جريدة الراي - 11/4/2025 10:03:22 PM - GMT (+3 )
أكدت الشيخة ألطاف سالم العلي، المؤسسة والرئيسة الفخرية لجمعية «بيت السدو»، أن الحفاظ على التراث الثقافي، خصوصاً الحرف والفنون التقليدية، مشروع ثقافي وطني يفيد على التكيف الصحيح مع المتغيرات المعاصرة السريعة ويعزّز الهوية الثقافية. وأشارت إلى أن القيادة الحقيقية في أي مبادرة أو عمل تقوم على التواصل والإلهام بقيم ومعاني الاجتهاد والإنجاز في العمل، لافتة إلى أنها ترى عملها الأكاديمي والثقافي مرتبطاً كثيراً بتلك القيم والمعاني.
جاء ذلك في إطار حلقة حوار برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي، الذي تنظمه أكاديمية «لابا» للفنون التابعة لمؤسسة «لوياك»، شارك فيها مجموعة من المتدربين من الكويت ولبنان، بإدارة الإعلامية اللبنانية رانيا برغوت.
بداية، تحدثت الشيخة ألطاف الصباح عن النساء اللواتي أثّرن في حياتها، فذكرت جدتها وعمّتها شيخة رحمَهُما الله، واصفةً إياهما بالنساء المستنيرات اللاتي زرعن فيها حب العلم والانفتاح، مشيرة إلى أن المجتمع الكويتي في الخمسينات والستينات كان نابضاً بالحيوية ومفتوحاً على الثقافات العربية، وقد شجعت جدتها والدها على إرسالها إلى لبنان لمواصلة تعليمها، حيث درست في بيروت حتى نالت الماجستير من الجامعة الأميركية عام 1975.
وأوضحت أنها تخصّصت في علم الإنسان، ثم أكملت الماجستير في علم الإنسان الاجتماعي، ما منحها فهماً أعمق للثقافة والمجتمع وعلاقتهما بالتراث. وأكدت أن دراستها الأكاديمية وشغفها بالنسيج منذ الطفولة مكّناها من تطوير حرفة السدو وتحويلها من تراث مهدّد بالاندثار إلى فن حيّ يعبّر عن هوية ثقافية متجددة.
كذلك، أوضحت أن القيادة الحقيقية تقوم على الإلهام المستمد من القيم والاجتهاد في العمل، وأن مسيرتها الأكاديمية والاجتماعية سلسلة من الدروس والمعاني. وأكدت أن الحداثة لا تتعارض مع التراث، بل تتكامل مع جذوره الأصيلة القائمة على الحمية والإيثار والتراحم، وهي قيم تمنح الإنسان توازناً في زمن المتغيرات السريعة، مشيرة إلى أن الكويت بُنيت على أسس إنسانية راسخة منحتها القدرة على التطور والتأقلم.
وبيّنت في حديثها أن العقبات جزء طبيعي من أي عمل، واستذكرت ما واجهه مشروع السدو بعد الغزو من تحديات، موضحة أن إيمانها بأهمية المشروع دفعها للتعاون مع خبراء دوليين في مجال الحرف، ما أسفر عن تأسيس إطار علمي مستدام بالتعاون مع جامعة الكويت أسهم في قيام «جمعية السدو الحرفية».
كما أشارت إلى أن تطور الحرف والفنون يقوم على ركيزتين أساسيتين: المحافظة على الأصالة، والقدرة على الابتكار، مستذكرة تعاونها عام 1989 مع الفنان سامي محمد لتقديم رؤى فنية جديدة لحرفة السدو، ثم تطوير برنامج «سدي» عام 2015 الذي دمج التعليم الفني بالحرفة التقليدية، ما منحها حياة جديدة واعترافاً دولياً تُوّج بتسجيلها في قائمة «اليونسكو».
وأعربت عن فخرها بما حققته جمعية «بيت السدو» بقيادتها الشابة الجديدة برئاسة ابنتها الشيخة بيبي دعيج الجابر، التي أطلقت مشاريع مبتكرة مثل مشروع «صوف».
إقرأ المزيد


