جريدة الراي - 5/18/2025 10:03:10 PM - GMT (+3 )

بعد نجاحها في مسلسل «بالدم»، تخوض الممثلة اللبنانية القديرة سمارة نهرا، تجربة فنية جديدة من خلال فيلم سينمائي للكاتب طارق سويد.
وتعود نهرا، في عملها الجديد إلى ملعبها الذي لا ينافسها فيه أحد، وهو الكوميديا، مع أنها أثبتت من خلال أكثر من تجربة أنها قادرة على التنويع ومتمكّنة في كل الأدوار.
نهرا، تحدثت في حوار مع «الراي» عن كواليس تحضيرها لشخصية «إكرام» والعزلة التي فرضتْها على نفسها، كما أشارت إلى أن الممثل يجد نفسه أحياناً مجبراً على القبول بكل ما يُعرض عليه بسبب قلة الفرص وندرتها، مبدية استعدادها للمشاركة في أعمال الدراما التركية المعرَّبة.
• هل وجدتِ صعوبةً في تجسيد شخصية «إكرام» في مسلسل «بالدم»، خصوصاً أنكِ اشتهرتِ وبرعتِ في الكوميديا؟
- كلا، لم أجد أي صعوبة، لأنه يمكنني من خلال الشخصية التي أؤديها في العمل أن أترك حيزاً للدراما والانتقال إليها بسهولة حتى لو كنتُ أقدم الكوميديا، أي لا أفصل تماماً، بل أحتفظ بشيء من الشخصية الدرامية. والكوميديا بالنسبة إليّ سهلة وهي عندي
كـ «شربة الماء»، وعندما أقدّمها لا أفكر بالدراما أبداً، والثانية تتطلّب مني جهداً كبيراً.
• تقصدين أن الدراما هي النوع الأصعب؟
- بالنسبة إليّ نعم، الدراما هي الأصعب.
• عادة يؤكد غالبية الفنانين أن الكوميديا هي الأصعب؟
- وأنا عكسهم.
• ربما لأن روحك تميل الى الفكاهة؟
- هذا صحيح.
• وهل تردّدتِ في قبول شخصية «إكرام» بما أنك تفضّلين الكوميديا؟
- كلا، لأن الدور جميل جداً وشكّل نقلةً نوعيةً في مسيرتي الفنية. هو لم يكن دوراً درامياً وحسب، بل كان أيضاً دوراً تراجيدياً جداً لأن «إكرام» امرأة حزينة دائماً وتنهال عليها المصائب من كل حدب وصوب، ولم يتخلل المسلسل مشهداً واحداً لي من دون بكاء أو يجبرني على البكاء.
• خلال قراءتك للدور هل توقّعتِ ولو للحظة أنك ستكونين والدة «غالية»، خصوصاً أن كل الجمهور فوجئ بهذا الأمر؟
- هم أخبروني بذلك، وأنا فرحتُ لأن هذه الناحية عزّزت دوري مع أن مساحته أصغر من مساحة الأدوار الأخرى. «غالية» كانت تبحث عن والدتها مع أنها كانت بقربها، وخلال قراءة المَشاهد تأثّرتُ وبكيتُ كثيراً وكنت أتحضّر نفسياً قبل تصوير كل مَشهد لي من خلال عزْل نفسي لمدة نصف ساعة بعيداً عن الأصوات والكلام والناس كي أكون جاهزة للدخول في التصوير.
• وأيّ ذكريات كنت تستحضرين خلال عزلتك؟
- هناك مواقف كثيرة في حياة الانسان يمكن أن تدفعه إلى البكاء، ولكنها لا ترافقه طوال العمر.
• وأي مأساة استحضرتِ؟
- لن أقول.
• يبدو أنها خاصة جداً؟
- نعم، ومحزنة جداً، ولن أذكرها كي لا يقول الناس عندما أقدّم أدواراً تراجيدية إنني أتذكّر فلاناً... أو فلانة.
• يبدو أنه فلان وليس فلانة؟
- لا أريد الإفصاح عن هذا الأمر على الملأ.
• وهل أنت راضية عن نهاية مسلسل «بالدم» مع أن كثيرين لم يتقبلوه؟
- بل شعرتُ بالصدمة، حتى أنني قلتُ ذلك للكاتبة نادين جابر، فأجابتْني بأنها تريد أن تصدم الناس. موت «غالية» كان منطقياً جداً، لأن الموت هو المصير الحتمي لأي شخص يقترب من اكتشاف رأس الأفعى التي تتاجر بالأطفال.
