جريدة الأنباء الكويتية - 11/13/2025 11:51:11 PM - GMT (+3 )
مفرح الشمري
من العروض المميزة في مهرجان الكويت الدولي للمونودراما بدورته الثامنة، عرض المسرحية البحرينية «في سوق المنامة» من انتاح فرقة مسرح جلجامش وتأليف واخراج جمال الصقر وتمثيل عبدالله سويد، مسرحية طالبت بالمحافظة على الاماكن التراثية التي تعتبر لأي بلد تاريخا وحضارة مهما كانت المغريات، هذه المطالبة جاءت غير مباشرة من خلال نص مسرحي مكتوب بإحكام من خلال قصة خياط شعبي في سوق المنامة جسده باقتدار الممثل عبدالله سويد ليروي للحضور معاناته مع من يريدون ان يطردوه من هذا السوق، ومن يريدون ان يستغلوا لكي «يطبل» لهم مستغلين حاجته، وعلى الرغم من تلك المغريات واجه هذا الخياط الكل، ولكن بالاخير ابلغوه بأن دكانه آيل للسقوط ويجب عليه ان يتركه.
على الرغم من فكرة المسرحية البسيطة إلا انها قدمت للحضور العديد من الوقائع التي نراها في حياتنا خصوصا عندما تواجه أشخاصا يستغلون من آخرين من اجل ان يحافظوا على لقمة عيشهم، فتراهم ينافقون ويكذبون حتى يرضى عليهم «معازيبهم» وبعد ذلك تنتهي صلاحيتهم!
ألم وأمل
المسرحية العراقية «قمر أحمر» التي أخرجها علي السعيدي وأنتجتها نقابة الفنانين العراقيين، حملت بين أحداثها ألم الفقد، وأمل الولادة من جديد، وذلك من خلال أداء متقن من بطلتها الممثلة كاثرين هاشم التي جسدت العديد من الشخصيات على خشبة المسرح لتوصيل رسالة المسرحية التي تنبذ الارهاب، حيث جسدت الابنة، الأم الثكلى، الأم المتوفاة، المثقف الفقير، بأسلوب يجبرك على التصفيق لها لما تمتلكه من قدرات فنية لتوصيل معاناة أولئك بذكاء للمتلقي وما تعرضوا له بعد حادثة انفجار الكرادة عام 2016.
المسرحية مأخوذة من رواية للكاتب العراقي جمال حيدر والتي حملت عنوان «شموع على أرصفة الكرادة»، نجح فريق عمل مسرحية «قمر أحمر» في تحويلها إلى عمل مسرحي ليكون شاهدا على قذارة الارهاب.
واقع مرير
الممثل مشعل العيدان في مسرحية «عرچوب» لفرقة مسرح الخليج العربي، اثبت انه من الممثلين الشباب الذين يعرفون من «أين تؤكل الكتف»، ورغم إخراجه وإعداده للعرض إلا أنه تميز بتوصيل رسالته بطريقة ذكية أبهرت الحضور في مسرح متحف الكويت الوطني الذي يحتضن عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الثامن.
قدم العيدان من خلال هذا العرض المأخوذ عن نص «رحلة حنظلة» للراحل سعدالله ونوس، الكوميديا السوداء بأسلوب ساخر عن الواقع المرير الذي عاشه المهرج المسالم «عرچوب المعرجب»، فبعد تميزه بالفقرات التي يقدمها، انقلبت حياته رأسا على عقب لتتوالى عليه المشاكل الذي يقف عاجزا عن حلها، رغم محاولاته العديدة واستعانته بالكثير من المسؤولين والمنفذين وحتى السحرة، ولكن دون فائدة.
ما جسده العيدان من شخصيات على خشبة المسرح استحق عليه التصفيق من الحضور الذين تفاعلوا مع حكايته بشكل كبير، لأنها يوميات يعيشونها بالواقع!
إقرأ المزيد


