ساشا دحدوح لـ «الراي»: سألعب منفردةً على المسرح
جريدة الراي -

استطاعت الممثلة اللبنانية ساشا دحدوح أن تلفت الأنظار منذ أول ظهور تمثيلي لها في مسلسل «بيروت سيتي» عام 2018. ثم توالت إطلالاتها، فشاركت في أعمال عدة وبرهنت عن موهبة عالية، وبرزت على نحو لافت عربياً من خلال «النار بالنار» و«لعبة حب».

دحدوح، التي تتحضر حالياً لعمل مسرحي مع زياد نجار هو الأول لها على الخشبة في مسيرتها الفنية، تحدثت إلى «الراي» عن هذه النقلة، كما عن قضايا فنية أخرى في هذا الحوار:

منذ ساعتين

منذ يوم

• ارتبطتِ بعمل مسرحي هو الأول لك في مسيرتك الفنية، فما الذي دفعكِ نحو هذا المجال: هل الهجمة التي يشهدها المسرح أم ندرة العروض التلفزيونية؟

- بعد المسلسل التركي المعرّب «لعبة حب» تلقيتُ الكثير من العروض وليس عرضاً واحداً، إلا أنني اعتذرتُ عنها. وهناك عوامل كثيرة قد تدفع الممثل للقبول أو الاعتذار عن عملٍ ما وبينها فترة تصويره سواء كانت طويلة أو قصيرة، الأشخاص المُشارِكون، وأحياناً وقتي الذي لا يتناسب مع أوقات التصوير.

في الحقيقة كنت قد وقّعتُ في تلك المرحلة على مسلسل «رقصة مع الموت» مع الممثل محمد الأحمد، وبعده انهالتْ عليّ العروض، ولم أعرف كيف أوزع وقتي بين هذا العمل وما يطرح عليّ من عروض. ولكن للأسف قررت الشركة المُنْتِجة إرجاءَ المشروع بسبب الحرب الأخيرة في لبنان، مع أننا كنا أوشكنا على البدء بالتصوير.

بصراحة، هم أرجأوا التصوير أكثر من مرة إلى أن أخبروني قرارهم بالتخلي عن العمل رغم أنه كان جميلاً جداً ونصّه رائعا، ومع أنني لا أعرف أسباب هذا القرار ولكنني أعرف النتيجة. إلى أن تواصل معي زياد نجار وأخبرني أنه سيكتب عملاً مسرحياً خصيصاً لي، ونحن كنا قد التقينا قبْلها، وكان من المفترض أن يجمع بيننا عمل مسرحي، ولكن بسبب ضيق الوقت والالتزامات لم يرَ العملُ النور. هو قال لي «أريد أن أراكِ على المسرح وأن تَجمع بيننا انطلاقتك على الخشبة» وهذا يعني أنه وثق بي ووجد أن هناك إمكانية لوجودي على المسرح وهو اختارَني لمسرحية «سولو» منفردة، أي أنني سأقدّم عرضاً مسرحياً بمفردي ومن دون مشاركة أي ممثل آخر.

• وما الذي وجده زياد نجار فيك ولم يجده في غيرك من الممثلات؟

- وجّهتُ إليه هذا السؤال وقلت له إن الممثل الذي لا يملك أيَّ تجربةٍ في المسرح يمكن أن يشارك في عمل مسرحي يَجمعه بعدد من الممثلين، لكن لماذا قررتَ أن أكون بمفردي في عملك المسرحي؟ فأجابني أن هذه التجربة تشبه تجاربك التلفزيونية مع المُخْرِجين الذين وثقوا بموهبتك. كما أكد لي أن هذه المسرحية لن ترى النور إذا لم أوافق عليها لأنه كتبها خصيصاً لي. وأقول بكل تواضع إنني سأكون على قدر ثقته، لأنني لا أستخفّ بأي عمل أقوم به، سواء عندما شاركتُ في مسلسل «النار بالنار» وفوزي بجائزة أفضل ممثلة لبنانية مُسانِدة عن دوري فيه، أو في مسلسل «لعبة حب» الذي تم ترشيحي عن جائزة أفضل ممثلة في «جوي أوورد»، وهذا لم يأتِ عبثاً، بل كان نتيجة لشغفي بالمهنة وعطائي الصادق الذي يصل إلى الناس. ولذا، سأسخّر كل طاقاتي وجهودي من أجل المسرحية، خصوصاً أنني أبني عليها آمالاً كبيرة كونها تجربة جديدة والحُكْم عليّ سيكون مختلفاً لأنني سأكون على احتكاك مباشر مع الناس.

