يُواصل مهرجان المونودراما الدولي في دورته الثامنة عروضه بنجاح كبير على مسرح المتحف الوطني، إذ يشهد تنوّعاً بالطروحات الإنسانية والاجتماعية، وتجلّى ذلك في اليوم الثاني من العروض الرسمية، والتي جاءت بأفكار وعناوين مختلفة، وهي «في سوق المنامة» من البحرين، و«قلم أحمر» من العراق، و«يوميات كلب مقهور» من جنوب أفريقيا.

«التمسك بالتراث»

فقد جاء العرض البحريني «في سوق المنامة» ليدعو إلى الحفاظ على التراث والتمسك به، بصفته عنصراً مهماً يجب أن يبقى شاهداً على الماضي، وما قام به الآباء والأجداد من جهود في سبيل تطوير الوطن.

واختار العرض «سوق المنامة»، كرمز للتراث، مع الإسقاط على بعض الظواهر التي يجب أن يتخلّص منها أيّ مجتمع، مثل «التطبيل»، أي النفاق والمظاهر الكذابة، والضعف.

«لعبة الإرهاب»

وفي عرض «قلم أحمر» من العراق، كان المشهد أكثر سوداوية، إذ يتحسّس العرض معنى الحلم والمسافة الفاصلة بين الحياة واللا حياة، عندما يتحوّل الرصيف إلى شاهد عيان للعديد من القصص والمآسي القاسية للعبة الإرهاب، التي تسعى جاهدة لإنهاء كل ما هو جميل والقضاء على الأمل. فالعمل يرصد تلك اللحظة الفاصلة، ما قبل التفجير وبعده.

«التمييز العنصري»

في حين كان عرض «يوميات كلب مقهور» من جنوب أفريقيا، شديد الخصوصية، إذ يسخر من التمييز العنصري بأقصى درجات التعبير، بعدما ينفجرالممثل، عبر صرخات كلب وآهات محبوسة لصوت مسجون، بشكل غير مسموع، وفي الوقت نفسه، هو شديد الطرق على الوعي البشري المفقود، وسط التحول الحيواني، إذ إن هناك تنازعاً إنسانياً، فالشخصية ذات تجويف خاوٍ، تسقط في هوة اللغة وسط حالة من التيه بين الإنسان والكلب.