جريدة الأنباء الكويتية - 10/20/2025 10:26:10 PM - GMT (+3 )

يصل إلى البلاد اليوم الثلاثاء الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الصديقة والوفد الرسمي المرافق له في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات رسمية مع صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.
وأعلنت الرئاسة التركية أن زيارة الرئيس أردوغان تأتي ضمن جولة خليجية تشمل الكويت وقطر وسلطنة عمان تلبية لدعوة قادة الدول الثلاث خلال الفترة من 21 إلى 23 الجاري.
وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران أمس الإثنين في تدوينة على منصة «إن سوسيال» التركية للتواصل الاجتماعي إن الجولة ستشهد بحث العلاقات الثنائية بأبعادها كافة وسبل تطوير التعاون القائم بين أنقرة والكويت والدوحة ومسقط إضافة إلى عقد مشاورات حول التطورات الإقليمية والملفات الدولية.
وأضاف دوران أنه من المقرر أيضا توقيع اتفاقيات مختلفة على هامش الجولة مع مسؤولي البلدان الثلاثة بهدف ترسيخ أرضية العلاقات الثنائية.
هذا، وتشهد العلاقات الكويتية - التركية تطورا مطردا عاما بعد آخر، تنفيذا لتوجيهات القيادات الحكيمة في البلدين الصديقين وحرصهم المتبادل على تعزيزها في جميع المجالات والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتستند العلاقات الكويتية - التركية التي تمتد لستة عقود، إلى أسس متجذرة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون الوثيق واستثمار الصلات الثقافية والتاريخية والدينية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين في تعزيز أواصر تلك العلاقات وترسيخها.
وعلى مدار العقود الماضية شهد البلدان زيارات مستمرة لكبار المسؤولين فيهما توجت بزيارات للقيادات الحكيمة في كلا البلدين، فضلا عن تشكيل لجنة مشتركة وتوقيع اتفاقيات كثيرة في مختلف المجالات، ففي 7 مايو عام 2024 زار صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد تركيا في زيارة دولة استعرض خلالها سموه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين وسبل دعم وتنمية الشراكة القائمة على كل الأصعدة بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وفي تلك الزيارة قلد الرئيس التركي صاحب السمو الأمير «وسام الدولة» الذي يعد أرفع وسام يتم منحه لرؤساء الدول تقديرا للجهود التي تبذل في تعزيز العلاقات الثنائية والروابط بين البلدين.
وشهدت الزيارة توقيع 6 اتفاقيات ثنائية شملت عقود شراء الصناعات الدفاعية وإنشاء حوار إستراتيجي مشترك والتعاون في مجال المناطق الحرة والرعاية السكنية والبنية التحتية وتشجيع الاستثمار وإدارة الكوارث والطوارئ.
وصدر في ختام الزيارة بيان مشترك أكد فيه الرئيس التركي دعم بلاده سيادة دولة الكويت وسلامتها وأمنها الإقليمي وضرورة استمرار الاتصالات بين البلدين بشكل وثيق على كل المستويات، معربا في الوقت نفسه عن تقديره للجهود الحميدة للكويت ودورها الإنساني الريادي إقليميا ودوليا ومواقفها وسياساتها المتزنة الهادفة إلى تحقيق الازدهار للشعوب وتقريب وجهات النظر. وأشاد الجانبان في البيان بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات التجارية والاقتصادية وآلية التعاون الثنائي فيه بما يتضمن حجم التبادل التجاري بين البلدين ونشاط الهيئة العامة للاستثمار الكويتية في تركيا إضافة إلى استثمارات الشركات التركية المباشرة في الكويت. وزار الرئيس التركي البلاد في 7 أكتوبر عام 2020، حيث اجتمع مع سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد - طيب الله ثراه - وقدم واجب العزاء في وفاة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه.
وفي 22 سبتمبر الماضي التقى ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الرئيس التركي على هامش أعمال اجتماعات الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واستعرض سموه معه العلاقات الوطيدة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.
ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى مايو عام 1964، فيما بدأت العلاقات الديبلوماسية عام 1969 عندما وقع الطرفان اتفاقية لإقامة علاقات ديبلوماسية أعقبها تبادل افتتاح السفارات في البلدين عام 1970.
وخلال العقود الستة الماضية برزت تركيا شريكا حقيقيا في الأوقات الحرجة التي شهدتها الكويت، لاسيما خلال الساعات الأولى للغزو العراقي للبلاد حين نددت تركيا بذلك العمل الهمجي، معلنة تضامنها مع الكويت للمطالبة بعودة السيادة والاستقلال إليها.
وعقب تحرير الكويت عام 1991 شهدت العلاقات الثنائية تطورا لافتا، لاسيما بعد زيارة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - طيب الله ثراه - إلى أنقرة في نوفمبر 1991 التي أعرب خلالها عن تقدير الكويت وامتنانه الشخصي لموقف تركيا من الغزو العراقي وتضامنها مع الحق الكويتي.
وكان للكويت مواقف داعمة ومساندة لتركيا، لاسيما حين شهدت في منتصف يوليو 2016 محاولة انقلاب فاشلة استهدفت السيطرة على مؤسسات الدولة فكانت الكويت في مقدمة الدول التي دعمت تركيا وحكومتها المنتخبة ديموقراطيا.
وفي عام 1983 وقع البلدان اتفاقية للتعاون الاقتصادي والصناعي والفني أثمرت تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة للتعاون الاقتصادي عقدت عدة اجتماعات بالبلدين في وقت يرتبط فيه البلدان باتفاقية لتشجيع الاستثمار وحمايته منذ عام 1988.
وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي بمختلف المجالات، عقدت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين اجتماعها الأول في 24 أكتوبر 2013 بالكويت، فيما عقدت آخر اجتماعاتها في 8 أبريل عام 2021 بالكويت.
وتشارك الكويت في اجتماعات آلية الحوار الإستراتيجي التي أنشئت بين تركيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربي في 2 سبتمبر 2008 لتعزيز العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات.
ويرتبط البلدان بنحو 68 اتفاقية تشمل كل مجالات التعاون لاسيما على صعيد الاستثمارات الكويتية في تركيا التي تأتي تنفيذا للرؤية التنموية للكويت الهادفة إلى بناء قوة استثمارية إقليمية مع الاقتصادات المتقدمة والمستدامة.
وفي مجال الدفاع يرتبط البلدان باتفاقيات عدة كان من نتائجها إعلان وزارة الدفاع الكويتية في يونيو 2023 التعاقد مع تركيا لتوريد منظومة طائرات بدون طيار من طراز (بيرقدار TB2) بقيمة 367 مليون دولار بهدف تعزيز القدرات الدفاعية للجيش الكويتي.
وشهد شهر يوليو الماضي دخول طائرات بيرقدار المسيرة الخدمة في الكويت لتعكس تلك الخطوة التزام وزارة الدفاع بتسخير أحدث الابتكارات والتقنيات العالمية لخدمة منظومة الدفاع وتوفير الإمكانات الحديثة التي تسهم في حماية حدود وأجواء الكويت وصون مقدراتها.
وفي فبراير عام 2023، سارعت الكويت إلى إرسال مساعدات عاجلة إلى تركيا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق عدة فيها وأطلقت حملة إغاثة عاجلة بتوجيهات سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه.
وأسهمت الكويت في أغسطس عام 2021، في إطفاء الحرائق التي اندلعت في مناطق عدة بتركيا وأهدت إلى الجهات المعنية فيها 6 آليات ولوازم متطورة للمكافحة والسيطرة على كل أنواع الحرائق.
وطوال الأزمة السورية التي بدأت عام 2011 واستمرت حتى ديسمبر عام 2024 أسهمت الكويت بشكل كبير في تخفيف العبء عن الحكومة التركية التي لجأ إليها نحو 3 ملايين سوري من خلال استضافتها مؤتمرات المانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية والمساعدات الإنسانية لهم وافتتاح مشاريع عديدة عبر المؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية.
إقرأ المزيد