• ماذا شعرتِ عندما أخبرك طارق سويد بأنه كتب لك دوراً في فيلمه الجديد؟
- هو أخبرني أنه «دور مهضوم وفصّله على مقاسي»، وكلامه أَفْرَحَني كثيراً وحقق أحد أحلامي لأنني اعتدتُ على تقديم أدوار جاهزة يمكن أن تلعبها أي ممثلة يتم الاتفاق معها، أي يمكن أن أؤديه أنا أو غيري من الممثلات. وأتحرّق لتسلُّم النص، خصوصاً أن طارق يكتب بأسلوب جميل جداً.
• هل تحبين أعمال الـ 6 حلقات أم أنك تفضّلين عليها مسلسلات الـ 30 حلقة لأنها ترضي الممثل مادياً كما على صعيد الحضور لفترة أطول على الشاشة؟
- من الناحية المادية، لا شك أنني أفضّل العمل الطويل، ولكن الناس يفضّلون متابعة الأعمال القصيرة لأنها لا تُشْعِرُهم بالملل. ورغم ذلك، لا أعتقد أن أعمال الـ 30 حلقة يمكن أن تتوقف، لأن الأعمال التركية المعرَّبة تتألف من 90 حلقة وتحظى بمتابعة كبيرة، وهذا يعني أن الجمهور يتقبل كل شيء عندما يكون جميلاً وجذاباً.
• المفارقة أن الناس ينتقدون المسلسلات الطويلة مع أنهم يحبونها ويتابعونها؟
- الناس ينتقدونها ولكن يتابعونها لأنهم بحاجة للتسلية، ولكنهم يفضّلون عليها المسلسلات المحلية اللبنانية أو السورية. الدراما التركية المعرّبة ليست قريبة من عاداتنا وتقاليدنا وقِيَمنا كعرب وشرقيين.
• ولكن القيّمين عليها يحاولون أن يجعلوها أكثر قرباً من عاداتنا وتقاليدنا؟
- «سبحان الله، المستعار يبقى مستعاراً».
• وهل هذا يعني أنك ترفضين المشاركة في الدراما التركية المعرّبة؟
- بل أنا أقبل. لنكن صريحين، كيف يمكن أن يعيش الفنان إذا رفض هذا الدور أو ذاك وخصوصاً أنه يمكن أن يبقى أحياناً عاماً كاملاً أو عامين من دون عمل.
• وهل تقبلين بالأدوار المكرَرة؟
- نعم، لو عُرض عليّ دور شبيه بآخر قدّمتُه فسأقبل ولو على مضض. والمشكلة أن المُنْتِجين يَعرضون على الممثل أدواراً شبيهة بالأدوار التي يبرع فيها.
• وهل كرهتِ نفسك بعد هذا الدور؟
- بل أنا ممتنة من سمارة نهرا. ومع أنني قدّمتُ أدواراً درامية قبل «إكرام»، ولكنها لم تكن بالتراكم الدرامي نفسه أو في مسلسلات مؤلفة من 30 حلقة. علماً أن الناس يفضّلونني بالأدوار الكوميدية ويطالبون بأعمال كوميدية، ولكن هذا الأمر ليس بيدي كممثلةٍ لأنني لم أُخيّر بين عمل درامي وآخَر كوميدي واخترتُ الدرامي.
• هل أنت راضية عن حضورك على الشاشة على مستوى عدد الأعمال؟
- لست مفعمة بالرضا، ولكن «ماشي الحال».
• مع الوقت ومع تَراكُم النجاحات، هل يصبح النجاح أمراً عادياً؟
- أبداً، لأن الفنان يشعر عند كل نجاح وكأنه الأول له، وعند سماع المديح بأنه الأول الذي يتلقاه في حياته.
• وهل يُفترض أن تتهافت الأدوار على الممثل بعد كل نجاح؟
- هكذا يُفترض، ولكن كل شيء يرتبط بالعمر والدور. عندما بدأتُ العمل في التلفزيون، لم أكن أعرف من أين تنهال عليّ العروض، لأنني كنت وجهاً جديداً وأجيد التمثيل، كما أنني شاركت في أعمال الدبلجة والسينما والمسرح، وبمجرد أن أنتهي من عمل كنت أباشر بغيره، ولكن الحرب (اللبنانية) جعلتْنا نجلس في بيوتنا، ولذلك لم أتمكن من أن أراكم تجاربي ونجاحي، وهذا الأمر ينسحب على كل أبناء جيلي الفني.
• هل توافقين على أن قطاع التمثيل ليس مُنْصِفاً لأن البعض «يأكل البيضة والتقشيرة» والبعض الآخَر يرضى بالقليل وآخَرون من دون عمل؟
- هذا صحيح، بل إن الأمر يتجاوز عدم الإنصاف إلى الإجحاف والظلم.
إقرأ المزيد