إيلي العليا لـ «الراي»: جورج وسوف استعاد... ألقه
جريدة الراي -

تعكس حفلات «الجمهور يغنّي» رؤية المايسترو إيلي العليا لجعْل الموسيقى أكثر تواصلاً مع الناس العاديين، ليس فقط كمستمعين، بل كمُشارِكين. ويحظى هذا المشروع بنجاح كبير يَضمن استمراريته وامتداده إلى خارج لبنان.

ويتميز مشروع «الجمهور يغنّي» بتنظيم جيد جداً: تمارين، بروفة، ضبط صوت، اختيار أغاني من الجمهور وحرية غناء.

منذ 51 دقيقة

منذ يوم

ومن الناحية الفنية، يدمج المشروع بين قيادة المايسترو والروح الجَماعية للمستمعين، ومن الناحية التسويقية، هو «مشروع مبتكر» ويؤكد على علاقة المايسترو إيلي العليا بجمهوره.

• كيف تتحدث عن حفلات «الجمهور يغنّي» المنتشرة في أكثر من بلد وتحصد نجاحاً كبيراً؟

- هي متنفس للترويح عن النفس والتسلية والترفيه والتعرّف على أناس جدد والاجتماع معاً في مكان معيّن وسط أجواء فنية معينة. هي فكرة عالمية يترجمها كل شخص بطريقة معينة، وأنا أنفّذها بطريقه تشبهني ووفق معايير معينة، ولذلك أقول إن ترجمتها تختلف بين شخص وآخر.

• وما الذي يميّز حفلاتك كقائد أوركسترا؟

- الناس يتقبّلون طلباتي وينفّذونها، والاختلاف بيني وبين غيري يكمن في نوع الأغاني وكيفية تقدميها، فأنا أوزّع الفقرات بين الناس وبين الفرقة الموسيقية، كما توجد فقرة خاصة بالجمهور بحيث يختار الأغنية ونحن نعزفها مباشرة كي أؤكد أن الفرقة التي تعزف معي محترفة، وثانياً كي يعيش الناس حالة معينة يتعرّفون من خلالها كيف نحضّر البروفات مع الفنان، فيَسمعون على الميكروفون كيف أتحدث مع الموسيقي وماذا أطلب منه كي نقدم الأغنية.

• اللافت أن الجمهور في حفلات لبنان أو الحفلات التي تقام في الخارج يواكب الموسيقى غناءً في شكل جيد ومن دون أخطاء ويكون أفضل من بعض الفنانين؟

- لكن الهدف من هذه الحفلات ليس المقارنة بينها وبين حفلات الفنانين المحترفين.

• أنا أنقل ملاحظاتي فقط...؟

- هذا يدلّ على أننا نختار الأغاني في شكل صائب. لكن الهدف الأهمّ من هذا المشروع هو التأكيد على عظمة أغان عمرها 40 و50 عاماً يغنيها الناس بهذه الروعة، وأيضاً التأكيد على عظمة صنّاعها من شعراء وملحّنين. وبسبب سرعة الحياة أصبح الإنسان يملّ كل شيء، وأنا أضيء في حفلاتي على أعمال تَحمل قيمة فنية كبيرة جداً لأن صنّاعها صنعوا هوية لبنان الفنية، وهو ما يؤكد أهمية الفن ودور الأغنية والدراما في إيصال اللهجة اللبنانية وانتشارها في الخارج، تماماً كما هي حال اللهجة المصرية التي نفهمها كلبنانيين من خلال الأغاني والأفلام المصرية التي اكتسحت العالم العربي كله، وهذا يعني أن الفن هو واجهة البلد. الفنان الجيد لا يموت، وأكبر دليل أن الناس يغنون أعماله بحب وشغف بعد 50 عاماً.

• وهل يقتصر المحتوى الذي تقدّمه على الأغاني اللبنانية؟

- بل أعزف أيضاً أغاني مصرية ولبنانية وخليجية والجمهور يرددها عن ظهر قلب.

• وبفرح عارم...

- أقدّم هذه الحفلات لسببين، الأول لأنني أعتبرها إضافة لي والثاني لأن الناس متعَبون وهذه الحفلات هي بمثابة علاج لهم.

