جريدة الراي - 9/13/2025 10:03:14 PM - GMT (+3 )

جو طراد، ممثل لبناني بارز في الدراما التلفزيونية، استطاع أن يثبت حضوره منذ بداياته الأولى بفضل أدائه المميز وملامحه القوية التي جعلته من بين الأسماء اللافتة على الشاشة. يتميز بحضوره القوي، وبأداء متنوّع يمكّنه من تجسيد أدوار درامية معقّدة أو شخصيات ذات بعد نفسي واجتماعي.
«عروس بيروت» كان العمل الذي حقق له شهرة عربية كاسحة وهو يهتم بالاختيارات النوعية، إذ يفضّل الأدوار التي تحمل أبعاداً إنسانية ونفسية على الظهور المتكرر، كما قال لـ«الراي» في هذا الحوار:
• هل ما زلت تقيم في تركيا؟
- نعم، ولكنني أعدتُ أولادي وزوجتي إلى لبنان بسبب غلاء المعيشة في تركيا ولأن مستوى التعليم في لبنان أفضل، وربما تعود زوجتي إلى العمل مجدداً.
• ولكنك موجود فيها حالياً؟
- نعم، لأنني ارتبطت بتصوير مسلسل «ابنة السفير»، ولكن يبقى أمامي فترة عام ونصف العام لكي أتمكن من الحصول على الجنسية التركية.
• يبدو أنك أحببت تركيا؟
- نعم. والأتراك هم أيضاً يحبونني وطلبوا مني أن أتعلّم لغتهم لكي أمثّل في الدراما التركية، لكنني لا أركز على هذا الموضوع بسبب ضيق الوقت وانشغالي بحفظ سيناريوهات المسلسلات. المنتجون الأتراك طلبوا مني البقاء في بلدهم لأسباب عدة، أولاً للعمل كمستشار، وثانياً لكي أمثّل في أعمالهم، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق بسبب كثرة العروض التي تتهافت عليّ منذ أن شاركت في مسلسل «عروس بيروت»، لكن اللهجة التركية ليست سهلة على الإطلاق ولا يمكن إتقانها بيومين أو ثلاثة أيام وأنا أرفض الظهور في أي مسلسل تركي إلا إذا كنت متقناً للغة لكي أتمكن من دخول العمل بقوة.
• ظهرت كضيف شرف في أحد المسلسلات أخيراً، ولكنك لم تشارك في أي عمل بدور كبير، فهل يعود السبب إلى الجراحة التي خضعت لها أم لأنه كان لديك ارتباطات أخرى؟
- بل لأنه لم أتلقَ أي عروض. لا أمثّل في لبنان وفرَصي في العمل في المسلسلات اللبنانية ليست كبيرة بسبب إقامتي في تركيا، مع أنني أحب العمل مع شركتيّ «إيغل فيلمز» و«الصبّاح».
•... وفي تركيا؟
- بعد مسلسل «لعبة حب»، شاركت كضيف في مسلسل «القدر» و«كسرت الدنيا» أنا وديما قندلفت. ومع أنني ظهرت في ثلاث حلقات فقط، ولكن كل الناس تحدّثوا عني وكأنني بطل المسلسل، وحالياً أشارك في مسلسل «ابنة السفير». أعمل في الدراما منذ 13 عاماً قدمت خلالها أكثر من 50 عملاً بين تركيا ولبنان ودبي أيضاً، وعدد الحلقات التي شاركت فيها كبير جداً ولا يمكن أن أحصيه، لأني لا أشارك في مسلسلات مُؤلفة من 30 حلقة ثم أجلس في بيتي، بل في أعمال مؤلفة من 60 و90 و120 حلقة. لم أشارك في عمل من 30 حلقة إلا في بداياتي عبر مسلسل «أجيال».
• في الأساس كل الممثلين الذين يشاركون في الأعمال المعربة يفضلونها على الأنواع الأخرى؟
- هذا طبيعي، لأنهم لن يرفضوا عرضاً من «mbc» للمشاركة في أعمالها، ليس لأنهم يريدون الحضور في الأعمال المعربة فقط، بل لأن العرض يكون مناسباً لهم.
• وأنت؟
- لو كنتُ مقيماً في لبنان وتلقيت عروضاً من شركة «الصبّاح» لكنت وافقت على الفور، لأنني أحب التعامل معها منذ مشاركتي في مسلسل «ما فيي» المؤلف من 120 حلقة، لأننا نجحنا و«كسرنا الدنيا» معاً وربما يتجدد التعاون بيننا عندما أعود إلى لبنان.
• بما أنك قريب من «mbc» ومن الأتراك، كيف تفسر عدم نجاح النسخة التركية من مسلسل «للموت» مع أنه نجح عربياً بأجزائه الثلاثة، بينما حقق مسلسل «المدينة البعيدة» وهو النسخة التركية من مسلسل «الهيبة»، نجاحاً كبيراً؟
- بسبب التوقيت، لأنه عندما يعرض أي عمل جديد في تركيا في الوقت عينه لعرض أعمال أخرى قوية فلن يأخذ حقه.
• أتقصد أن المشكلة ليست في العمل نفسه بل في توقيت عرضه؟
- طبعاً، حتى ان بعض الأعمال التركية لا تنال حقها عندما تعرض في توقيت غير مناسب، ما يتسبب في تفوق أعمال أخرى عليها. وهذا الأمر ينسحب على الدراما الرمضانية. وهناك أعمال لا تأخذ حقها لأنها تعرض في الوقت عينه لعرض أعمال أخرى قوية أحبها الجمهور وتعلق بها. الجمهور لم يعد متطلباً ولا يطلب أعمالاً مبهرة، بل يفضل أعمالاً مسلية وبسيطة ويستطيع أن يكملها ويفهمها في حال غاب عن متابعتها يوماً أو يومين. اليوم، نجاح أي عمل لا يتعلق فقط بالجودة وليست الأعمال الجيدة هي وحدها التي تنجح، بل ثمة عوامل كثيرة تتدخل في نجاح المسلسل، من بينها توقيت العرض، الدعاية وحتى السينما تراجعت كثيراً بما فيها السينما العالمية ولا أعرف ما إذا كان الأمر له علاقة بـ«التريند» أو أن المعايير تغيرت والناس يفضلون البساطة والسرعة في كل شيء. واليوم كل شيء أصبح سريعاً وقتياً وعملياً وكل ما هو غير معقد نفهمه بسرعة.
• وهل تفكر فعلاً بالعمل في الدراما التركية؟
- نعم، ولكن ليس الآن. أريد أن أنهي أولاً «ابنة السفير» ثم أرى ماذا يمكن أن يستجد.
إقرأ المزيد