•... وهذا يعني أنه كانت توجد لديك رغبة بالعمل في المسرح؟

- طبعاً، فأنا لم أذهب إلى المسرح لعدم توافر العروض أو لأن هناك إقبالاً من الممثلين عليه، بل لأنني أعتبر أنه يوجد فنان صغير في قلب كل ممثل وهو يستيقظ بمجرّد أن يمثّل أي دور أو أي شخصية ويدفعه كي يجرب كل أنواع التمثيل، فكيف إذا كان على خشبة المسرح التي كنت أعرف أنني سأصل إليها يوماً ماً، ولكنني لم أتوقع أن يتحقق هذا الأمر خلال فترة وجيزة ومن خلال وقوفي بمفردي على الخشبة. فأنا لم أخض تجارب مسرحية سابقاً ولا تجربة التمثيل بمفردي على الخشبة، وهذا في ذاته استحقاق كبير، وقررتُ أن أخوض هذه التجربة لأنها تصقلني كممثلة.

تجربة التمثيل في المسرح تختلف كلياً عنها في الدراما التلفزيونية، وزياد نجار وأنا نقوم حالياً بكل التحضيرات اللازمة كي نصل جاهزين إلى يوم العرض. ونراهن على هذا العمل كثيراً، كما أن زياد يراهن عليّ كثيراً ويرى أن مكاني هو على المسرح، وثقته بي كبيرة جداً.

وقصة المسرحية تشبه قصة حياتي وتدور حول أمٍّ منفصلة تتولى تربية ابنتها المراهقة، مع ما يرافق هذه التجربة من تخبطات تعيشها كل أم مع ابنة في مثل هذا العمر، أي أن تَجمع بين الدراما والكوميديا والكثير من المحطات الجميلة. ولذلك، أنا متحمسة لها جداً وأراهن عليها كثيراً، عدا عن أنها ستصقلني كممثلة وستتيح الفرصة أمام الجمهور كي يشاهدني مباشرة أمامه، وهذا الأمر مهم ومفيد جداً بالنسبة إليّ.

• أنتِ غائبة عن الدراما الرمضانية منذ ثلاثة مواسم؟

- قبل موسمين كنت أصوّر مسلسل «لعبة حب» في تركيا، كما أنني لم أكن حاضرة في الموسم الماضي ولم أشارك في أي عمل رمضاني بعد مسلسل «النار بالنار» الذي حقق نجاحاً كبيراً وقدّمتُ فيه ثنائية جميلة. لكن تربطني علاقة طيبة بشركة «الصبّاح»، والقيّمون عليها أصبحوا مثل عائلتي، وفي الأساس تربطني علاقة طيبة بالجميع وأنا صادقة في ما أقوله.

• عادةً يكون الجواب التقليدي عند غياب الممثلين عن الدراما أنه لا يوجد في لبنان سوى شركتيْ إنتاج وهما تُنْتِجان عملين فقط، ولذلك لا يمكن استيعاب كل الممثلين فيهما، فهل هذا الكلام مُقْنِع، خصوصاً أن بعض الوجوه تتكرر دائماً في أعمالهما؟

- لا يمكن أن نضع أنفسنا مكانهما وأن نعرف ما متطلبات السوق وكيف يتم التسويق ومن هم النجوم الذين تطالب بهم المحطات، ولكن إذا نظرْنا إلى الصورة العامة نجد أن هناك توجهاً لديهما لإنتاج مسلسلات سورية خالصة ومسلسلات لبنانية خالصة، ولا وجود للأعمال المشتركة. والمسلسل المشترك الوحيد هو الذي ستنتجه شركة «الصبّاح» والذي يجمع بين نادين نجيم وظافر العابدين. وأنا أعتبر أن هذه الخطوة إيجابية جداً لأنها تشجع الشركات الأخرى على الإنتاج هي أيضاً.

