«ليوان البيت» و«غرابيل»... بين الهروب والاستبداد
جريدة الراي -

شهد مهرجان «باك ستيج» المسرحي في دورته الثانية مجموعة من العروض اللافتة، كان آخرها مسرحية «ليوان البيت» التي قُدمت على خشبة مسرح نادي السالمية – صالة الكاراتيه، بالإضافة إلى مسرحية «غرابيل» التي عُرضت على مسرح دار المهن الطبية بالجابرية.

«صراع الواقع»

منذ 22 دقيقة

منذ يوم

وشاركت في مسرحية «ليوان البيت» مجموعة من الطاقات الشبابية في أولى تجاربها المسرحية، وهو ما يسعى إليه المهرجان من خلال تشجيع المواهب الجديدة وتقديم مسرح مختلف بروح شبابية.

فقد تناولت المسرحية أحداثاً درامية مليئة بالتساؤلات حول إمكانية الهروب من الواقع، من خلال شخصية «بروك» الذي عاش طفولة قاسية في ظل أبٍ ظالم وواقعٍ مرير، ووصمة اجتماعية مؤلمة حين كان يُنادى بـ«ابن الخدامة» بسبب عمل والدته في بيوت الجيران.

وتتصاعد الأحداث مع معاناته وصراعاته الأسرية والعاطفية، حتى يتحوّل قلبه الطيب إلى قسوة وانتقام بعد وفاة والدته، بتأثير قرينه الذي يدفعه للثأر واستعادة كرامته.

المسرحية سلّطت الضوء على مجموعة من القضايا الإنسانية والاجتماعية مثل صراع القلب والعقل في الحب، والفوارق الطبقية، وتحول الطيبة إلى حقد حتى بين أقرب الناس.

العمل من تأليف وإخراج مريم علي سلطان، وتولى بطولته كل من علي السدرة، ليل، بشرى العماني، عبدالعزيز الظفيري، عبدالكريم الملا، يوسف بورباع، فواز السليم، وغيرهم من المشاركين في الاستعراضات.

«دراما نفسية»

في دار المهن الطبية، عُرضت مسرحية «غرابيل»، المقتبسة عن رواية «للموت وإليه راجعون».

العرض حمل طابعاً درامياً مكثفاً، وهو من تأليف عبداللطيف الياقوت، وإخراج علي حسين أكبر، بمساعدة المخرج بدر الشمري، والمخرج المنفذ شهد محمد، وبمشاركة نخبة من الفنانين، بينهم فاطمة الطباخ، شبنم خان، يعقوب حيات، ضاري النصار، فراس السالم، إلى جانب الأطفال محمد الشمري، عامر أبل، وشيخة الشمري.

وتبدأ القصة في ليلةٍ خالية من ضوء القمر، حيث يُقتل الإخوة الثلاثة زينب وصالح ونبيل، بعد أن فقدوا السيطرة على مشاعرهم تجاه والدتهم «بيبي»، الإعلامية الشهيرة التي لطالما استغلت شهرتها في فضح الناس، وظلمت أسرتها قسوةً واستبداداً.

وتكشف الأحداث أن ظلمها دفع أبناءها لارتكاب جريمة قتلها، فيما تعود روحها الشريرة لتطاردهم وتبرر قسوتها بأن ماضيها المظلم وزواجها المبكر من رجل يكبرها كثيراً، جعلاها تظن أن القسوة طريق التربية الصحيح.

كما تتصاعد المواجهة النفسية بين الأم وأبنائها حتى تنكشف خفايا الجريمة على يد المحقق، في لحظةٍ تمزج بين الرعب والدراما الإنسانية العميقة.

وقد نجح العمل بفضل الأداء القوي للفنانين، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية والموسيقية التي أبدع فيها جاسم العبدالسلام، والديكور المتميز الذي صممه عبدالوهاب الهزيم ونفذه فريق فني بقيادة عبدالعزيز الشطي، صالح بوناشي، سليمان بن صالح، زينب القصار، وعائشة السعد.

كما كانت الإضاءة من أبرز عناصر التميز في العرض، وهي من تصميم الفنان سالم الجسمي، حيث أضفت أجواء درامية سوداوية متقنة على مشاهد الصراع النفسي.



إقرأ المزيد