• وربما الناس كانوا يحبون أن يكونوا فنانين ولكن الظروف لم تسمح بذلك؟

- كلا، من المؤكد أنهم ليسوا جميعاً يحبون احتراف الغناء، بل هو إحدى طرق التعبير عند الناس.

• هل تشجع على التوسع في هذا النوع من الحفلات كعلاج للناس؟

- هذا الأمر يتوقف على المحتوى الذي يُقدَّم وطريقة تقديمه، وعندما أقدم حفلاً بأغان معينة ثم حفلاً ثانياً في مكان آخَر، فلا بد من تغيير بعض الأغاني كي أشعر بأنني أقدم حفلاً جديداً ومختلفاً، لأن هناك عدداً كبيراً من الناس يحبون حضور هذه الحفلات ويجب ألا نسمح بأن يشعروا بالملل.

• هل يمكن القول إن هذه الحفلات تحقق النجاح أكثر من حفلات الفنانين؟

- لا يمكن الربط بين المسألتين. كل فنان لديه مملكة تَعِبَ من أجلها وحافظ عليها، وكل نجم لديه مساحته الخاصة. نحن اليوم في عصر الأفكار، والحفلات التي يغني فيها الناس هي إحدى الأفكار الجديدة التي يمكن أن تنجح وقد لا تنجح، ولكنني موفّق فيها.

• كم عدد الحفلات التي أحييتَها حتى الآن؟

- 12 حفلاً، كما أحييت حفلاً ضمن فعاليات «مهرجان جرش» وحفلات أخرى في كندا وجنيف وباريس.

• ظهرتَ مع ملحم زين وكارلوس وعابد فهد في الحلقة التي استضافت فيها أنابيلا هلال الفنان جورج وسوف، فهل تربطك علاقة وطيدة بالفنانين، خصوصاً بالوسوف؟

- بطبيعة الحال أنا موجود معه على المسرح وأقود الفرقة الموسيقية.

• ولكن تبدو مقرباً منه كثيراً وكأن علاقتكما تتخطى حدود المحبة؟

- أعمل بهذه الطريقة مع الجميع، وتربطني علاقة صداقة بكل فنان أشتغل معه، وهي لا تقتصر على الحضور معه في الحفل والعزف ثم مغادرة المسرح، بل أنا إنسان حساس ويجب أن أحب الفنان الذي أعمل معه وأن يحبني هو أيضاً ويطلبني لحفلاته، وأنا أجتهد كي لا أفقد هذه الناحية وأن تتخطى علاقتي بالفنان حدود المصلحة.

• وكأن صوت الوسوف تحسن إلى حد كبير واستعاد الكثير من ألقه؟

- طبعاً، لأن وضعه الصحي في تَحَسُّن مستمر، وهو قال إنه كان يعاني مشكلة في الأوتار الصوتية ولكنها زالت وبدأ يستعيد عافيته ويعمل على تخفيف وزنه. ولا شك أن كل هذه الأمور تؤثر إيجاباً وتساعد كثيراً في تجدُّده وهو بصدد التحضير لأغنيات جديدة سيطرحها خلال الفترة المقبلة.

• حتى إنه يوجد تقارب واضح بينك وبين ملحم زين وكارلوس؟

- العلاقة بين الفنانين جيدة بشكل عام، وعندما تَحْدث مشاكل بينهم تكون محدودة وبسيطة. والعلاقة الجيدة بينهم يَنتج عنها تعاون فني مثمر، وأكبر دليل حلقة الوسوف التي لم يتم التحضير لها مسبقاً ورغم ذلك كانت جميلة ومرتّبة وعفوية وأعجبت الناس لأنني سمعتُ أنهم كانوا سعداء ولم يشاهدوا مثلها منذ فترة بعيدة. هذا النوع من البرامج يجمع الناس في بيوتهم ويُدْخِل المتعة إلى نفوسهم، وفي رأيي تبقى للتلفزيون نكهة ومتعة معينة رغم إيجابيات «السوشيال ميديا» وانتشارها وتطورها.

• هل ارتبطت بحفلات للفترة المقبلة؟

- في 26 ديسمبر المقبل سأحيي حفلاً في الـ«O» وحفلاً آخَر في 27 من الشهر نفسه، لكن مع أبو وديع في كازينو لبنان. كما سأكون معه في دبي لإحياء حفل رأس السنة، فضلاً عن حفل في نهاية نوفمبر الجاري في أبو ظبي.



إقرأ المزيد