملك مواصفات معينة فقط، بدليل أن بعض الفنانين انسحبوا منه لأنهم لم يجيدوا التعامل معه. هناك أساليب عدة يمكن اعتمادها عند استخدام «تيك توك»، وأنا حرصتُ على تقديم محتوى جيّد يجمع بين الاحترام والهضامة والجمال والفن والاسم. علماً أن الجمْع بين هذه العناصر ليس سهلاً على الإطلاق، خصوصاً أنني كنت «توب» طوال فترة إطلالاتي وأحظى بالدعم والحب والاحترام.

• وهل تمكّنتِ من جمع ثروة من وراء «تيك توك»؟

- لستُ ممن يواظبون 24 ساعة يومياً على هذا التطبيق، فلديّ أعمالي الفنية وانشغالات وأهل وسَفر. دخلتُ هذا التطبيق كي أفهم سرّه ونجحتُ في ذلك ووظّفتُه للنجاح في عملي، وسأحرص على التواجد عليه في الفترة الحالية كي أنشر أغنيتي بشكل أوسع. ولا أعتقد أن أحداً يستطيع تحقيق نصف المليون مشاهدة للأغنية خلال 48 ساعة والحبل على الجرار. لا أقصد أن كل شيء مضمون، ولكن أفكاري أصبحت أغنى بكثير مما كانت عليه في السابق، بل أكثر مما يمكن أن يتصوّره البعض.

• أي أنك ستحرصين على تحقيق نوع من التوازن بين إطلالاتك على «تيك توك» وبين عملك الفني ولكن الأولوية عندك للغناء؟

- طبعاً، ولكنه سيكون البوابة التي أعتمد عليها في عملي الفني، ولا يجوز الاستخفاف أبداً بهذا التطبيق.

• كيف تفسّرين استمرارية بعض النجوم مع أن أعمالهم ليست ناجحة دائماً؟

- هم يعتمدون على رصيدهم من الأغنيات القديمة الناجحة. مثلاً، عندما أحييتُ حفلي الأخير في ألمانيا لم أكن قد طرحت أغنية «وعيونها»، بل غنّيت أعمالي القديمة، والمفارقة أن بعض المتعهّدين تَواصلوا معي من خلال «تيك توك» لإحياء هذا الحفل، بينما يتم التواصل مع بعض الفنانين من خلال شركات معينة. المتعهّدون كانوا يدخلون إلى بثّي المباشر كي يلمسوا تفاعل الناس معي، وهذا حقهم.

• ولماذا لم تحاولي إقامة علاقات مع تلك الشركات؟

- الأصحّ أن تلك الشركات هي مَن كانت ترفض إقامة علاقات معي لأنها تتعامل مع فنانات غيري ويهمّها أن تؤمّن العمل لهن وليس لغيرهن، وتالياً من الطبيعي أن ترفض العمل معي وفق شروطي.

• هل تشعرين بأن هناك غربلة على الساحة الفنية، خصوصاً أن ثمة فنانات معروفات ابتعدن لفترة وعندما قرّرن العودة مجدداً لم يُوفّقن؟

- كل الصحافيين يجمعون على أنني أجيد اختيار الأغنيات، ولكنني كنت مظلومة لأن بعض الإعلام كان حكراً على أشخاص معينين، فضلاً عن أن مصاريف الفن المادية كبيرة جداً ولم يكن ما أجنيه كافياً لتغطيتها. إلا أن الزمن تغيّر وأنا لا أزال متميّزة في اختيار الأغنيات وتصويرها، والإعلام صار بين يديّ، وأتوقّع أن أستمرّ خلال الفترة المقبلة بقوةٍ تماماً كما حصل عند عودتي.

• ولماذا لم تتمكّن بعض الفنانات الأخريات من تحقيق ما حقّقتِه؟

- وهل هنّ يتمتّعن بنفس مميزاتي! أنا أجيد اختيار الأغنية وتصويرها كما أنني عرفتُ كيف أوظف «السوشال ميديا» والإعلام الجديد بشكل صحيح عند عودتي.

• هل الفن اليوم هو «سوشيال ميديا» بالدرجة الأولى؟

- بل تشكل «السوشيال ميديا» جزءاً كبيراً منه. كل شيء يعتمد على شطارة الفنان. ومع أن البعض لا يجيدون الغناء، ولكن لديهم ملايين المتابعين على «السوشيال ميديا» واستطاعوا أن يحلّقوا عالياً جداً.

• لكن جمهور «السوشيال ميديا» ليس نفسه جمهور الحفلات كما تقول الفنانة نجوى كرم؟

- نجوى كرم تملك جمهوراً عريضاً في «السوشيال ميديا» وهي فنانة ذكية وعرفت كيف تواكب الموضة وتَغيرتْ كثيراً عما كانت عليه في السابق. نجوى موجودة بقوة لأنها تَعرف كيف تَستخدم «السوشيال ميديا»، ولو لم تكن كذلك لربما كانت تراجعت حفلاتها قليلاً وخفّ حضورها، والأمر نفسه ينطبق على إليسا ونانسي عجرم.

• هل يمكن القول إن النجومية لم تعد تتطلب الكثير من التعب والجهد والانتظار لفترة طويلة كما في تجربة الشامي مثلاً؟

- ومَن قال إن الشامي لم يتعب!

• ولكنه نجم مع أنه في بداية العشرينات؟

- هو شخص موهوب وتعب كثيراً كي ينجح في إيصال فكرته، وعندما وصلتْ ضربتْ، ومع كل أغنية جديدة تكون المسؤولية أضعافاً مضاعَفة عليه، ولا أظن أنه ينام الليل لأن ما وصل إليه كبير جداً ولا يمكن الاستهانة به ويتطلب منه قوة كبيرة للمحافظة عليه.

• أقصد أنه نجّم خلال فترة زمنية قصيرة بينما كان الفنان يحتاج إلى سنوات طويلة كي يبرز اسمه على الساحة؟

- الشامي قدّم فكرة جديدة حتى على مستوى الكلمة، وهو يستخدم مفردات جديدة نجحت معه.

• وهل يمكن أن تستخدمي في أغنياتك المفردات نفسها التي يستخدمها الشامي؟

- هو يوظّفها بشكل صحيح حتى لو كان يقولها بشكل خاطئ. هو الشامي ويجب أن نتقبّله كما هو لأنه نجح كما هو، وأنا لا يمكنني أن أكون الشامي لأنني مادلين مطر.

• لكن الزمن تَغَيَّرَ وأصبح مطلوباً من الفنان أن يقدم أغنيات قريبة إلى لغة الشارع؟

- هناك جيل يفرض على الفنان مفردات معينة، وأنا استخدمتُ مفردات جديدة في أغنيتي، وهناك مقطع من الأغنية يتصوّر كل الناس عليه لأنه جديد.

• وهذا يعني أنه يفترض بالفنان أن ينزل إلى الناس وليس أن يرفعهم إليه؟

- أمسكتُ العصا من الوسط. خالد يغنّي المراجل وهو صاحب أغنية «فاحت ريحة البارود» وعندما قصدتُه قلت له أنا أحب هذه المفردات ولكن على طريقتي، وهو وافق وقال لي أنت لك هويّتك الفنية، ولذلك ارتأينا أن نضع هذه المفردات في أغنية غزَل وليس في أغنية مراجل.



إقرأ المزيد