جريدة الراي - 7/2/2025 10:00:46 PM - GMT (+3 )

- المشكلة ليست بإمكانات الفنان... بل بتواضع قدرات بعض المخرجين
- العزوف عن الثقافة... أدّى إلى الحشو والملل في الدراما
- حاتم علي وشوقي الماجري... أفضل مَنْ أخرج الدراما التاريخية
قال الفنان فيصل العميري إنه لا يجد بداً في التعامل مع أي فنان حتى وإن كان متواضع الإمكانات، و«لكن المشكلة في العمل مع مخرجٍ قد لا يمتلك الرؤية الواضحة أو لديه القدرة على تطوير الأداء والمهارات».
كلام العميري، جاء خلال استضافته مساء الثلاثاء، بمكتبة «تكوين» في حوار مفتوح أداره زميله الفنان مساعد خالد.
ففي ردّه عمّا إذا كان يرفض العمل مع ممثلٍ هاوٍ أو متواضع الإمكانات، أكد العميري أنه كفنان اعتاد على الأخذ بيد الفنانين الشباب، من دون التقليل من مواهبهم أو حتى أن يشعروا بأنهم أقلّ منه، موضحاً أن «الفنان يعمل على تصدير المشاعر، ولا يبيع (الرويد) أو (الجرجير) في سوق الخضار».
«موضع محرج»
ولفت إلى أن الممثل ممكن أن يُطور من أدواته ومهاراته في عملية التعاطي اليومي من خلال الدراما التلفزيونية أو المسرح، مستدركاً «ولكن المشكلة ليست بالممثل، وإنما في المخرج إذا كان أقلّ ثقافة من الممثل، ففي هذه الحالة قد لا يتقبّل أي مقترح يتقدم به الأخير إليه».
ومضى يقول: «أحياناً يجد المخرج نفسه في موضع حرج إذا قدّم الفنان أداءً أكبر من قدرات المخرج. ولذلك، قد يقوم بحذف المشهد في غرفة المونتاج».
كما عرّج العميري على بعض المنتجين مِمن قال إنهم لا يعبأون بقيمة العمل الفني بقدر ما تعنيهم القيمة المادية، خصوصاً وإن لم يكن المنتج فناناً.
«الوتيرة المملة»
وحول مبدأ الثلاثين حلقة في الأعمال الخليجية، التي حملت من الحشو الدرامي الشيء الكثير حتى انعكس ذلك على الدراما الموسمية القصيرة التي تُبث على المنصات، علّق بالقول: «إن اللائمة تقع على بعض المنصات التي لم تغيّر شيئاً في نوعية الأعمال، بل استمرت على الوتيرة المملة نفسها، فما يحصل في الدراما الثلاثينية أو الموسمية القصيرة من خلّل، هو بسبب عزوف الدراما عن الثقافة، وعزوف المنتجين عن الأفكار الحقيقية، بذريعة أن المشاهد لا يتقبلها».
وأكمل «ان درجات الوعي مختلفة من شخص لآخر، فهناك مَنْ يبحث عن (Doz) عالٍ، وهناك مَنْ يريده قليل، وبالتالي لكل شخص مزاجه، وفي كل الأحوال لا بد من التنويع في المضمون بين الكوميدي والتراجيدي، بحيث ألا تتم الأعمال بجدية صرفة أو بأطروحات بالية، وعلى المنتج أن يتقبل كل الآراء لإنتاج دراما ثرية، ومربحة أيضاً».
وبسؤاله عن غياب الدراما التاريخية المهمة من بعد مسلسل «عنترة بن شداد» الذي جسّد به العميري الشخصية الرئيسية، قال: «كان هناك مشروع لمسلسل تاريخي عنوانه (سقوط الأندلس) وكان مقرراً أن يتولى إخراجه المخرج السوري الراحل حاتم علي، ولكن الله أخذ أمانته قبل أن يرى المشروع النور». كما أشاد بالمخرج التونسي الراحل شوقي الماجري، الذي قدّم العديد من الأعمال المهمة منها «إخوة التراب» و«فنجان الدم» وغيرهما.
وأضاف أن «هذين المخرجين في المرتبة الأولى عربياً لناحية صناعة الأعمال التاريخية».
وزاد «كما أن تواري الأعمال التاريخية في خارطة الدراما العربية سببه غياب الإنتاج الخليجي لها، حيث إنه لم يعد الدعم موجوداً، ولذلك لا أتوقّع عودتها في الوقت الراهن على الأقل».
إقرأ المزيد