جريدة الراي - 11/6/2025 10:08:24 PM - GMT (+3 )
اختتمت أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية – «لابا» فعاليات ورشة «نفيش» المسرحية في دورتها الأولى في مقر المدرسة القبلية مساء الأربعاء، بعد مرور خمسة أسابيع من التجربة الفنية المليئة بالإبداع والحماس، والتي جمعت ما بين الكتابة المسرحية والأداء التمثيلي والإخراج، ضمن رؤية تهدف إلى صقل مواهب الشباب ودفعهم نحو مسار احترافي في عالم المسرح.
حضر الحفل الختامي العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد السليم، إلى جانب عدد من المهتمين والمبدعين في الشأن الفني، الذين تفاعلوا مع العروض الأربعة التي قدّمها المشاركون نتاجاً لتجربتهم في الورشة.
الورشة جاءت تحت إشراف كل من الروائي إبراهيم فرغلي، والمخرجة والفنانة شيرين حجي، والمخرج والفنان مصعب الفيلكاوي، الذين قادوا المشاركين في رحلة مسرحية متكاملة، تعلّموا فيها كيف تتحوّل الفكرة إلى نص، والنص إلى عرض ينبض بالحياة فوق الخشبة.
وقبل بدء العروض المسرحية في الحفل الختامي الذي قدّمه الشاب مهنا الرشيدي، ألقت رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لـ«لوياك» فارعة السقاف كلمة ارتجالية قالت فيها: «الدراما لا تُغني عن المسرح أبداً الذي سيبقى أبوالفنون، لقد تمسكنا بثقافة المسرح وبالمسرح الجاد، كما تمسكنا بدورنا في دعم الشباب ولم نتخلَّ عنهم رغم كل التحديات، لأن ما نقوم به تجاههم هو واجب منذ انطلاقة (لوياك) وحتى اليوم، أي بعد مرور خمسةٍ وعشرين عاماً، وسنظل بإذن الله حريصين على استمرار هذه التجربة بدورات مقبلة من (نفيش) في السنوات القادمة».
«أفكار تنبض بالحياة»
شهد الحفل تقديم أربعة عروض مسرحية قصيرة، أبدع المشاركون في تأليفها وإخراجها وتمثيلها، حيث اعتمدت جميعها على المسرح الفقير والتجريدي، وهو الاتجاه الذي يركّز على قدرة الممثل على تجسيد الفكرة من خلال الأداء والحركة بعيداً عن الزخارف والديكور، ليصبح الجسد والنص محور التجربة المسرحية.
ففي مسرحية «ظلال»، من تأليف غزاي المطيري وإخراج مشترك مع أحمد العامر، طُرحت قضية سلطة الأب وفكرة حرية الإنسان والفردية، في معالجة إنسانية كشفت التناقض بين الحب والسيطرة، وبين الطاعة والرغبة في التحرّر.
أما مسرحية «السجناء»، من تأليف وإخراج أحمد العامر، فحملت رؤية أكثر تجريداً، تناولت الحرية كحالة ذهنية قبل أن تكون واقعاً ملموساً، فكل قيدٍ في الحياة يبدأ من داخل الإنسان نفسه.
في حين قدمت «همس الجنون»، من تأليف أحمد الحسن وإخراج خالد الزيد، كوميديا ذكية توازن بين السخرية والعمق، كاشفة عن الفوارق الطبقية ومفهوم الحرية من منظور ساخر، لكنه لاذع في معانيه.
وفي «أرغو»، من تأليف خالد الزيد وإخراج عمر العتيبي، تم الغوص في علاقة الإنسان بذاته وكيفية تحرره من نظرة الآخرين له، في طرح فلسفي يجمع بين العبث والبحث عن المعنى.
ورغم أن كل عرض لم يتجاوز خمس عشرة دقيقة، فإنها دقائق كثيفة بالمعنى، عالية بالطاقة، صادقة في الأداء، أثبتت أن الفكرة حين تُمسك بخيطها الأول يمكن أن تتحوّل إلى عرض متكامل مهما كانت الإمكانات بسيطة.
وفي الختام، تم تكريم المشاركين والممثلين تقديراً لجهودهم وإبداعهم طوال فترة الورشة.
إقرأ المزيد