ومثلاً، العمل المشترك الذي كان من المفترض أن يجمع بيني وبين محمد الأحمد كان من إنتاج إحدى الشركات الكويتية، وهذا يعني أن كل شركة إنتاج أصبحت تراهن على الدراما المشتركة أو الدراما اللبنانية أو الدراما السورية، وهذه خطوة إيجابية تصبّ في مصلحة الدراما المحلية، ولكنها تحتاج إلى وقت ونَفَس طويل وصبر.

• هل انتهتْ، في رأيك، موضة الأعمال السورية - اللبنانية المشتركة؟

- هي ليست مجرد موضة، ونحن تعوّدنا على الأعمال المشتركة وصبّتْ في مصلحة الممثل اللبناني والممثل السوري على حد سواء، مع أنني لا أميّز بين الممثلين وجنسياتهم، بل أعتبر أنه يوجد في لبنان ممثلون نفتخر بهم وكذلك ممثلون سوريون نفتخر بهم. وأنا شخصياً تعاملت مع نخبة كبيرة من المخرجين والممثلين السوريين، ولا شك أن الأعمال المشتركة ستعود إلى الشاشات لاحقاً، وما يحصل اليوم ليس سوى مرحلة موقتة تمرّ بها الصناعة الدرامية.

مثلاً، تحدثتُ مع الممثلة شكران مرتجي وأعلنتُ عن رغبتي في أن نعمل معاً، فقالت «كيف؟» وفي رأيي لابد أن نعود ونلتقي في أعمال مشتركة مستقبلاً. أحياناً، تكون الظروف خارجة عن إرادة الممثل، وكل ما هو مطلوب مني كممثلة أن أركز على تطوير نفسي وتجربتي ولابد وأن تأتي الفرصة المناسبة. ويفترض بي كممثلة أن أثق بنفسي أولاً كي يثق الآخرون بموهبتي، وأنا واثقة بنفسي كثيراً وأعرف أنني أملك القدرات والإمكانات. وحالياً يأخذ المسرح الكثير من وقتي لأنه تجربة جديدة كما أنها ليست سهلة على الإطلاق. ونحن نعمل على المسرحية منذ الآن ونحاول قدر المستطاع تحضير أنفسنا جيداً استعداداً للعرض.

• ألم يأتِكِ أي عرض للمشاركة في مسلسل تركي معرّب بعد «لعبة حب»؟

- عندما ينجح الممثل في عمل ما ثم يبتعد عن الشاشة أو أنه لا يقدّم من بعده أعمالاً كثيرة، فهذا لا يعني أبداً أنه لا يريد أن يعمل أو لم تأته عروض، بل إن العروض التي وصلتْني بعد «لعبة حب» كانت كثيرة ولكن توقيتها لم يكن مناسباً لي حينها.

وبالنسبة إلى الأعمال التركية المعرّبة، فإن القيّمين عليها ينتجون عملين سنوياً فقط، ووجودي فيها ليس شرطاً لأن الشخصية قد لا تكون مناسبة لي فيختارون ممثلة أخرى تناسبها الشخصية أكثر مني.

لا توجد مشكلة شخصية بيني وبين أحد، بل أنا مقرّبة من الجميع وأحترم عملي كثيراً، كما أنني منفتحة على كل العروض، وعندما تأتي الفرصة المناسبة للعمل في تركيا لن أرفضها أبداً، لأن التجربة كانت ممتعة جداً هناك، كما أنني ألتزم بالعمل إلى أقصى الحدود وأُجنّد نفسي له. وأنا منفتحة أيضاً على العروض التي تصل من داخل لبنان أو خارجه. وإذا لم تسنح لي الفرصة للمشاركة في أي عمل في هذا الموسم، فلا شك أنها ستسنح في المواسم المقبلة، والأعمال لن تتوقف وأنا متفائلة جداً.



إقرأ المزيد